الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ان چان هذي مثل ذيچ… خوش بطه وحوش ديچ

بواسطة azzaman

ان چان هذي مثل ذيچ… خوش بطه وحوش ديچ

أحمد جاسم ألزبيدي

 

كما يعرف كل من عاشرني — أنا  مولع بالنكات، خصوصاً الروسية منها، ربما لأنها تُشبه حياتنا: نهايتها دائماً غير متوقعة، وغالباً مؤلمة، لكننا نضحك عليها مجبرين.

لو اجتمعت السياسة والديمقراطية والاقتصاد بكل مشاكلها أمامي، أتركها وأجلس أسمع نكتة. النكتة عندي علاج فعّال لكل ما لا يمكن إصلاحه… وخاصة في بلدي.

وكنتُ، بحكم هواية الصيد، أخرج أسبوعياً مع مجموعة أصدقاء — نخبة محترمة من الناس الذين يجتمعون على طبق "حساء السمك اوخا " ونكتة جديدة. وكان بيننا من يغني، ومن يقلّد، ومن يضحك قبل أن يسمع النكتة حتى.

 

ومن بين كل النكات، بقيت واحدة "تحبّني" وأحبّها… لأنها تشبه حالنا السياسي شبراً بشبر.

 

تقول النكتة:

 

شاب ذهب إلى طبيب يشكو التبول الليلي. فسأله الطبيب:

— وليدي، شنو اللي يخليك تشخ بالليل؟

 

أجاب الشاب بكل بساطة:

— دكتور، من أنام يجيني عملاق أسود، صوته يخوّف حتى ابوي ، ويصيح علي: «شخ»! فأخاف وأشخ غصباً عني.

 

فقال الطبيب بثقة مَن درس بالاتحاد السوفيتي:

— إذا جاك العملاق كلّه لا ما أبول ولا تخاف. انتهى الموضوع.

 

بعد فترة ليست بالقصيرة التقى الطبيب مريضه في السوق:

— ها وليدي؟ بطّلت تشخ بالليل؟

 

— إي دكتور بطلت .

فرح  الطبيب لنجاحه في العلاج … لكن الشاب أكمل:

— بس دكتور… صرت أخرِّي على نفسي!

 

طبعاً الطبيب طار عقله:

— هااا ليش وليدي ؟

 

— لأن العملاق يوم كلّتله «لا»… صاح علي: «إذن  اذا ما تبول لعد خرّي»! ومن الخوف… نفذت أوامره حرفياً.

 

ويا جماعة…

وحقيقة يا جماعه  هذه النكتة هي خلاصة حياتنا الانتخابية والسياسية.

 

نريد نغيّر…

نريد نصحّح…

نريد نوقف ضد الفساد…

نريد نكون شعب واعي…

 

نسمع نصائح “الخبراء” و“المستشارين” ونقول للعملاق الكبير — صاحب النفوذ والمال والسلاح —"لا"…

 

فيردّ علينا العملاق العراقي بنسخة محلية:

"إذن… خرّوا " !

 

وإحنا — من الخوف أو من اليأس — ننفذ الأوامر بحذافيرها!

 

بدل ما نواجه السرقات…

نواجه مطرب جاء ليغنّي ساعة!

بدل ما نتظاهر ضد الفساد…

نتظاهر ضد حفلة!

بدل ما نوقف بوجه اللي نهبوا البلد…

نوقف بوجه أغنية وطنية!

 

وين رايحين؟

نحو “قندهار عراقية”… إنتاج محلي، وبترخيص رسمي.

 

وهكذا — بين “شخ” و“خَرِّي” — نمشي كل يوم خطوة جديدة…

لا نحو المستقبل…

بل نحو الهاوية، ونحن نصفّق.


مشاهدات 39
الكاتب أحمد جاسم ألزبيدي
أضيف 2025/11/25 - 4:08 PM
آخر تحديث 2025/11/26 - 1:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 72 الشهر 18766 الكلي 12680269
الوقت الآن
الأربعاء 2025/11/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير