الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حكاية مع (الزمان) 

بواسطة azzaman

حكاية مع (الزمان) 

ابتهال العربي

 

لطالما كنت على يقين تام أن الدنيا تأخذ وتعطي ، وأؤمن دائماً أن الأقدار التي يكتبها الله جميلة بكل حالاتها .. وكل حدث ومشهد من حياتنا له ميعاد.

 منذ اكثر من عامين بدأت حكايتي مع (الزمان) في ميعاد لم يكن مخططاً له. ذهبت لأقابل رئيس تحرير جريدة (الزمان)، وكنت مرتبكة في داخلي بعض الشيء بسبب غياب ملامح اللقاء الأول لدي بعد أعوام من مضي مشوار الدراسة، لأنني أعاني من فوبيا القلق من المجهول، لكنني قررت الذهاب لأمرين الأول كان يفترض أن أزور الجريدة العريقة التي اطّلع عليها منذ كنت طالبة في كلية الإعلام قسم الصحافة ، كما تسنى لي بعد مدة من تخرجي أن أرسل مقالاتي عبر البريد فتُنشر دون تأخير  على صفحتيها الثانية أو الثالثة، وهنا أود تقديم الشكر والإمتنان إلى أستاذي الإعلامي كاظم المقدادي الذي شجعني لمدة طويلة على مواصلة الكتابة ، أما الأمر الثاني فكان يقتضي تزويدي بكتاب رسمي الى نقابة الصحفيين العراقيين ، وهكذا شاء القدر أن أكون جزءاً من حكايات ( الزمان ) وتكون جزءاً من حكاياتي ، بل اعتبرها اليوم أهم حكاياتي وأكثرها تميزاً .. ربما يعتقد البعض مثلي أن « الحياة تمنحنا فرصاً كثيرة، لكن إحدى تلك الفرص هي الأجمل « ، وأستطيع القول أن عملي في هذه المؤسسة الرصينة هو فرصة ذهبية، شكّل لي فارقاً مهنياً ومعنوياً ، وهذا ينطوي على وجود ارتياح نفسي ووظيفي، وسط مناخ يسوده الهدوء والتفاهم والمحبة والتفاني بين فريق عمل متآخ مترابط ، وإدارة حكيمة تمتلك مقومات القيادة الناجحة، وهذا الإنطباع لايولد من فراغ فكل من يعمل أو يتردد على (الزمان) يعلم بأنها المؤسسة الصحفية الأولى مهنياً بحكم اختيار الإدارة لموظفيها وزجهم في عدة اختبارات لصقل خبراتهم وتغذية شغفهم المهني سواء بالمحاضرات العملية او المكافآت التشجيعية بين حين وآخر، كما أنها جريدة مستقلة تعتمد على إمكانياتها الذاتية، وترفض الخضوع لأي جهة.

حرية التعبير

وكل ذلك يجعل منها منبراً إعلامياً صلباً وشامخاً، وكثيراً ما يتكرر ذلك السؤال: هل مازلتِ في (الزمان) فأقول : نعم، وتتبع إجابتي تفاصيل أقرب إلى المديح على عكس كثير من زملاء المهنة الذين يعلمون كجنود عسكر في اذاعة او قناة ما، لأنهم يفتقدون حرية التعبير ولو بكلمة على صفحة الفيسبوك في قضية تخالف الجهة المالكة للمؤسسة، لأن الأمر قد يصل إلى فصلهم عن العمل وقطع رزقهم، وما أقوله ليس وهماً بل حقيقة سمعت الأفضع منها في مؤسسات تابعة لفلان وعلان، ويعمل فيها الإعلاميون وهم مغلوب على أمرهم، وبعضهم يقول لي « شسوي إداري عيشتي واحافظ على شغلي، أما البعض الآخر فهم أولئك المتسلقون والوصوليون الذين يقال عنهم منافقين يقبلون الأيادي ويمدحون ويفتخرون بصاحب المؤسسة أو مالكها، ويسمونه تاج الراس، وسمعت شيئاً أقبح مثل تعرض الموظفة للمساومة أو المحاربة في العمل، أو يرأس الموظفين مدير جاهل جاءت به الجهة الممولة، وهو بلا شهادة تعليمية، كان يمارس حرفة أو صاحب محل ليبيع ملابس، أو حرامي فإرتقى ليكون حرامياً من الدرجة الأعلى، ولايزال زملائي يشتكون ويلعنون تلك المؤسسات ويصفونها بالدكاكين، لأنها لا تمنحهم شيئاً، إلا الراتب في نهاية الشهر ويُستقطع منه في الإجازات والحالات الإستثنائية.

كثيراً ما نخطوا بإتجاهات مختلفة ، وربما نندم أو نتقدم .. « الأهم هو الأحتفاظ بشـــــعلة الأمل ، ومواصلة السير في درب المهنة، والأخــلاص في ثنايا العمل والجد والمثابــــــــرة في الحيــــاة»، هذه إحــــــدى أهم النصائــــح أو المكتســــــبات التي تتعلمــها تلميذة من أســـــتاذها لمنحهـــــــــا إشــــــــراقة التفــــــــاؤل وتعــــــــــزيز خبرتهـــــــا في الصحافة والحياة.

 


مشاهدات 196
الكاتب ابتهال العربي
أضيف 2024/10/01 - 1:11 AM
آخر تحديث 2024/10/19 - 1:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 57 الشهر 8022 الكلي 10037745
الوقت الآن
الأحد 2024/10/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير