الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حسينيّو الظاهر يزيديّو الأفعال

بواسطة azzaman

حسينيّو الظاهر يزيديّو الأفعال

منير حداد

 

تتواصل فصول الفتنة، بدءاً من إعلان معاوية نفسه دولة وخلافة، سنة 41هـ 662م في محاولة قسرت الدين إقحاماً على الدولة، ملزماً الرعية بالإقرار على ذلك درءاً لـ»من تكلم قتلناه ومن سكت مات كمداً» و»أقتلوا لأدنى شبهة».

وظل إوار جهنم الدنيا يلهب المؤمنين، حتى ثار أبو عبد الله الحسين.. عليه السلام، في العاشر من محرم 61 هـ وقد نجحت الثورة في إنجاز أهدافها بإستشهاده ذبيحاً تحز عنقه سيوف الأمويين. ثورة الطف لفتت زمنها والأزمنة اللاحقة، الى وجوب تأسيس نمط حكم ينطلق من «فصل السلطة الدينية عن الدنيوية» وبهذا حقق الحسين أهداف الثورة.. شهيداً، وإندحر قاتله.. يزيد، بالتحول من خليفة الى ملك صريح، بعد أن ورث عن أبيه حكماً ملكياً إستتر معاوية خلاله بالقسوة المفرطة، في إجبار الرعية على إعتباره خليفة ذا سلطة دينية، وما هو من الدين بشيء.

الإسلام الأموي إستعراض، إخترقه (الخلفاء) الأمويون برمي القرآن بالنشاب وأداء صلاة الفجر ثمان ركعات والسكر والمجون فسوقاً حتى مطلع الفجر، وتضيق أرض الدولة الفسيحة، فلا يجدون سوى نصب سرير زنا على سطح الكعبة، والمجيء بمجرمي فتاوى يبيحون لهم التحلل من فرائض الإسلام! كيف؟ الجواب رهين بحد السيف

«إن لم تستح فإفعل ما تشاء» و»من أمن العقاب ساء الأدب» ولم يبقَ ما يقــــــــــــــــلق يزيد بعد التـــــــــــخلص دنيوياً من الحسين.. عليه السلام؛ فصار الحاكم بعد طف كربلاء ملكاً ولم يعد خليفة.

الرجل الوحيد في الزمن الأموي، القادر على تأليب الناس.. بالحق ضد الباطل.. هو الإمام الحسين.. عليه السلام، ولم يدخر وسعاً في أداء التكليف الرباني، بقيادة ثورة إصلاح، من المدينة..

عبر الصحراء، متجهاً الى إسقاط يزيد عن عرشِ حكمٍ دالت له أمة المسلمين قهراً.. مسخ الإسلام.. حاشى لله، ماسخاً نفسه والناس الذين إعترضوا الحسين وقتلوه في الكوفة.

عمق التاريخ

إنتصار يزيد زائف.. نصر ظاهر على المدى المنظور، لكن فوز الحسين حقيقة راسخة في عمــــــــــــــق التاريخ، طاوياً الزمان والمكان في حزة عنــــــــــقه؛ إذ ما زال ثوار العالم.. مسلمين وغير مسلمين، في أية بقعة من الأرض يقتدونه.. عليه السلام.

تحول إستشهاد الحسين وآل بيته وأصحابه وسبي نسائه والأطفال، الى فهم راسخ للدين، وبناء جديد للأخلاق، بالموت خلوداً والإنتصار تحت سنابك الخيل؛ ما خلق وعياً إجتماعياً جديداً في علاقة السلطة بالشعب، على صعيدي الماضي والحاضر؛ الأمر الذي يسقط آثاره على الساسة المعاصرين في العراق، الذين يتباكون.. بهتاناً.. على الحسين، مناقضين مبادئه ومتنكرين لقناعات الإسلام التي ثار من أجل إصلاحها عندما أقر الله وملائكته بإنحراف الأمويين عن الصلاح.

إنهم يتخذون مسير الحسين، فرصة للطم درامي يستهدف خداع الناس، وما يخدعون سوى شياطينهم، بالقيمة والتطبير ومظاهر الحزن الإستعراضي، وقدور الرز وقزانات القيمة والهريسة يخوطونها مصورين فديوهات توزع بإنتظام قاصدين الهيمنة العاطفية على الناخبين، وهي مقاصد باءت بفشل ذريع لدى المواطنين الذين كشفوهم ولن ينخدعوا بما يأفكون.

الإمتثال لمبادئ الحسين، بإنفاق أموال المواكب على الفقراء سراً والعمل إنتشال العراق من أزماته والسعي الى ترصينه إقتصادياً، بالإستثمار الأمثل للثروات والحد من تبديدها فساداً في أرصدتهم الشخصية ونواياهم الفئوية الآثمة.

يستعرضون إنتخابياً بإسم الحسين.. عليه السلام، والحسين بريء من أهدافهم الإنتخابية؛ فأحد السياسيين المدنيين وليس المتدينين، ألقى خطبة دمرت اللغة العربية، وتاجرت بالقضايا وطنية ولعبت على حبال لهفة المحتاجين!

مرشحون يدعون أنهم حســـــــــــــــينيون في الظاهر لكنهم يزيدون في صميم أفعالهم، يلهون في غفلة عن الوضع الدولي المريب، الذي سوف يكتسحهم؛ لأن التغييرات محتملة بل واقعة أكاد أراها.

فكافي (بوك) واقتدوا بعظــــــــــــــمة الحسين ونزاهة مبادئه؛ كي تكونوا بحجم ما تدعون.


مشاهدات 62
الكاتب منير حداد
أضيف 2025/07/14 - 4:20 PM
آخر تحديث 2025/07/15 - 2:23 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 75 الشهر 9077 الكلي 11162689
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير