الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فوتوغرافيا الفنان عقيل غانم.. الصورة..من السكون إلى الحركــة


فوتوغرافيا الفنان عقيل غانم.. الصورة..من السكون إلى الحركــة

جاسم عاصي

 

الصورة الفوتوغرافية كجنس إبداعي يعبّر عن واقع مرئي وملموس لا يبتعد عن بنية المشاهدات،وإنما تتوغل في صلب كينونتها روح منفتحة.ترصد ما يُرى بالعين المجردة وتتسلل نحو المضمر والمخفي للتعبير عن طبيعة ما يُرى ويُشاهد,فعدم الاكتفاء بالمرئي المباشر دليل على عمق وظيفة الصورة كبقية الأجناس.كما وأنها بما تحتويه من صياغات متداخلة مع الرؤى تهدف إلى عكس المكملات المرافقة للكادر،وبما يتسع له سطح الصورة(اللقطة)التي تتسع أكثر لمساحات الوجود،والتعامل معها على أنها لا تعني الثبات في التعبير،وإنما رصد الحركة الدائمة في الأشياء.ولعل حذاقة الفنان وصفاء رؤيته ما يضع الصورة موضع الاكتمال الشعري،اي رهافة التعبير.فرصد المشاهد يعتمد على حساسية عين المصور،يُضاف إليها حساسية عين الكاميرا.يرافق هذا الفعل ما لا يراه الفنان وهو يفحص المشهد،حتى لحظة اكمال اللقطة.إذ تظهر له وللمتلقي البصري ثمة حواش وهوامش تتآلف مع المشهد خارج إرادة الفنان.بمعنى فيها نوع من خواص سردية لاستكمال موجودات المشهد.

لا شك ونحن بصدد قراءة منتج الفنان(عقيل غانم)علينا أن نشخص خواص صورته.وما نراه بالإجمال أن الفنان يمتلك تاريخاً من العلاقة مع الكاميرا من جهة،كذلك خلقت هذه العلاقة نوعاً من الانسجام الابستيمولوجي.بمعنى ثمة تخاطر وتوافق هارموني بينهما دفع إلى الحرص الشديد في اختيار اللقطة وفق منظور الأهم والمؤثر والمعبّر.لذا نجد على صوره انسجام عكسته محتويات الصور من جهة،وانسجام الصورة الواحدة مع مكونات كادرها.كذلك خلق هذا الحرص تعدداً دالاً على سعة أُفق الفنان،كذلك تعميق رؤيته لما يحيطه.وهذا يؤكد قول (أرنست همنغواي)القائل؛أن الحقيقي هو نتاج التجربة والمعرفة. فالموهبة الفنية واضحة من خلال الطرح،والمعرفة تندرج ضمن حقل المساهمات الكثيرة في المعارض،سواء في الداخل أو الخارج.وهذا بطبيعة الحال خلق عنده حرصاً على الاهتمام في دقة الاختيار،كذلك الحرص في التعامل مع ما تستقر ذائقته الفنية على المشهد الذي فضله دون عشرات المشاهد. ونرى أن هذا دفعه ضمن العقل المنتج إلى التمعن في فحص ما يرى لتحديد جوانب اللقطة.وهذا المحور فني خالص،دال على التوائم والاتحاد بين ما هو موضوعي وما هو فني.ولعل الفحص الدقيق للصورة التي ينتجها الفنان تؤكد لنا على حساسيته الفنية،وقدرته على الفرز وخلق التوائم بين الأجزاء وفق مكونات ما عرف بالضوء والظِل في التصوير بالأسود والأبيض،ثم الضوء والعتمة في الملون.وخلاصة هذه المكونات خلق لتاريخه ومدونته الفنية جمالاً متميزاً واضح المعالم.فهو يكتب قصيدة صورية بحق.ولعل ما يرصده الفنان يعتمد حساسيته الفنية،مدعوم بهدفه الذي هو جزء من الالتزام على كل الأصعدة.لأنه كفنان لا يلزم بمقولة الفن للفن،ولا الفن للشعب،وإنما تسيره مقولات مختلفة منبثقة من كل هذه المقولات.بمعنى يعمل على تحقيق هويته الفنية عبر الإشارات المتعددة ذات البصمة المركبة من بنيات فكرية ــ جمالية.لذا كانت سياحته في التنوع جزءاً من هذا الهم الفني.فلا بناء موضوعي دون مجال فني حيوي.فالفنان أكثر حرصاً على تشكيل خصائص صورته.والتنوع الجزء الأكبر من تجربته.إذ يبدو السير في الزمان والمكان أهم الدوافع؛فالحقيقي مصنوع من التجربة والمعرفة على حد قول(همنغواي).إن التنوع مستند إلى التجربة والخيال.فالمسطحات المائية تتجاوب معرفياً مع المسطحات الرملية(الصحراوية).فمسيل الماء يتجاوب مع مسيل صفرة الرمال وميلها اللوني في التغيّر.المهم هنا التوفر على الاستثنائي الذي تحسبه صورة الفنان.في الوقت نفسه يتحاشى التكرار لأنه يُلغي التفرد.خاصة في رصد الطبيعة أو رصد وتصوير المواقع الأثارية،وصور العمارة والبناء،وحركة الأسواق والشوارع والأزقة وهيجان الشوارع أثناء الاحتجاجات،والتعرض إلى حركة الأجزاء وقدرته على التعبير عن كامل الجسد خاصة الوضع النفسي للإنسان كالكفوف والإشارات الأُخرى للجسد.

ما يمكن التوصل إليه بخصوص التداعيات الخاصة؛إن الفنان يؤكد على خاصية التنوع في الرؤى،والمتأتية من البنية المعرفية التي تعمل على اتساع الرؤية للأشياء،والتي يمكن تناولها بالتفصيل.إن إجادة الفنان تُحسب من طبيعة المتنوع وثراء مشاهداته النابع من لقطاته الفنية الخاضعة كما نرى إلى ذائقته الفنية أولاً،ثم قدرته التخيلية ثانياً،كذلك التزامه الفكري(الحياتي)،وبهذا نرى في اختياراته نوعاً من الاهتمام المركز في انتاج اللقطة وفق صورة معبرة عن ظاهرة مدروسة.

السكون والحركة

كما سنرى ونحن نفحص صور الفنان(عقيل غانم) التي هي المركز في بحوث وقراءات متن الكتاب التأكيد على ظاهرة مهمة في الصورة وهي(السكون والحركة)، وهما أيقونتان تعملان على استمالة المشاهد والفاحص النقدي البصري فالسكون كامن في طبيعة الصور ذات الشكل البصري الثابت،بينما الحركة ،فهي تكمن في داخلها،لأنهما ــ أي السكون والحركة ــ يقدمان ظاهرتين الأولى واضحة والثانية مضمرة،الأُولى تكمن في موضوعية الكادر في الصورة،والثانية في تأويل مكوناتها ذات المجموعة من العلامات؛اعتماداً على إشاراتها العفوية والمرافقة لمشاهدات عين الكاميرا.فمن البديهي أن الفاحص يحتمل سكون محتويات الصورة أو كادرها،وتحديد أُطر هذه المحتويات باعتبارها تعكس صورة من الواقع،وهو حق يفرضه التلقي.بينما حقيقة الأمر إن ما تنطوي عليه الأجزاء في الصورة التي قد لا تجلب نظر الرائي غير المتخصص في الفحص النقدي.فالجزء من الحركة التي تُحيل الفاحص اليقظ إلى تحويل الجزء من الحركات الصوامت إلى كل مجموعة من الظواهر الجزئية،وبالتالي إلى ظاهرة كلية.بمعنى يكون السكون أكثر قدرة على توسيع الأُفق. وهذا لا تحيله سوى الرؤية القارّة للفنان وحساسية عين الكاميرا التي توسع مساحة الكادر نحو سردية فكرية وجمالية.فالأُفق الواسع لعقل الفنان هو من يدفع إلى التعدد والتنوع والإحالة والتأويل.فالصورة تحتمل التأويل باعتبارها جزءاً من الظاهرة الاجتماعية،وغير مستقلة بذاتها فقط. إن التنوع الذي اشرنا إليه يُحقق الحركة للسكون المفترض في الصورة،وذلك لأن تفاصيل الصورة ترتبط بالذاكرة البصرية.فالشيء المرئي تواً يرتبط بمشهد آخر مرئي في زمن آخر.وهذا مرهون بمخيلة الرائي وقدرته على تخيل الأشياء وربطها ببعض.هذا الارتباط بين الماثل والمستعاد يضفي على الصورة حركة ،أي الأشياء الصامتة والساكنة تبدأ بالتحرك واستعادة الحيوية من خلال المدى الذي تحتمله مخيلة الرائي.إذاً نحن أمام ظاهرة متحركة تفرضها علينا الصورة،التي تجعلها تنتمي بجدارة إلى الأجناس الإبداعية الأُخرى.إن الصورة بهذا تنتمي إلى تاريخ،فاللقطة التي تتخذ من كادرها مشهد لزقاق أو محلة شعبية،يني إنها تقدم تاريخ مدون بصرياً لهذا المكان.ولعل الفنان(كفاح الأمين)بما قدمه من ثراء في مجلداته التي عالجت علاقة الصورة الفوتوغرافية بالانثروبولوجيا وتاريخ العراق السياسي ،بما الانتفاضات وصور الشخصيات التي شغلت الزمان والمكان.

لذا نجد في مصورات الفنان(عقيل) شيء من هذا الدأب لتحويل كل ما هو ساكن إلى حركة تتفوه بالحقائق التي عليها الظواهر.فهو بهذا مؤرخ من نوع آخر،يُسهم في إعانة الذاكرة الفردية والجمعية على التذكر والاستعادة.

وقد شهدت الصورة مثل هذا الفعل ابتداء من الرواد وجهدهم في تدوين الوقائع والمناسبات وكل ما يرتبط بالحياة العراقية.

مجالات الصورة وأغراضها عند الفنان /

ــ بيئة الأهوار.

ــ الآثار.

ــ العمارة.

ــ الأسواق.

ــ الصحراء والفضاء.

ــ حوارات وكفوف.

ــ مشاهد مسرحية.

ــالشوارع والأزقة.

ــ الاحتجاجات .

ــ التفرد والوحدة.

بيئة الأهوار

ليس باليسير والسهل وطء المكان دون مسوغ حسي ينطلق من الجينات التي تبني تصورات واسعة المساحة،كثيرة التأمل والحذر في رسم مشاهده ووضعها موضع الحس الإبداعي الذي نرتكز عليه في تقدير الجهد المبذول في انتاج صورة للمكان.فالتعامل مع الصورة لا يعني الانطلاق من تقليدية النظرة ،وإنما من اعلاء شأنها كبقية الأجناس.من هذا المنطلق نرى في صورة الفنان(عقيل) مثل هذا المسعى المكلل بالحذر والتطبع على الحرص في استكمال مشهد الصورة التي تلتزم بالضوء والظل،وتتحدد في التشكل المعرفي الذي ساعده على انتاج ما هو إبداعي من جهة،وملء مساحات كادر الصورة بما يخلق جمالاً من جهة أُخرى.إن الاختيار للقطات وزواياها هو الأشد بياناً في تجربة الفنان،فهو يحذو حذو من سبقوه،سواء من الرواد أو الأجيال التي أنتجتهم مرحلة ما بعد الرواد في كل تبايناته الموضوعية وتطور سُبل ووسائل التقنية في إنتاج الصورة.لذا نجده يتمسك بعنصر التميّز للقطته،موفراً كل ما من شأنه الارتقاء .في مضمار البيئة (المكان الواسع) الذي ينتج (أمكنة) مشيدة على ذاكرة ومضمار متغير باستمرار.فالبيئة التي التقط مساحتها الفنان(بيئة الأهوار) لها تاريخ مستمر التصعيد منذ حضارة سومر وحتى حضارات ما بعد سومر،وهي تصوغ مجالاتها في تبادل مستمر بين الإنسان بفعالياته الصاعدة،وبين الموجود الذي أكسبها التفرد ضمن مسطحات مائية أزلية الامتداد  والمحافظة على سحرها الأخاذ والمدهش.والفنان ينطلق من جمالية البيئة وقدرتها على العطاء والتجدد.لعل إضفاء عناصر الصورة باعتبارها فناً يؤكد ويلتزم الجمال الذي يصعد بعناصر اللقطة(كادرها)كالضوء والظل وتشكل وتسجيل صوري يكفل ما هو دائم التواصل مع سحرية المجال كالمياه وامتداد مساحاته،وأعواد البردي والقصب والطيور والأُفق غير المحدود.كل هذا تُحدده وترسمه عين الكاميرا التي تخضع لرؤى الفنان وتشوفه ورصانة فحصه للمشهد.فهو يهتم بغلبة الفن أكثر والمحدد كما ذكرنا بطبيعة اللقطة المدروسة.

فالملفت للنظر في فحص الصورة هذه نرى على نماذجها تعدد في طبيعة تعامل النموذج ضمن حيّز بيئته،من منطلق البقاء والتجدد والتكاثر.فهو يهتم بوجود العلاقات الاجتماعية والأُسرية وطبيعة الحياة عبر تأمل نماذجه التلقائي.فهو سارد مرئي حذر وانتقائي.يُضاف إلى هذا الجهد سحر الصورة المأخوذ من سحر البيئة.كما وأنه يوازن بين كادر الصورة والفضاء الذي يحيطها ويغلف أُفقها.كذلك توزيعى الضوء والظِل لإبراز المعالم الأهم في المكان المعزز بالضوء والماء.ولعل انتقاء مشاهد الموجود في المكان خير ما يعبّر عن رؤية الفنان لبيئته وما يجري فيها من فعاليات اجتماعية تخص الانتاج وعطاء المياه خاصة وجود حيوانات الجاموس ذات الخصائص الذاتية سواء في حياتها أو عطائها الدائم،حيث يعتمد عليها سكان الأهوار عبر التاريخ الغائر في القِدَم.فالمرأة مثلاً كنموذج منتج في هذه البيئة، يخصها الفنان بلقطات فنية أثناء استغلال عطاء البيئة من قصب وبردي للصناعات الشعبية والتي تدخل في ممارسات حياتهم اليومية،خاصة بناء البيوت.وقد تغنى الشاعر السومري مخاطباً القصب وما يعنيه من رمز قارّ في بيئة المياه.والفنان أعاد صياغة تعامله مع هذا العطاء بشعرية صورية واضحة،ورؤى صافية أتاحت له التجربة من استيعاب ما يحصل في بيئة المياه.ولأنه كفنان يتعامل مع البيئة ،فأنه مارس بفنية خالصة وهو يلتقط النادر من المشاهد الريفية,فقد وازن من خلالها بين مكونات الكادر وما تقراه عين المصور في المشهد.ولعل الغروب حضى باهتمام عين الكاميرا،حيث أنتجت مشهداً لا يجسد سوى الشكل الفني لما يراه في الطبيعة.الزاوية أيضاً جسد قوتها وشعريتها بما أضفاه الضوء الأحمر وبروز الشجر من بنية جمالية نادرة.لقد حققت صورة الفنان كثافة عالية في المشاهد،مضافة إلى الندرة في الانتقاء.إن السمة الشعرية التي أضفاها على محتوى الصورة متأتية من الندرة في الاختيار،والدقة في صناعة وعكس المشهد. فهو ينظر إلى ما يراه بعين تُحيل إلى وجود متحرك ما بعد حضور الصورة.فالسكون الظاهر عى أشياء المشهد تُحركه ذهنية المراقب البصري،بمحاولة تبديد السكون لذ تظهر عليه اللقطة،بحركة غير مفترضة،وإنما تنبع من محتويات الكادر.أي أن الفنان يلتقط ما هو خاضع لنظرته وتقييمه لصورة تحمل أُسس إبداعها.فالسرد المرئي يتواصل مع تفاصيل مشهد الصورة،لأنه أساساً يرتبط بالذاكرة وما تُحييه وتستنبت خاصياته من حياة وحيوية الواقع(البيئة).

لقد اعتنى الفنان وهو ينتقي نموذجه بحركة الجسد خاصة حين يكون الإنسان يعمل ويواصل الجدف وسط مساحات مائية،منتصباً فوق سطح زورقه.فهي صورة تعكس حيوية إنسان المياه،وفعاليته اليومية.وقد راعى في اللقطة نسب تسجيل كل مقومات المشهد،عبر توازن واضح بين مساحة سطح المياه،وجدران القصب والبردي ومساحة السماء.هذه العناصر هي التي حققت بنسبها الفنية مشهداً مثيراً.                                

ما تركه الأجداد للأحفاد /

ينبعث إحساس الحرص على المواقع الأثرية من التشكل الوطني والمعرفي والوعي العام الذي اندرج عليه المصورون ،فراحوا يتسقطون ما ألت إليه تلك المواقع،وما أصابها من خراب جراء العبث العشوائي المنظم،والذي أنتج ظاهرة تهريب القطع الأثرية إلى أسواق العالم  والبورصات. لكنهم أيضاً حرصوا على أن يقدموا صورة أنيقة تدعو للفخر والاعتزاز بكل هذه الصروح التي تركها الأجداد للأحفاد. فما نعنيه بالعنوان هو المشهد الأثري ومدى الحرص على كينونة هذه المواقع.هذا ما يخص الهم الذي انتاب الفنان وهو يراقب مثل هذه الظواهر،لكنه لن يغفل جمالية ما تنطوي عليه المواقع عب لقطات فنية.وهو جزء كبير من رؤية الفنان للمعرفة والأثر الذي تركه الأجداد لنا. والفنان(عقيل) كان له مثل هذا الاهتمام،لاسيما كونه تربى ونشأ بالقرب من المواقع تلك،ونقصد المواقع التي تُشير إلى أعرق حضارة هي الحضارة السومرية،ابتداء من طفولته وما كانت تحظى فيه تلك المواقع من زيارات متناوبة،تركت أثرها في لا وعيه المضمر.لذا كان من المسوغ الانتباه إلى هذا،فصوّر ما هو قريب منه  في مواقع أُور.المدينة التي شهدت حضارة عريقة امتدت بدءاً من عمق التاريخ القديم،حيث شهدت تطوراً في كل معالم الوجود والحياة اليومية،من قوانين ونصب وملاحم دونت على لقى الطين،خصت الشعر ونظم الحياة،والذي تجسد في عمارة المدن ورموزها الدينية كزقورة أُور،التي حاول الفنان الاعتناء الواضح والمميز في اختيار اللقطات التي جسدت جمال تلك العمارة وهندستها،إذ تلاعب بشكل منظم جمالياً في اضفاء توازن بين الضوء والظِل اللذان عكسا ما لتلك العمارة من فن معماري من جهة،وما توحي به من القدسية من جهة أُخرى.فاللقطة تميزت بما بذله الفنان من إحداث توازن بين الوجود الجمالي للمبنى،وما يحيطه من أرض،وما يعلوه من سماء.كان الصفاء أهم تلك الخصائص فيها.فقد سيطر على جهد عين الكاميرا وحساسيتها،ورهافة عينه في رصد كل ما يلون ويجسد الجمالية .ولعل استواء الجدران وطبقات السلالم وميلان زوايا العمارة وحدّة حوافّها أكسب اللقطة مثل هذه الدقة إضافة إلى إبراز متانة الجدران التي حافظت على ديمومتها عبر كل تلك القرون,حيث قاومت عوامل المناخ وما تعرض ت إليه الأرض من تغيرات جيولوجية .لعل الكاميرا عين سحرية تُجسد ما لم ينتبه إليه الفنان،إذ لها ذائقتها المندمجة مع ذائقة المصور.بينما نجده في لقطة أُخرى للجدران اعتنى في تجسيد انتظامها المعماري وصفاء طابوقها،حيث لعبت عين الكاميرا دوراً في خلق توازن في توزيع الضوء والظِل،بحيث خلق من الجدران صورة راقية تتمتع بأسس وخصائص فريدة،خاصة الشبابيك ذات الأقواس العلوية،إذ لعب الظِل دوراً كبيراً لتجسيد جماليته.إذ حرص  ما يخص المواقع الأثارية والمباني القديمة وذلك بتعشيق عينه المرهفة الحس للتجاوب طبيعة الجمال المعماري وعين كاميرته وحساسية عدستها،فأنتج جمالاً متميزاً لتلك الأماكن.وهي دليل على اعتزازه وحبه وحرصه على ما تركه الأالسيرة الذاتية للفنان /

الاسم: عقيل غانم جثير

التولد: الناصرية 1972

التحصيل الدراسي : دبلوم كهرباء

عضو عامل في الجمعية العراقية للتصوير فرع ذي قار

عضو الهيئة الادارية لمنتدى فن الفوتوغراف

*حصل على المركز الاول في مسابقة بيت الابداع الفوتوغرافي في مسابقة الصورة الصحفية.

*حصل على المركز الثاني في مسابقة بيت الابداع الفوتوغرافي.

*حصل على الجائزة التقديرية في المسابقة التي نظمتها العتبة الحسينية المقدسة.

*حصل على كتب شكر وتقدير من السفارة اليابانية لمشاركته في دعم النشاطات  الفوتوغرافية.

تكريم من اتحاد المصورين العرب المركز العام بمدالية الاتحاد .

 *شارك في جميع المعارض التي اقامها منتدى فن الفوتوغراف .

 *شارك في جميع المعارض التي اقامتها الجمعية العراقية للتصوير المركز العام                      

* تم اختياره في لجان الفرز والتحكيم في مسابقة المرحوم فوأد شاكر للأبداع لأكثر من دورة 

*اختير في لجان الفرز والتحكيم الخاصة في مسابقة جائزة حبيب الله الدولية .

* اقام معرضه الشخصي الأول في سلطنة عمان تحت عنوان (عمان بعيون عراقية) بمشاركة ثلاثة من زملائه.

 

 


مشاهدات 47
الكاتب جاسم عاصي
أضيف 2025/12/21 - 5:28 PM
آخر تحديث 2025/12/22 - 12:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 18 الشهر 15934 الكلي 12999839
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير