الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحقيبة المدرسية

بواسطة azzaman

لمن تقرع الأجراس؟

الحقيبة المدرسية

هاشم حسن التميمي

 

 شعرت بالصدمة حين هرولت خلف حفيدتي الصغيرة احمل حقيبتها الدراسية كي تلحق بباص المدرسة.. حين ادركت ثقل هذه الحقيبة ومعاناة حملها او سحبها حتى من الكبار وقررت التحقق من الامر عند عودتها  فكانت الكارثة .

 وضعت هذه الحقيبة في الميزان فزاد وزنها على الثمانية كيلو غرامات بدون ادوات الرسم او الربطة الاسلامية يوم تلاوة القران او الملابس والمعدات الرياضية يوم الرياضة ناهيك عن الطلبات المدرسية الاخرى للمناسبات وما اكثرها  وتزداد اثقال الاطفال طبعا ايام الشتاء وملابسه الخاصة للوقاية من البرد في مدارس تفتقد جميعها للتكييف المركزي... ترى ما الذي تحويه حقائب الصغار من كتب ومعدات ... ؟ وجدت ان المطلوب من الطالب ان يحمل معه كل يوم جميع كتبه الاساسية وملحقاتها من اللغة العربية والرياضيات والعلوم والاسلامية والانكليزي و... والمطلوب ان يحملها على ظهره كل يوم حين لاتتوفر خطوط للنقل وعليك ان تتخيل صعوبة الامر لاطفالنا المساكين في القرى والارياف وهم يسحبون هذه لاثقال في ماراثون للعذاب ومسيرة للالام وليس التعليم ولا  يهون الامر عند شراء حقيبة بعجلات غالية الثمن تطمس بالاوحال ايام الشتاء وترتج ويتعرقل سيرها في طرق منقوشة بالطسات والحفر وحتى عند التنقل بالسيارات ان توفرت فان صعودها ونزولها مصيبة عند الطفل فيضطر الاهل للقيام بهذه المهمة وهنا يكمن السؤال عن دور الاشراف التربوي والجهات المعنية بتطوير التعليم الابتدائي والمراحل الاخرى ولعل الدعوة بهذا المطلب ستثير السخرية  عند الكثير من الناس وهم يعلمون ان مدارسنا مزدحمة بدون حدائق وساحات ولاصفوف نظامية ومختبرات الا ماندر بل ان الاسرة التعليمية تعاني من الاهمال مما دفعها للاضراب بل للاهانة والضرب بالعصي والقنابل المسيلة للدموع والاعتقال التعسفي لانهم طالبوا بحقوقهم اسوة بطلبتهم الذين فشلوا باجتياز امتحانات البكلوريا واصبحوا اليوم مليارديرات بقوانين الامتيازات غير المشروعة ...

 اقول للسيد وزير التربية ولجنة التربية والتعليم في مجلس النواب هل اطلعتم خلال جولاتكم المكوكية في ايفاداتكم في القارات السبع على الابنية المدرسية والانظمة الدراسية وكيف يخصص لكل طالب لوكر يضع كتبه ومستلزماته ولايضطر لحملها للبيت كل يوم لاداء الواجبات المنزلية لان هذه الواجبات تتم داخل المدرسة دون حاجة لتدخل الاهل او الاعتماد على الدروس الخصوصية وهذا الامر لم يعد مقصورا على المدارس الاميركية والاوربية بل حتى الاسيوية ولولا فقر الصومال وجزر القمر والفتنة في السودان والعجز المالي في موزنبيق لوجدنا ذات المدارس وذات الانظمة والنتيجة واضحة ان طلبتنا يفرحون جدا بالعطل والحمد لله اصبحت اكثر من ايام الدوام وينطلقون بسرعة حين ينتهي الدرس وتنفتح ابواب المدرسة وكانهم عصافير تهرب من القفص او سجناء بالمؤبد شملهم العفو العام في عراقنا  المظلوم الذي يتبرع بنفطه لبلدان الشرق والغرب وبعد ذلك تهتف جماهير تلك البلدان ضدنا وتصفنا بابناء الرايات الحمر  ولعلهم يقصدون حكامنا الذين فشلوا في حكمنا وترتيب اوضاع فرقنا الكروية وانظمة مدارسنا البائسة ونتعمد لهدر مئات المليارات لاعادة انتخاب من اساء للبلاد بدلا من تخصيصها للبنية التحتية وانقاذ الصغار من الحقيبة المدرسية....  ونختم مقالنا بالاشارة لمفارقة واقعية في اغلب جامعاتنا خاصة الاهلية حيث يحضر الطالب بملابسه المزركشة دون زي موحد ويحرص على حمل الموبايل وعلبة السكائر التقليدية او الالكترونية  ومعها مفاتيح السيارة.. بدون حقيبة  ولاقلم او كتاب او اوراق للكتابة والملاحظات ويحرص على حمل مستلزمات الاحتفالات والمناسبات فالنوادي مزدهرة والصفوف خاوية فما الحاجة للكتابة والدرس والدكتوراه سهلة الشراء والاستيراد ومن اراد المزيد فليسال واعطيه الارقام والوثائق والحقائق الصادمة لكل بعيد وقريب، والله الستار من القادم بعد انبطاحنا التاريخي غير المسبوق للعم ترامب الذي لم يكتف بنزع السلاح، بل سيطالب بنزع الجهاد والكفاح ونزع كل مايستر عوراتنا الوطنية والشخصية  ويترك لنا شعاراتنا الوطنية وادعيتنا الدينية وهيئاتنا الديمقراطية المزيفة.

 

 

 


مشاهدات 91
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/04/13 - 5:46 PM
آخر تحديث 2025/04/15 - 2:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 738 الشهر 14575 الكلي 10595222
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/4/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير