الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ضياع استحقاقات الشعب العراقي… لماذا وأين؟

بواسطة azzaman

ضياع استحقاقات الشعب العراقي… لماذا وأين؟

خالد محسن الروضان

 

بعد إعلان نتائج انتخابات البرلمان في 11/11/2025، ظهرت على الساحة السياسية العراقية قراءات متعددة لتفسير المشهد الجديد. فرغم اختلاف الكتل والأحزاب والشخصيات السياسية في الخطاب والهوية والانتماء، إلا أنّها—على مستوى الفعل والمصلحة—تبدو أقرب إلى بعضها مما يُظن.
فالخلافات الظاهرة بينها ليست سوى واجهات إعلامية، أما في الباطن فإن أساليب العمل، وتركيبة المصالح، وطبيعة التحالفات المتشابكة، تجعل فكرة استحالة التنسيق بينها مجرد وهم. والتجارب السابقة، كما اللاحقة، أثبتت بوضوح أن الجميع قادر على التلاقي حين تتقاطع المصالح، وأن العداوات يمكن تجاوزها، وأن الخلافات قابلة للتأجيل متى اقتضت الحاجة.

إن توصيف بعض القوى بأنها “إصلاحية” أو “محافظة” أو “معتدلة” ليس توصيفاً دقيقاً، فالجميع يتحرك في النهاية ضمن هدف واحد وبأسلوب واحد وبمعادلة واحدة.
حتى أصبح الواقع السياسي أقرب إلى معادلة غريبة لكنها واقعية

1+1+1=1
أي أنّ تعدد الوجوه في الظاهر ينتهي إلى قوة واحدة حين يجتمع الهدف المشترك:
الحفاظ على النفوذ والسلطة.

وتجسد هذا المعنى في الصورة العامة:
العمامة والعقال، العباءة والجلباب، السفور والحجاب، المتشدد والمعتدل، الثوري والرجعي، الديني والعلماني
جميعهم، رغم اختلاف اللافتات، يشكلون في النهاية مركزاً واحداً للمصلحة السياسية، وليس مركزاً موحداً لخدمة الوطن أو حماية استحقاقات الشعب.

إن الفوضى في التعامل مع المبادئ، وإهمال الاستحقاقات القانونية للفائزين، والاستهانة بأصوات الناخبين، أصبحت عرفاً سياسياً معمولاً به. فنتائج الانتخابات غالباً ما تُذبح على مذبح المساومات، حيث يتساوى الخاسر والفائز، بل قد يصبح الخاسر هو صاحب الحظوة كما حدث في انتخابات 2010 و 2021.

كيف يمكن للمواطن أن يحافظ على الحماس والمشاركة وهو يرى صوته يُهمّش، وإرادته تُلغى، والوجوه ذاتها تدور من جديد؟
إنّ هذه المعادلة المشوّهة—معادلة (1+1+1=1)—هي جوهر الأزمة السياسية، وهي التي جعلت الوجوه متعددة، والصوت واحد، والهدف واحد:
المصلحة.

أما ما يحتاجه العراق فعلاً، فهو معادلة معاكسة تماماً:
وحدة وطنية حقيقية، تنوع في الوجوه والآراء، أصوات مختلفة تحمل العراق الواحد، والقلب الواحد، والمصير الواحد.
عراق لا يُقسّم مهما تعددت الاتجاهات، ولا يُختزل بنتيجة انتخابية تُدار خلف الأبواب المغلقة، ولا يُدار بعقلية تقول:
"تريد أرنب… خذ أرنب، تريد غزال… خذ أرنب."

بل عراقٌ يُدار بإرادة شعبٍ صوته هو الأول، واستحقاقه هو المعيار، ودولته فوق الأحزاب والمصالح

 


مشاهدات 69
الكاتب خالد محسن الروضان
أضيف 2025/11/22 - 3:08 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 12:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 48 الشهر 16349 الكلي 12677852
الوقت الآن
الأحد 2025/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير