الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مهزلة قديمة جديدة

بواسطة azzaman

مهزلة قديمة جديدة

عبد العظيم محمد

 

تحولات كثيرة واجهت الشارع السياسي العراقي وما زالت الأزمة تضغط على انفاس الكثيرين من هذا الشعب الصابر والسبب هو الصراع والتطاحن والتسابق المحموم للفوز بصدارة ( القوم ) .. لان الذي حدث ويحدث وما يتعرض له الشعب العراقي من انتهاكات لحقوقه وسيناريو الدمار الذي لا يتوقف ، كان لا بد من ان يتجه السؤال الى نقطة مركزية : الى اين .. وماذا ؟

وكان الجواب المنطقي والطبيعي هو ان المسار الوحيد الذي يجب على العراقيين الساسة بالدرجة الاولى .. الاتجاه اليه هو مسار التوافق او التوازن الطائفي نغمة العهد الجديد وكأن الغنيمة ( الكعكة ) كما عبر عنها بعض الساسة لا تكتمل عدالتها الا من خلال التوازن وهذا ما جلب الخراب والدمار الى العراق بعد ان اتخذه بريمر سيء الصيت ( منهجا ) للسلوك السياسي الجديد بعد سقوط النظام ليصبح سنة سار على نهجها كافة القوى والكيانات السياسية بعد ان وجدوا فيها ضالتهم لان العراق وتاريخه خارج حساباتهم والشعب هو الاخر خارج الحسبة ايضا .. المهم مصالحم وما يكسبون او ينهبون لا فرق .. حتى أصبح التوافق الوطني الحقيقي بعيدا عن التصريحات والبيانات الجوفاء ، لانها حبيسة مرحلة مخطط لها مسبقا .. فالتوافق الطائفي الان وبالذات بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية هو الضمان الوحيد لإثبات الحضور فقط وهذا ما يطمح اليه الجميع من ( ساسة التغيير ) بل من اجل الحفاظ على الذات قبل ذلك .. فالتوافق الوطني البعيد عن الطائفية والمناطقية ولا يعنينا الشكل الذي يأخذه ، هو الذي يستطيع تشكيل حزام الأمان الذي يحمي الوجود العراقي من التلاشي ، والتمزق في مزيد من الضياع .... نقول ذلك ونحن نعرف ان هناك الكثير من اللقاءات والحوارات الجانبية قد ابتعدت عن هذا المفهوم ، لانها مع الاسف مرتبطة بخيوط ابتعدت عن الهوية الوطنية والهم العراقي وذلك الجرح الذي ما زال ينزف لمستقبل ينتظر الفرج كما هو الشعب الذي تحمل الكثير من أخطاء( القادة ) ... ان الامر اليومي لدى البعض ممن تاجر بالوطن والشعب الذين وجدوا من يساندهم مع الاسف هو القضاء على اية محاولة للتلاحم الشعبي ، بمعنى ان تشكيل هذا التلاحم هو بالضرورة تفعيل القدرات الجديدة وتنسيقها في الخط الذي يجعل القوة العراقية متكاملة في كفة واحدة من الميزان ، وبالنسبة للعناصر التي وجدت في تدمير الشعب ضالتها فأن الأمر لديها على هذه البساطة ، ممنوع ان تقوم حالة جديدة من التلاحم والتكاتف لانه في ذلك يشكل ضعفا لها ، فالتلاحم او التوافق الوطني المفردة المحببة الغائبة دائما معناها تشكيل سد في وجه العناصر المخربة كمرحلة أولى، وبالتالي تشكيل قواعد الانطلاق لبناء كيان عراقي عصري وحديث وميكانيكي يسخر الطاقات والامكانات الاقتصادية والبشرية والثقافية والعسكرية وغيرها في جهد منهجي وتطلع طموح ، الى إقامة هذا الكيان الكبير القادر على الحضور في مواجهة هذا العالم المتحرك الكبير ، فهل نحن فاعلون .... ام .... ؟

 


مشاهدات 29
الكاتب عبد العظيم محمد
أضيف 2025/11/22 - 2:51 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 1:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 95 الشهر 16396 الكلي 12677899
الوقت الآن
الأحد 2025/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير