من سوق الفواكه والخضر مثقل اليدين
عامر محسن الغريري
غادرنا تسعيرة الخضر والفاكهة منذ زمن بعيد خارجين عن النظام المتبع في اسواق الدول المجاورة تاركين الحبل على القارب للتاجر في تقيم ثمن السلع ثم البقال فأن كانت اخلاقه والتزامه الديني على الخط المستقيم لبى مطلبك حينما تبتاع اي نوع من السلع فيحملك بالطازج والريان والخالي من المساوىء والعيوب واذا كان الخلاف سيلاحقك القلق وتلوكك السن اسرتك وتشعر بوقوعك في فخ البائع وكنت ضحية غشاش يتقن المراوغة ويجيد درب الثعلب .. حدث معي ان اشتريت كمية من اللوبيا بعد ان اغراني وشدني معرض البقال بالوان سلعته الخضراء البراقة الطازجة فدار لي ظهره وملأ الكيس وحملته بعد ان احكم اغلاقه وادهشني منظر اللوبيا عندما جاءت بها سيدة منزلي صفراء مطعمة بالاخضر الطازج القليل عندها ادركت ان (الشليف) الذي زج لي اللوبيا من احشاءه مغشوش وفي يوم اخر ومكان غيره ساقني منظر العنب المتلألأ في معرض البقال فحملته طلبي بثلاثة كيلوات وبسعر 2250 دينارا وحينما فضيت عما حملته من السوق تألمت كثيرا ..اكثر من نصفه حصرم وتالف وطبخته درجة حرارة الصيف المرتفعة فما كان مني الا ان اردد اغنية المطرب صلاح عبد الغفور(ايدك لباعتني فضة وهي راوتني ذهب ) على طرف شارع اركن بائع مركبته وراح يروج لبضاعته الرقي التي ملأت حوض السيارة الخلفي اقتربت من مكانه وطالبته بعد الاتفاق على السعر بان اكون على بينه من لون هذه الفاكهة وحلاوتها فأجابني بعدم جواز ذلك لكونه يبيع تحت شعار انت وحظك وعندما تبادلنا الحديث بأن السكين هي الحكم بين البائع والمشتري في الأيام السالفة قال كان فادركت مقصده وعرفت ان الرقي القادم من ناحية العظيم يمتاز بالاحمرار والحلاوة لذلك فإن البقال واثق من جودة معروضه عندما ينادي بصوت مرتفع (عل سكين) . اما اليوم فقد البائع ثقته بجودة خضراواته لذلك ترك للمشتري ان يضع خبرته وفراسته وتجاربه السابقة في معرفة المخبوء من الحلاوة والاحمرار وسعيد من حمل لعائلته رقي بلا مسمار .