الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى تنتهي المعاناة من إنقطاع الكهرباء ؟ 

بواسطة azzaman

متى تنتهي المعاناة من إنقطاع الكهرباء ؟ 

سامي الزبيدي   

 

معاناة العراقيون في كل محافظات العراق من الانقطاعات الكبيرة والمستمرة للتيار الكهربائي في أشهر الصيف الحارة حزيران وتموز وآب تتجدد كل سنة وهذه المعاناة السنوية لم تستطع كل الحكومات المتعاقبة إيجاد الحلول الجدية لها مجرد وعود في كل صيف لا يتحقق منها أي شيء بسبب الفساد الذي طغى على ملف الكهرباء وسرقة الأموال الكبيرة التي تم تخصيصها لهذا القطاع خلال اثنين وعشرين سنة مضت من قبل سياسيين ووزراء  وموظفين فاسدين , ومعاناة محافظات الجنوب والفرات الأوسط  اكبر من بقية المحافظات الأخرى لارتفاع درجات الحرارة فيها أكثر من بقية المحافظات ورداءة خدمة الكهرباء وقلة محطات توليد وإنتاج الكهرباء فيها  بعد ان سرقت الحكومات المحلية ومن ورائهم قادة أحزاب الفشل والفساد الأموال المخصصة للكهرباء ولأعمار المحافظات وظلت هذه المحافظات مهملة بل ومنكوبة طيلة السنين العجاف الماضية بفضل الفاشلين والفاسدين ممن يسمون أنفسهم سياسيين , ان اغلب ساسة البلد وعوائلهم يصيفون في الدول الأوربية والآسيوية والعربية هربا من حرارة الصيف ومن الساسة  من عاش هناك سنين الفقر والمعاناة قبل ان يأتي مع الاحتلال الأمريكي للعراق ليصبح بين ليلة وضحاها من أصحاب المليارات وليس الملايين من أموال السحت الحرام أموال الشعب العراقي التي نهبها مع من نهب من السياسيين الذين ابتلى بهم العراق , وبالتأكيد فقد شاهد هؤلاء وغيرهم  كما يشاهد أبناء شعبنا من خلال التلفاز كيف ان التيار الكهربائي لم ينقطع في الدول الأوربية والآسيوية حتى مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وحتى مع العواصف والأحوال الجوية السيئة ,فاين كهربائنا الوطنية التي تغيب في أشهر الصيف اللاهبة ويبقى العراقيون يتلظون من شدة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي , وأين ذهبت مئات المليارات من الدولارات التي خصصتها حكومات الفشل والفساد على كهربائنا مقارنة مع أغلب الدول التي لم تصرف للكهرباء أموالاً كبيرة مثلما صرفها العراق ولا ينقطع التيار الكهربائي فيها ؟

دول فقيرة

وأين العراق من الدول الأفريقية الفقيرة التي لاتمتلك  ثرواتاً وأموالاً كبيرة مثل العراق  وتقع بعضها على خط الاستواء حيث الارتفاع الكبير في درجات الحرارة صيفاً ومع ذلك لم ينقطع التيار الكهربائي فيها .                                                                                                                             ان معاناة العراقيين من انقطاع التيار كهربائي مستمرة وستستمر نتيجة الفساد وسوء إدارة ملف الكهرباء وتزداد المعاناة في فصل  صيف الذي يمتد في العراق الى ستة أشهر حيث تبدأ ساعات انقطاع  التيار الكهربائي بالازدياد مع بداية الارتفاع في درجات الحرارة  وتزداد ساعات انقطاع التيار الكهربائي كلما ارتفعت درجات الحرارة لأنها تتناسب طرديا مع حرارة أشهر الصيف حسب نظرية خبرائنا الكهربائيين لتصل في شهري تموز وآب الى ساعات انقطاع طويلة  خصوصاً في  مدن الجنوب وهذا هو حال العراقيين كل صيف حيث يتلظون من شدة الحر دون أية حلول من كل الحكومات ومنذ اثنين وعشرين (سنة ظلامية وليست ضوئية) مضت ورغم التظاهرات و الاعتصام والمناشدات التي تقابلها الحكومات بوعود لن يتحقق منها أي شيء , ولان السياسيين الفاشلين والفاسدين قد سرقوا الأموال الكبيرة المخصصة لبناء محطات الكهرباء أو لصيانة المحطات والشبكات الكهربائية وتقاسموها بينهم  فلا حلول قريبة لمشكلة الكهرباء في العراق  ولا احد يعلم الى متى سيبقى العراقيون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي فالعلم عند السياسيين الفاسدين الذين راحوا يستوردون الكهرباء والغاز من إيران لتشغيل بعض محطات الكهرباء الغازية وبمليارات الدولارات سنويا بدلاً من بناء محطات توليد الكهرباء بهذه المليارات لتنتهي أزمة الكهرباء وحتى هذه الخطوة تعثرت كثيرا بعد ان منعت حكومة ترامب العراق من الاستثناءات التي كان يحصل عليها لشراء الغاز من إيران مقابل مليارات الدولارات سنويا , ثم لماذا لا تجد  الحكومات ووزارات كهربائها وفي كل الحكومات المتعاقبة حلولاً بديلة عن بناء محطات الكهرباء التي تستغرق وقتاً أطول وأموالاً اكبر مثل الاستفادة من الطاقة الشمسية ومراوح الهواء لتوفير الكهرباء وما أكثر الشمس والهواء في بلدنا وهي وسائل ارخص من بناء المحطات الكهرومائية والغازية وغيرها وصديقة للبيئة ؟  فمتى تنتهي معاناة العراقيين من انقطاع التيار الكهربائي صيفاً ؟ ومتى ينعم العراقيون بتيار كهربائي مستقر؟ ومتى ترفع أسلاك المولدات التي شوهدت شوارع وأحياء مدننا؟ ومتى ينتهي التلوث الذي تسببه هذه المولدات؟ ومتى ينتهي الهدر في استهلاك الكميات الكبيرة من البنزين والكاز الذي يصرف كل يوم لمولدات المناطق وللمولدات المنزلية والمحال التجارية ؟ ناهيك عن الأموال التي تصرف لاستيراد هذه المشتقات ولو تحسنت الكهرباء سيتحقق للعراق فائض في هذه المشتقات تغنينا عن استيرادها بالعملة الصعبة ومتى ومتى؟ أسئلة عديدة لكن لا جواب ولا مجيب لها .

 


مشاهدات 148
الكاتب سامي الزبيدي   
أضيف 2025/07/23 - 4:32 PM
آخر تحديث 2025/07/25 - 1:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 39 الشهر 16254 الكلي 11169866
الوقت الآن
الجمعة 2025/7/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير