الروائي ابراهيم سبتي  ورواية ( شجرة البنات) في نادي السرد

حمدي العطار

يمثل النشاط الثقافي في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق مساحة متجددة لقراءة الأعمال السردية وتسليط الضوء على تجارب الكتاب العراقيين. وفي هذا الإطار، شهد نادي السرد جلسة نقدية لمناقشة رواية "شجرة البنات" للروائي إبراهيم سبتي، وهي رواية أثارت اهتمام النقاد لما تحمله من دلالات تاريخية وإنسانية مرتبطة بذاكرة الحرب والتحولات الاجتماعية.

 *رؤية فنية واضحة

أقام نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، يوم السبت ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥، جلسة نقدية ناقشت رواية "شجرة البنات" للروائي إبراهيم سبتي، بحضور مجموعة من النقاد والباحثين في الشأن السردي.

استهلت الجلسة بكلمة الروائي خضير فليح الزيدي الذي أكد أهمية  سبتي كأحد أبرز كتاب جيل الثمانينيات، مشيراً إلى أن روايته تعد من أهم منجزاته الروائية لما تحمله من رؤية فنية واضحة.

*البنية الاساسية

 أوضح ابراهيم سبتي أن الرواية تقوم على أربعة محاور رئيسة، أبرزها محور القصف والحرق الذي تعرض له الجيش العراقي أثناء انسحابه من الكويت، وهو الحدث الذي شكل البنية الأساسية للنص.

*السرد العائلي

 الناقد د. سمير الخليل فقد أشار إلى أن الرواية تنتمي إلى السرد العائلي، لكنها تتجاوز هذا الإطار لتجسيد الظرف العراقي القاسي آنذاك، معتبراً أنها رواية ناضجة ذات بناء محكم ورمزية لافتة.

وثيقة سردية

قدم د. جاسم الخالدي قراءة ركزت على التحولات النفسية والأخلاقية لشخصيات الرواية، مؤكداً أن فصولها السبعة تشكل وثيقة سردية ضد العبث وضد النيل من الإنسان، ولافتاً إلى رمزية الباب في مسار الشخصيات.

*السلوك المنحرف

وختم الناقد أمين الموسوي بنقد أبرز من خلاله كشف الرواية للسلوك المنحرف في المجتمع، وإدانتها لجرائم النظام السابق وقوة الطيران الأميركي التي أدت إلى تدمير البنى العراقية.

*عمل فني متماسك

خلصت المداخلات إلى أن الرواية جمعت بين البعد التاريخي والسرد العائلي والرمزية البنيوية، مما جعلها عملاً فنياً متماسكاً يعكس جانباً مهماً من الذاكرة العراقية الحديثة.

 *سردية في الوجدان الثقافي

أكدت الجلسة النقدية أن رواية "شجرة البنات" تشكل إضافة مهمة إلى السرد العراقي، فهي ليست  توثيق لحادثة تاريخية فحسب، بل رؤية إنسانية معمقة تضيء تأثيرات الحرب على الأفراد والمجتمع. وبما تحمله من رموز وتحولات نفسية، تبقى الرواية شاهداً على قدرة الأدب العراقي على استعادة الذاكرة وتقديم سرديات راسخة في الوجدان الثقافي.