إلى صديقي شاعر أمريكا الأعظم والت و يتمان
نجمان ياسين
أيها الساطع مثل الشمس،
يامغني العشب،
هل كنت تدري ،
أن حروفك النبيلة المؤتلقة،
وأغنية روحك المرهفة،
ستتعفر برائحة وسخام البارود.
في بلدي ؟
هل كنت تدري أيها الحالم.
أن الألق الأمريكي الذي أبصرتَ،
والطيبة التي عرفت في بلادك الشاسعة ،
ونور الجمال الذي ناجيت في براري أمريكا،
تلك التي جعلتنا نحلم،
برفيف عذوبتها ،
وجعلت جذورها تهمس بالحب،
ستخوض في نار ودم العراق؟
كنتَ تحلم ،
وكنا نحلم،
أن ينابيع الحرية ، ستغمر الدنيا.
وها أنت الآن ،
تبصر من ضريحك السامق.
كل هذه الحرائق.
ولعلك تبتسم كعادتك،
وأنت ترى بلبل الحرية الذي أحببناه سوية.
قد إنقلب إلى غراب ناعب في بلادي الطعينة!
من ترى وأد الحلم ،
ومن لطخ الوردة البيضاء في قصائدك ؟
من رش بالرماد،
لحيتك المطرّزة بالفراشات ،
ومن سجن ذهب قصائدك ،
وصادر بريقه؟
أحياناً،
أراك في سماء الشعر ،
تبكي،
وأنت تشهد جرحي الراعف،
وتتساءل :
- لماذا يريدون لصداقتنا،
أن تذبل، وتذوي؟!
أمسك حزنك ، أيها الأمريكي المملوء بملائكة النزوات ،
وأعرف أنك قد نثرت شذا قصائدك،
ليضوع في قلب القارات،
ويكسرُ قفص البحار والمحيطات ،
كنتَ تريد ياهذا الحكيم النزق،
أن تعلق ورد القصائد ، على صدور الناس ،
ولذا أُخذتَ ، وذُهلتَ،
وأنت تراهم يصوبون الرصاص ، إلى صدور الناس !
أبصرك الآن ، أيها المتشهي
المشاكس ،
تشهد بعينيك المُكدرتين ،
كيف إغتالوا حلمنا ،
ومرغوا وجهينا في وحول السياسة !
كنتُ أراك ، كما أنت ،
ذاك السهم الذي يثقب جسد البلاهة ،
يبشر بحكمة القلب ،
ويوقد قناديل الدنيا ،
لتضيء نجمة أمريكا، في كل سماء ،
وأرى نجمة أمريكا ،
تتوهج بقصائدك ،
قصائدك التي تمد اليد لتبارك قلب بلادي ،
وأدرك ،
أن تلك النجمة ،
نجمتك ، ونجمتنا ،
ستخترق ذات يوم ،
غيوم سماء الرماد،
وتتفجر بالضوء ،
ضوء الحب ، وضوء الرقة الصافية ،
وتتسلل إلى أرواحنا ،
بخفة ومهارة قصائدك ،
التي آمنت أن نجمة أمريكا،
لن تكون نجمة ،
إلاّ إذا كانت نجمة كل المعذبين !
أديب عراقي
رئيس اسبق للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق