الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هايبرماركت الموت

بواسطة azzaman

هايبرماركت الموت

رمضان مهلهل 

 

بالأمسِ قد سقطتْ للناسِ أدمُعُها
فالروحُ تصعدُ والنيرانُ تلسعُها

في مولِ شؤمٍ غفا الرعبُ المقيتُ بهِ 
أمسى الورى حَطَباً، والبَينُ أفجَعَها      

كانتْ خطى الموتِ تمشي فوقَ نافذةٍ
والضحكةُ اختنقتْ، مَن عادَ يسمَعُها؟

ذابت قلوبٌ، بهولِ النارِ قد نَزَفَتْ
أنفاسَ شكوىً، لعرشِ اللهِ ترفعُها     

لا مُنقِذاً لاحَ، والأبصارُ شاخصةً
سوى اشتعالٍ، وأرواحاً نودِّعُها         

سقفٌ تهاوى، وصيحاتٌ معلَّقةٌ
في الدّربِ تبكي، وناعي الموتِ أفجَعَها

ما ذنبُ مَن ماتَ؟ هل كانَ الرَّدى قَدَرَاً؟
أمٌّ تنادي، ولا صوتٌ ليسمَعَها

فوقَ الثمانينَ، أجسادٌ محطَّمَةٌ
صارتْ نِثاراً، يدُ الإهمالِ تَزرَعُها

من ذا يُحاسِبُ؟ والتدليسُ دَيدَنُهُم
والنارُ تَفضَحُ إن سالتْ مدامِعُها

كوتٌ، سلاماً على جُرحٍ يُمزِّقُنا
فالعينُ تُبكيكِ، والذكرى تُروِّعُها

لا تجعلوا الموتَ منشوراً نُمرِّرُهُ
كأنّنا ألفُ مأساةٍ نُرقِّعُها 

بل صرخةٌ في وجوهِ الفاسدينَ أتَتْ
إن غابَ صوتُ الشعوبِ النارُ تُرجِعُها

 

 


مشاهدات 84
الكاتب رمضان مهلهل 
أضيف 2025/07/19 - 3:20 PM
آخر تحديث 2025/07/20 - 4:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 170 الشهر 12578 الكلي 11166190
الوقت الآن
الأحد 2025/7/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير