النووي الإيراني يتحدّث في الدقيقة التسعين
رياض الحسيني
يتلّمس المسؤولون الايرانيون هذه الايام ستراتيجيه جديده تختلف عن سابقتها التي غلب عليها التهديد والوعيد وهاهم اليوم مستنفرين لاقناع العالم اجمع ان منشأتهم النوويه قد تضررت بشكل كبير لدرجه ان بلادهم قد طالبت الولايات المتحدة الاميركيه بتعويضات عن تلك الاضرار الجسيمه كما وصفها مسؤولون ايرانيون في مقدتهم وزير الخارجيه عباس عراقجي. ماتحاول ايران فعله من خلال ترديد «الضرر الجسيم» في كل مقابله ومناسبه وتصريح وخبر انما له دلالات دعائية ونفسيه واعلاميه ودبلوماسيه. يبدو ان ايران تحاول حيازة اكبر قدر من الوقت تزامنا مع خطة الاسراع في التخصيب المسرع للوصول الى درجة لاتملك معها اميركا والغرب الكثير من المناورة الا القبول بايران عضوا في النادي النووي والتسليم بالامر الواقع وعلى مضض.
ايضا تصريحات «الضرر الجسيم» تأتي في سياق الحرب الاعلاميه التي تأتي في الكثير من الاحايين بنتائج طيبه اذا ماتم انجازها بشكل احترافي ومهني وليس بافضل من عراقجي للقيام بهذا الدور ليس لسبب موقعه الدبلوماسي فحسب بل يعود لكاريزما الاقناع التي يملكها الرجل المسؤول صاحب الوجه الابيض الطفولي البرئ. في المقابل التصريحات المتكررة مع تأكيدات وترديدات عراقجي انما تؤكد لحلفاء اميركا بصدق الادعاء وسيكفون عن الضغط على ادارة ترامب لاعادة الكرة تلو الاخرى فيما لو صرح المسؤولون الايرانيون عكس تصريحات الضرر الجسيم وهو ماسيعود على ايران وشعبها بضرر اكبر ودمار اعظم فالحرب عبارة عن مجموعه من الخدع على حد وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه امام شعبه ايام الحرب الاخيرة على ايران. بالمقابل هناك مؤشرات وسط هذا الهدوء تؤكد ان ايران وادارة ترامب في اجتماعات مباشرة مستمرة خلف ابواب مغلقه في دوله قريبه على كليهما وان هذه الاجتماعات قد قطعت شوطا في التقدم نحو حلحلة ازمة النووي الايراني مع ضمانات دوليه ليس معها مجالا للتراجع او النقض. كل هذه التحركات والتصريحات والاجتماعات انما تؤكد ان ايران وهي متقدمه على خصومها في الدقيقة التسعين ان لم تتوصل ادارة ترامب الى اتفاق معها فانها قد تصل الى درجة اللاعودة وستعلن مفاجأة يصحو العالم على وقعها فتطيح رؤوس وترتفع اخرى وتدخل المنطقه على اعتاب مرحلة جديـــــــــدة من التوازن والـــــــــــردع والسلام العادل ضمن شرق اوسطي جديد لايستبعد ايران بل يقبلها قوة دوليه واقليميه لايمكن تجاوزها او التعدي عليها او اختراق اجوائها ولو بمسيرة ورقيه من طراز قديم.