الـله بالخير رياضة
نجوم من ورق
اكرام زين العابدين
ما زلنا نعيش زمن الفوضى الادارية في اغلب مفاصل الدولة ومنها الرياضة ، التي كنا نعتقد انها بعيده عنها وتختلف عن باقي مفاصل الحياة لانها تدار بعقلية احترافية وبروح رياضية بعيدة عن التسقيط الذي تشهده السياسة.
خدعنا بكلمات رنانه ، وبشعارات الاحتراف والاحترافية بالعمل الرياضي ، ولم نكن نتوقع انها بعيدة كل البعد عنهم ، بعد ان شاهدنا مهزلة عقود مدربي المنتخبات الوطنية الاجانب ، وما حصل للبرازيلي زيكو في زمن رئيس الاتحاد السابق ناحج حمود خير دليل ، وما تلاه من مصائب مع المدرب كاتانيتش الذي ابعد عن المنتخب بغير حق بزمن الوزير عدنان درجال ، لانه رفض ان يستجيب لطلباته الكثيرة .
استمر مسلسل النكبات الكروية مع المدربين الاجانب وجاء دور الاسباني كاساس الذي قدم عمل مميز في فترته الاولى لكن كبوة الاردن في كأس آسيا قطر 2024 جعلته يفقد حسه التدريبي بعدها ، وضاعت منه الحلول في الدقائق الحرجة من المباريات المهمة وخسر فرص كثيرة لصناعة مجد كروي له ولمنتخبنا الوطني لاسيما بعد خسارته الاخيرة امام فلسطين بالجولة الثامنة ، والتي ادت الى تراجع الفريق للمركز الثالث واصبح في عنق الزجاجة بعد ان كان قريب من الوصول لمونديال 2026.
وتحول الاسباني كاساس من نجم ورجل مرحلة مهم يحبه العراقيون ويتمنون التقاط صورة معه بعد ان حقق لهم لقب خليجي 25 بالبصرة وانتصر في تصفيات كاس العالم على فرق آسيوية مهمة وكذلك واصل تالقه بكاس آسيا بعد الفوز على اليابان .
لكن كاساس عاد وتسبب في زرع الحزن في نفوس العراقيين وأبكاهم في ليالي رمضان بعد الخسارة امام فلسطين ، ونسي الجميع انه سبق وان زرع الفرح بالسنوات الماضية.
وصدرت اوامر من امين بغداد برفع صور كاساس من اعلانات شوارع بغداد لانه لايستحق ذلك ، مما يدل انه اصبح مذموم الجماهير بعد ان كان معبود الجماهير ومحبوبها .
البعض كان يتحدث عن تجارب الاحتراف وعصر الاحتراف الذي عاشه في منطقة الخليج ، وكيف انه يعمل على نقلها وجعلها افضل وبروحية عراقية ، لكن الوعود تحولت الى سراب ، ولم تنجح الاعيبهم المكشوفة.
ويبدو ان وسيلة الاقناع كانت لدي هذا المسؤول كبيرة بعد نجاحه في اقناع اعلى سلطة بالدولة بمشروعه ، وتخصيص اموال كثيرة له ، لكن الامور لم تسير مثل ما تمنى ولم تتغير نحو الاحتراف الحقيقي مقارنة بالاموال المصروفة ، بل ان البعض اعلن عن فشل المشروع نتيجة استمرار نفس الاخطاء التي كانت تظهر في زمن الاتحادات الماضية التي لم تتوفر لها الاموال الكافية لكنها استمرت مع وجود كميات كبيرة من الاموال.
مشكلة تشكيلة الاتحاد العراقي لكرة القدم انها تضم عدد غير قليل من نجوم الكرة العراقية ، بالاضافة الى عناصر شابه تملك خبرة ادارية حديثة من خلال مشاركتها في دورات آسيوية ودولية. لكن الخلافات والمشاكل كانت كبيرة بين اعضاء الاتحاد ، بعضها شخصي من اجل تسقيط الآخرين نتيجة قرب الانتخابات ، وبعضها تحدث نتيجة قلة خبرة اصحابها. خدعنا مرات ومرات من خطابات رنانة كنا نعتقد انها نابعة من اشخاص يحبون العراق ويبحثون عن تصحيح مسار الكرة والرياضة العراقية ، لكن الواقع كان مراً بعد ان ظهر هؤلاء النجوم وكانهم (نجوم من ورق) يبحثون عن مصالحهم الشخصية ، وعن الامتيازات والسفرات المتتالية ، وكذلك الحصول على التكريمات والهدايا في حالة الفوز بالبطولات، ولا يملكون الشجاعة ويتحملون الاخفاق ويقدمون الاستقالة .