هل نحن علی اعتاب ازمة إقتصادیة عالمیة بقیادة امریکا ؟
نبز شهرزوري
تحاول الولايات المتحدة ترتيب قواعد اللعبة الاقتصادية من جدید و وضع خطط مالیة ربما تعد من أخطر ماشهدە العالم في العصر الحدیث، و إعادة النظر في استراتيجيات سياستها التجارية، لا سيما مع الصين في محاولة لإعادة هيكلة النظام الاقتصادي بما يخدم مصالحها ويعزز من قدرتها التنافسية وذلك من خلال خدعة کبیرة تتمثل في استخدام احتیاطاتها من الذهب ، وهي خطـة مدروسة لتصفیر دیونها البالغة حوالي (38) ترلیون دولار.
في بدایة القرن الماضي اقنعت امریکا دول العالم بإيداع ذهبها لدیها مقابل الدولار الذهبي، وتم إيداع كل أونصة ذهب لدی وزارة الخزانة الامریکیة، مسجلة رسميًا ب(42) دولارًا فقط، بينما قيمتها اليوم تقدر باکثر من( 4000) دولار للأونصة الواحدة، لهذا السبب تحاول أمریکا إعادة تقييم ذهبها والذي سوف يجعل من الولایات المتحدة أغنى دولة في العالم بین لیلة وضحاها وأن ذهبها يساوي مئات الملیارات من الدولارات، ومن ناحیة اخری تحاول خفض حجم ديونها باستخدام العملات الالکترونیة ومن بینها الدولار الرقمي الذي سوف يرتبط بالسندات الامریکیة، دون أن تخسر دولارًا واحدًا .. (مجلة بزنس).
والیوم تخطط امريكا لإستخدامە لإنقاذ نفسها من الغرق وتترك العالم یغرق بصمت، حیث یتم إغراق دول العالم في التضخم و الدیون وإنهیار مالي !
فکرة طوبائیة امریکیة، قد تغير شكل النظام المالي العالمي بأثرە، من خلال إعادة تقییم الذهب بسعرە الحالي ، مع العلم إن الولایات المتحدة تمتلك ما يزيد على (8133) طنًا من الذهب، وهو أكبر احتياطي في العالم (حسب إحصاءات المجلس العالمي للذهب).
آمریکا ومن خلال خطط وسیاسات مالیة، تطبخ الاقتصاد العالمي علی نار هادئة، امام انظار العالم الحالم بغدٍ افضل !
امریکا تحاول تسعیر ذهبها والسیطرة علی مجریات الامور المالیة والاقتصادیة، عن طریق طبع ملایین الدولارات الرقمية بلا غطاء تحاول السیطرة علی اموال العالم بأسرە، وبهذە اللعبة تحاول امریکا، قلب الطاولة علی الجمیع وتغییر قواعد اللعبة، اما دول العالم فتجد نفسها مجبرةً على شراء ديون أمريكا لتتمكن من التجارة معها حتی لا تتوقف الحرکة التجاریة لدیها مع العالم الخارجي !
امریکا ظاهریاً صاحبة اقوی اقتصاد في العالم، اما في الحقیقة هي غارقة في الدیون ، فهي مدیونة بشکل خطیر جدا، وقد تجاوز الدين العام للحكومة الأمريكية حاجز (38) ترلیون دولار حتی 2025 ( وكالة أسوشيتدبرس). يعني الحكومة الأمريكية مديونة بأكثر من ستة أضعاف أصولها المالیة!.
إذاً دیون امریکا تفوق الناتج المحلي الاجمالي لأغلب دول العالم و تسدید فوائد تلك الدیون فقط ، تکلف نصف میزانیتها الاجمالیة.
ولأن أمريكا تعتبر "المركز المالي للعالم" لهذا السبب ديون أمريكا لیست مجرد أزمة داخلية، وبالتالي أي خلل فيها تسبب بموجات إرتدادية في كل انحاء العالم .
إذا نجحت خطة آمریکا !
قد تتسبب بإنهيار قيمة احتياطات دول العالم من الدولار و قفزات جنونية لأسعار السلع في الاسواق العالمیة.
إذاً هل نحن علی اعتاب انهیار مالي عالمي ؟ ام بدایة نظام نقدی جدید؟