الى والدي عبد الرحمن مجيد الربيعي... ذكرى رحيلك الأول في العشرين من مارج
سنة الفقد .. مرت أيامها تنتقي صدى الوجع , هل أخبرك أم انك تعلم !؟ كان عاما كثيفا بالمرارة . مرارة الفقد التي أعقبت مرارة البعد طيلة ثلاثون عاما أبعدتك رسالتك الإنسانية عني مرغما , حاملا تلك الأعباء على كتفيك الموجوعتين وأنت تنشر ما بشرت به في أرجاء المعمورة , قصائد وقصص وروايات ومقالات وتدوينات , وثقت لمراحل مهمة بتاريخ وطننا الجريح عسى أن تخرجه لاحقا من غرقه المتباطئ بيد بيضاء كانت كل سجاياك ترنو إليها . ربما لن يفهم الكثير رسائلي المشفرة إليك والتي لا تقرأها إلا جيناتك الموروثة ببثخ لي . هكذا أفضل وأتم . والخلائق على قدر عقولها تفهم وتتعامل . لن اصوب أسهم كلماتي إلى هذا أو ذاك أو تلك , فمعظمهم كما كنا نسر بعضنا حولهم ونترك السفينة تبحر كما تشتهي رياح زمانها ونحن نتفرج ونضع نقاط المدح والقدح بيننا . ربما عزاؤنا أن نتاجك نستمر بتجديده أنا وإخواننا في الوسط الثقافي العراقي والعربي , دارك الأحب اتحاد الأدباء المحبين وبعض الأصدقاء بإخلاصهم النادر من هنا وهناك بقينا نرفع راية الاستمرار معا . اجتمع اليوم الكثير من محبيك في دارنا وأحيينا ذكرى آخر تواجد لك بيننا ونحن نتناقل كلماتك ودعاباتك العفوية أيها النقي . صدرت مجوعتي النثرية الثانية هذا العام وأنا أرثيك فيها , مقدما لك فيها , وحاكيا البقايا في تدرج نصوصها . اكتب حكايتك الآن , اسطر بعض الذكريات بين حين وآخر , اسخر أسلوبك في ما اكتب , ولا أجد نهاية سعيدة لهذه الكلمات . سأعزف على ختام ذلك برواية تحكيك وتكمل مسيرتك إلى آخر أيامها لتصطف مع ما انبثق من قلمك . هكذا أكمل مسيرتك التي لم تورثني غير هذا الجمال المؤلم . وجع بوجع . كم عشت حياة صعبة أيها البهي بصبرك وعفويتك .
تلميذك وابنك الأوحد حيدر