رفح مخطط لمذبحة جديدة
جاسم مراد
لم يخطأ وزير المالية الإسرائيلي سموتريش ، عندما يحدد منطقة رفح ان تكون هي الحاضنة لفلسطيني قطاع غزة ، وبذلك يمكن التفكير بوقف الحرب في غزة ووصول بعض المساعدات ، فماذا يعني فريق نتن ياهو بذلك ، هو يعني دفع الفلسطينيين بالنار أو بالمفاوضات الى هذه البقعة من الأرض القريبة من الحدود المصرية ، بغية تصفيتهم وبالتالي اجبارهم على الهجرة، فبعدما فشل الكيان الإسرائيلي لا كثر من سنتين من الحرب وقتل واصابة اكثر من ( 200) الف من المواطنين ، من وقف المقاومة المسلحة الباسلة ـ والصمود الشعبي الذي لامثيل له في تاريخ البشرية ، بدأ التفكير بالتصفية الجماعية إسرائيليا ، والتهجير على وفق الرؤية الامريكية . الموقف الإسرائيلي ليس غريباً ، ولكن الغرابة بالصمت العربي ، فهذه الأفكار ليست للضغط أو كونها عوامل للقبول بالمقترحات الإسرائيلية في هذه المفاوضات أو تلك التي بعد ( 60) يوما من ما يسمى بوقف اطلاق النار . مما لاشك فيه المنظومة العربية تمتلك العديد من أوراق الضغط ، ليس في مسار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حسب ، وإنما في تغيير الاتجاهات العالمية نحو الالتزام بحلول إقامة الدولة الفلسطينية ، كعامل مركزي في استقرار منطقة الشرق الأوسط ، لكن من المؤسف بل من المخزي ، لا أمريكا ، ولا أوروبا ، وبالطبع لا الكيان الإسرائيلي ، لديهم شعور وحتى الإحساس ، بأن الموقف العربي له قيمة تذكر في ميزاني الصراع والحلول . إن هذا الموقف يعرفه الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص والعربي عموماً ، لكن تأثيراته بالتحديد على القيمة الاعتبارية للنظم العربية على المستوى العالمي ، فأي دولة في المجموعة العالمية ، إن لم يكن لها ثوابت اتجاه قضاياها المركزية ، وهامش المناورة في المجالات الأخرى ، تصبح لا فعالية لها ، ولا قيمة لمواقفها ، وسهلة لنهش مواردها ، واستغلالها بأساليب متعددة . لم تشهد الساحة العربية ، على المستوى الرسمي ولا الشعبي ، مثل هذا الصمت اتجاه شعب عربي يذبح من الوريد الى الوريد ، وهو الشعب الفلسطيني في غزة وكذلك في الضفة الغربية ، كيف لأنسان عربي يشعر بالانتماء لهذه الأرض ، وهو يرى أشلاء الأطفال الغزاويين أمام ما يسمى بالمساعدات الامريكية ممزقة . إن مشروع العنصريين الإسرائيليين في وزارة نتن ياهو ، بجعل رفح منطقة لتجمع الغزاويين ، هو مشروع حقيقي للتصفية والتهجير ، والسكوت عن تلك الأفكار ، تتحول الى حقيقة ، وبالتالي لم يعد قيمة لموقف عربي بعد ذلك يفلسف الأمور بالطريقة التي تخدم السياسات .