لا تلعنوا القصيدة
شيرزاد كمال
نحن جبناء… كما يزعمون
لا نقاتل إلا بالقلم
ولا نعشق، ولا نحب… إلا في جسد القصيدة
نعم، نحن جبناء
نخشى البنادق
ونرفع الراية
لكي لا نفقد ما تبقى من إنسانيتنا
لا تلعنوا الكلمات
مهما كانت هشة
فمن ظلالها ننحت الضوء
ومن الحروف تولد الحرية
حين خانها الجسد
وأنقذتها ذاكرة صلبها النسيان
لا تلعنوا القصيدة
فهي أرملة شهيد
مكفوفة بكفن الحقيقة
مسرحُ جريمة
وأمٌّ لطفلٍ لم يولد بعد
وميدان اغتيال
تولد كل مساء على خشبة الصمت
فالقصيدة ليست ترفاً
وليست هذياناً
القصيدة قبلة في فم الغائبين
ووهجٌ في هشيم القهر
وخنجرٌ في خاصرة النسيان
لا تلعنوا القصيدة
فهي وطن
حين يُغتال الوطن
وتُسرق الجغرافيا من قلوبنا
فنذرف القصيدة بدلاً من الدموع
ونكتب كي لا نموت
بلا شاهد
وبلا معنى
لا تلعنوا القصيدة
فهي طفلٌ بريء
يحبُو بين أنقاض اللغة
لا يفهم لغة الحروب
ولا يعرف الكراهية.