في ذكرى الإحتلال البغيض للعراق
قتيبة آل غصيبة
التاسع من نيسان/ أبريل 2003؛ ذلك اليوم الأسود الذي داست فيه أحذية الغزاة الأمريكيين أرض العراق؛ تتدفق الكلمات كالدماء من جرح لا يندمل.
فالغزو الأمريكي البغيض لم يكن تحريراً؛ بل اجتياحاً همجياً دمّر البلاد؛ يومٌ ادّعى فيه المحتلون النصر؛ بينما كان بداية الجحيم للعراقيين. احتلالٌ شوّه التاريخ؛ دمّر التراث؛ والحضارة؛ وأذلّ شعباً عريقاً.
إن جرائم الاحتلال التي لا تُغتفر؛ من إحتلال بغداد إلى فضائع سجن أبو غريب؛ إلى مذابح الفلوجة والنجف؛ إذ كان كذبهم وتضليلهم للرأي العام العالمي ؛ بامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل؛ ودعمه لتنظيم القاعدة الارهابي؛ ذرائع مزيفة لاحتلالٍ سُفكت فيه الدماء؛ ولأجل النفط؛ والهيمنة.
فكانت معاناة العراقيين؛ أطفال بلا طفولة؛ شيوخ بلا كرامة؛ جيلٌ ضاع بين القصف والتفجيرات والتهجير.
دموع بغداد عاصمة الرشيد التي بكَت دماً بعد أن دنسها المحتلون ضحايا وقتل وتدمير على يد قوات الاحتلال المشؤوم؛ ليُشعلوا بعدها جحيم الحرب الطائفية ومآسيها؛ فأمست جرحٌ لا يندمل؛ شعبٌ فقد الملايين من رجاله ونسائه واطفاله؛ بين قتيلٍ ومفقودٍ ومهجّر.
ورغم الَمآسي والدمار فإن بغداد لم تسقط وظل العراق أبياً صامدا بشعبه؛ فكانت دماء الشهداء تُحرق أعلام المحتلين؛ كل شهيد كان شعلة مقاومة.
هكذا هو العراق كطائر العنقاء؛ يُولد من جديد من تحت الرماد؛ رغم كل شيء يبقى العراق العظيم شامخا.
إن التاسع من نيسان/ ابريل 2003 ليس مجرد ذكرى... إنه جرحٌ ينزف كل يوم؛ وشعبٌ لا ينسى؛ وتاريخٌ لن يُغفر لأمريكا وحلفائها؛ تدنيسها لأرض العراق الطاهرة.
هذه الكلمات ليست مجرد حروف؛ بل هي دماء وأشلاء وأصوات شهداء لن تُسكتها أي قوة في العالم؛العراق باقٍ؛ والعار يلاحق المحتلين إلى الأبد...
لأن العراق يستحق الحياة... والله المستعان على الظالمين..