الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وقفة مع الشعراء

بواسطة azzaman

وقفة مع الشعراء

حسين الصدر

 

- 1 -

للشعراء قدراتهم الكبيرة في تبيان أهمية الشعر وما يحدثه في القلوب من بهجة وسرور.

وخير من عبّر عن هذه الحقيقة هو بكر بن نطاح (ت 192 )

حيث قال :

أرانا معشر الشعراء قوماً       بألسننا تَنَعمت القلوبُ

اذا انبعثت قرائِحُنا أَتَينا         بألفاظٍ تُشقُ لها الجيوبُ

- 2 -

وقد عبّر ( إبراهيم ابن هرمة ) ت 176 هـ عن حُبّه لاهل البيت (عليهم السلام) بصدق فقال :

ومهما أُلامُ على حُبهّم               فاني أُحبُّ بني فاطمه

بني بنتِ مَنْ جاء بالمحكمات       وبالدِينِ وألسُنّة القائمه

فلستُ أبالي بِحُبي لهم             سواهُمْ مِن النعم السائمه

- 3 -

ويرى أحد الشعراء الناس وهم ذوو أمل طويل ونسيان لتقلبات الدهر ومفاجأته فيقول :

يؤمل دنيا لتبقى له      فمات المُؤمِلُ قبلَ الأملْ

يُربي فسيلاً ليبقى له     فعاش الفسيل ومات الرجلْ

- 4 -

قال بشار :

مَنْ راقب الناس لم يظفرْ بحاجتِهِ      وفاز بالطيباتِ الفاتِكُ اللهِجُ

فأخذه تلميذه سلم الخاسر فقال :

مَنْ راقب الناس مات غمَّا     وفازَ باللذةِ الجَسُورُ

فغضيب بشار وقال :

تأخذ المعاني التي قد تعبتُ فيها فتكسوها ألفاظاً

أخف من ألفاظي  ؟

لا أرضى عنك

فمازالوا يسألونه حتى رضيَ عنه .

- 5 -

قال أبو العتاهية مخاطبا سلم الخاسر :

تعالى الله يا سلم بن عَمْرٍ

أَذّلَ الحِرصُ أعناقَ الرجالِ

غضب سلم وقال :

يزعم اني حريص ،

وردّ عليه قائلا :

ما أقبحَ التزهيدَ مِنْ واعظ        يُزهّدُ الناسَ ولا يزهدُ

لو كان في تزهيده صادقا        أضحى وأمسى بيتُه المسجدُ

يخاف انْ تنفد أرزاقُه            والرِزقُ عند الله لا ينفدُ

والرزق مقسومٌ على ما ترى     يناله الأبيضُ والأسودُ

كُلاً يُوّفى رِزْقَهَ كاملاً             مَنْ كَفَّ عن جهدٍ ومن يجهدُ

 لقد عاب أبو العتاهية سلماً وهجاه لحرصه مع انّ أبا العتاهية نفسه معروف بالحرص .

ولا يحق للحريص ان يذم حريصاً وعليه ان يتخلص من حرصه قبل ان يتهم به الآخرين.

وهكذا هو العيّاب الذي يتلذذ بذكر عيوب الآخرين وينسى عيوبه

- 6 -

أخر ما قاله إبراهيم الموصلي ( ت 188 هـ )

مَلَّ واللهِ طبيبيَ          مِنْ مقاساةِ الذي بي

سوف أُنعى عن قريبٍ   لعدوٍ وحَبِيبِ

- 7 -

هجا احد الشعراء خصمه وخاطبه قائلا :

أيها الذئب وابنُه وأبوه     أنت عندي مِن أذأبِ الضارياتِ

نعوذ بالله من الذئاب ومن الانسلاخ من مكارم الاخلاق والآداب .

- 8 -

أنّب ( عبد الله بن المبارك ) الزاهد الكبير المعروف – ابن عُليّه بعد أنْ أصبح من رجال السلطان فقال :

يا جاعلَ الدينِ له بازيا        يصطادُ أموالَ المساكينِ

احتلتَ للدنيا ولذاتِها           بِحِيلةٍ تَذْهبُ بالدينِ

فصرتَ مجنونا بها بعدما     كنتَ دواءً للمجانينِ

أين رواياتُكَ في سَرْدِها       عن ابنِ عونٍ وابنِ سيرينِ

أين رواياتُك والقول في        إتيانِ أبوابِ السلاطينِ

انْ قلتَ أكرهتُ فذا باطِلٌ       زَلَّ حِمارُ العلمِ في الطينِ

أقول :

واشباه ابن عليه كثيرون لاسيما في العراق الجديد فقد كُشف النقاب عن وجوه كثيرة كانت تتستر بالدين حتى اذا ما اتيحت لها الفرصة ظهرت منها الاعاجيب ..!!

نعوذ بالله من كل الذين يصطنعون في الظاهر التدينَ والورَع والتُقي وهم لا يملكون في الباطن الاّ حبّ الدنيا واللهاث وراء المكاسب والمصالح .

 

 


مشاهدات 399
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/05/01 - 5:45 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 9:27 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 397 الشهر 7931 الكلي 10037654
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير