الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كيف استطيع؟

بواسطة azzaman

كيف استطيع؟

عبد المحسن الوائلي

 

لا ادري من أنا.. فأقول أنا انسان وقد لا يكون كل الناس سواسية ولكني اريد أن ادخل في موضوع يتمناه الجميع ولا يحصلون عليه وهوكيف تصل إلى محبة الآخرين؟

سؤال لاجواب له بصورة محددة، لأن الشيء الوحيد الذي لا يقوم على أسس أو قواعد هو الحب، وخصوصاً محبة الناس لك، فمن الممكن أن تكسب صداقة أو زمالة الآخرين، ولكنك لا تستطيع أن تعلم ما في دواخل نفوسهم، ولا تعلم إذا كانت قلوبهم مملوءة بالحقد والحسد والضغينة، أو أنها عامرة بالحب تجاهك ولكن إذا عشت في معاناة مستمرة، وجرحت مشاعرك، وشعرت بغدر وخيانة المقربين من أصدقائك فلابد أن تلوم نفسك أولاً وتراجع حساباتك بأمانة وصدق مع النفس وأن تنزع الحقد من قلبك وتزرع بداخلك الحب ممزوجاً بالتسامحوالإحسان، حينها ستتعامل مع الأحداث بواقعية لأن قلبك سيكون عامراً بالحب الحب لنفسك ولمن حولك، وأقصر طريق يوصلك إلى محبة الآخرين هو القلب، فالقلب الذي يشعر بالظلم وبالقهر، يلين بالكلمة الطيبة والابتسامة، ولا تكثر من اللوم والمعاتبة للناس، لأن القلب يقسو بالمعاتبة الجارحة واللوم المستمر والجفاء

‏فمحبة الناس من يجهله الكثيرون، والحب إحساس يتمنى كل شخص أن يستحوذ عليه أو يمتلكه، ولكن من الصعب جداً أن تحصل على حب جميع الناس مهما حرصت، وقد لا يكون العيب فيك أو فيهم، وإنما هناك فئة من الناس قد لا تستلطفك من دون سبب واضح أو سابق معرفة وهناك من لا يحبونك ولهم أسبابهم ونظرتهم وشعورهم الخاص، ولا تستطيع أن تغير شعورهم تجاهك بالإكراه، أو رغماً عنهم، ومهما حاولت أن تستميلهم أو تكسب حبهم يصرون على العداء.

فأفضل وسيلة للتعامل معهم أن تجتنبهم وتبتعد عنهم حتى لا تنكد على نفسك وتنغص حياتك فركز جهودك في حب من يحبونك، فكلما شعرنا بحب من حولنا وحبنا لهم ازددنا ثقة بأنفسنا وشعرنا بالسعادة والأمان، ودخلت البهجةوالابتسامة في حياتنا.

وعن محبة الآخرين قال الكاتب الكبير مصطفى أمين»: لو كنت وضعت في قلبي محكمة لمحاكمة الذين أساؤوا لي، لما بقي في قلبي موقع لحب، ولكني عذبت الذين أساؤوا لي بأنني سامحتهم، وطلبت من الله أن يغفر لهم، ولو أنني ملات قلبي بالحقد والكراهية لعذبت نفسي.

ولو ملأت قلبي بالسواد السودت عيشتي، فالذين يعلقون المشائق الخصومهم إنما يشتقون أنفسهم، إنني أجد لذة في أن أبحث لمن أساء لي عن عذر أعتذر به عن إساءته، وإنني لا أفعل ذلك نبلا مني وإنما أفعله أنانية، فأنا أخدم نفسي عندما أنظف قلبي من البغضاء والحسد ومعه

حق، رحمة الله عليه، فمحبة الناس لن تأتي بمعاتبتك الدائمة لهم، ولا بالحقد والحسد، وإنما ستتأتى بالحب، وأما من لا يستطيع أن يحبك فحاول أن تبحث له عن عذر، وأخرج الــــــــــضغينة من قلبك حتى تريح نفسك وتشعر بحب من يحبونك أتشاركني في هذا.

 

 

 

 


مشاهدات 98
الكاتب عبد المحسن الوائلي
أضيف 2025/07/15 - 3:05 PM
آخر تحديث 2025/07/21 - 2:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 92 الشهر 13264 الكلي 11166876
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير