الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أنظمة الغرب بأعلى مراحل تورطها في الجريمة   

بواسطة azzaman

أنظمة الغرب بأعلى مراحل تورطها في الجريمة   

علي ضياء الدين     

 

بعد انغماسها المباشر أو غير المباشر في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ قرابة عامين بحق الشعب الفلسطيني في غزة تكون دول الغرب الرأسمالي التقليدية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية قد بلغت اعلى مراحل انحطاطها. كانت دول هذا النظام، على تفاوت بينها، تلعب تحت الطاولة وفوقها فأصبحت تلعب فوقها فقط. كانت تراوغ في التعابير التي تستخدمها فأصبحت تعابيرها واضحة جلية لا لبس فيها. كانت تحتفظ لنفسها في بعض الأحيان بمنطقة رمادية للتمويه فما عادت في حاجة اليها. في كل ما تفعله الانظمة الرأسمالية إنما هو نابع من طبيعتها التكوينية. انها أنظمة عدوانية لا تستطيع العيش بدون أن تقتل. التاريخ مليء بالوقائع الدامغة التي تؤكد على الطبيعة الاجرامية لهذه الأنظمة التي شيدت عظمتها وازدهارها على جماجم ودماء وثروات الشعوب التي غزتها و استعمرتها. لقد لجأت هذه الأنظمة الى ارتكاب جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي ومحو الثقافات الوطنية قدر ما استطاعت. الكيان الصهيوني صنيعة هذه الأنظمة وقد صنعته على شاكلتها فليس غريباً أن يتصرف مع الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين كما فعلت أنظمة الاستعمار بالضبط بل وزادت عليها باستخدامها مرجعية دينية خرافية مزورة للتاريخ تدعي تفوقها على كافة الأمم والشعوب. كان الغرب الاستعماري بحاجة الى قاعدة استيطانية وسط العالم العربي تحرس مصالحه وتثير المشاكل بين شعوب المنطقة فخلق البؤرة الصهيونية التي يطلق اسم اسرائيل ودعمها بالسلاح والاعلام والمال والمعلومات كي تكون عامل عدم استقرار في المنطقة وأطلق يدها كي تعبث كما يحلو لها مستفيدة من حالة الضعف والتراخي والانقسام التي مر بها العرب في أواخر الحقبة العثمانية وبعدها

تطهير عرقي

 وكما أبادت القوة المسلحة للأنظمة الرأسمالية شعوباً وخربت أوطاناً وأقدمت على تطهير عرقي في أكثر من مكان وقتلت الملايين من مواطني البلدان التي احتلتها وسخرت ملايين أخرى منهم لخدمة اقتصادها في عملية التراكم الأولي للثروة دون أن تعبأ بأرواح الذين لقوا حتفهم في سبيل ذلك الهدف القذر حذت الصهيونية العالمية حذو مؤسسيها في التعامل مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض المحتلة على طول تاريخها الاجرامي منذ أن خلقت في عام 1948.

ان سلسلة المجازر التي اقترفتها العصابات بحق الفلسطينيين لا تعد ولا تحصى وهي متواصلة ولم تتوقف يوما بل صارت تأخذ أبعاداً أشد لؤماً وحقداً كما في حالة غزة خلال العامين الماضيين بدعم مطلق بالمال والسلاح والاعلام يقدمه لها الغرب الرأسمالي بلا قيد أو شرط. ان الغرب واسرائيل يفعلون ما هو من طبيعتهم: الحقد والطمع والاستهتار والقمع واحتقار العالم وعدم الالتفات الى شيء اسمه الشرائع الانسانية أو المواثيق الدولية. القانون الوحيد الذي انتهجه الغرب طيلة تاريخه الاستعماري والذي سارت على هديه اسرائيل الصهيونية هو قانون الغابة الذي يشجع على الابادة الجماعية وتطهير الأرض من سكانها ثم الافلات من العقاب.                                                                                             لقد بدأت شعوب العالم وبالدرجة الأولى الشعوب الغربية تدرك حجم انتهاكات حقوق الانسان التي يمارسها الكيان الصهيوني فصارت ترفع أصواتها احتجاجاً عليه وعلى دعم حكوماتها اللامحدود لنظام مجرم قاتل يرتكب جرائمه بأموال الضرائب التي يدفعونها من عرقهم وكدهم وسيشكل هذا تحولاً كبيراً جداً في الوعي الشعبي الغربي لن تجد معظم الانظمة السياسية الغربية ازاءه الا الاستجابة المتحايلة واستيعابه في انتظار الانقلاب عليه في أقرب فرصة سانحة. لا تستطيع الانظمة الغربية الافلات من طبيعتها الاجرامية واسرائيل ليست الا امتداداً لها.

 


مشاهدات 73
الكاتب علي ضياء الدين     
أضيف 2025/08/09 - 12:54 AM
آخر تحديث 2025/08/10 - 1:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 45 الشهر 6761 الكلي 11401847
الوقت الآن
الأحد 2025/8/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير