تحقيق دولي يفضح دور شركة إستشارية بمخطط تهجير الفلسطينيين

بدء جولة مفاوضات جديدة بالدوحة للإتفاق على وقف النار في غزة

غزة - الزمان

انطلقت جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس العاصمة القطرية الدوحة، للتوصل إلى هدنة في غزة واتفاق للإفراج عن الاسرى. وأفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات أمس عن (الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة)، وأضاف إن (وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية موجودين حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية). وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أمس إن (وفدا مفاوضا وصل إلى الدوحة، للعمل على مواصلة الجهود لاستعادة الاسرى على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل)، مؤكداً إن (التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها غير مقبولة). وكانت حركة حماس قد أعلنت الجمعة أنها مستعدة لبدء محادثات بشأن الاقتراح الذي ترعاه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وقدمه الوسيطان القطري والمصري، مشيرة إلى أنها (سلمت الرد عليه، بدون الخوض في تفاصيله). من جانبه، قال مصدر فلسطيني أمس إن (المقترح الجديد يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين). وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو قد أشار إلى إنه (قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة الأسبوع الجاري). وأتاحت هدنة أولى لأسبوع في تشرين الثاني 2023 وهدنة ثانية لنحو شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأمريكية ومصرية، الإفراج عن عدد من الاسرى المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ومع عدم التوصل إلى اتفاق للمرحلة التالية بعد الهدنة، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في منتصف آذار.  وكثّفت عملياتها العسكرية في 17 أيار الماضي، قائلة إن (الهدف هو القضاء على حركة حماس التي تتولى السلطة في القطاع منذ 2007). وفي قطاع غزة، الذي كان يعد أكثر من مليوني نسمة نزحوا بصورة متكررة وفي ظروف صعبة، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، استشهد 14 فلسطينيا في ضربات اسرائيلية، وفق ما ذكر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل. واظهرت صور، منزلا تضرر في حي الشيخ رضوان، حيث كان السكان ينتشلون جثثا من تحت الأنقاض. وفي مستشفى الشفاء حيث تم نقل 10 شهداء، وقف أقاربهم بجانب جثث ملفوفة بأكفان بلاستيكية موضوعة على الأرض، قبل أن يؤدوا صلاة الجنازة. وتوصل تحقيق أجرته صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن مجموعة بوسطن الاستشارية وضعت نموذجاً لتكاليف نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، ودخلت في عقد بملايين الدولارات للمساعدة في إطلاق مخطط مساعدات للقطاع المتضرر.

وقال التقرير أمس إن (الشركة ساعدت في تأسيس مؤسسة غزة الإنسانية التي تحظى بدعم إسرائيل والولايات المتحدة، كما دعمت شركة أمنية مرتبطة بالمشروع، لكنها في ما بعد تنصلت من العمل الذي تخللته مآسي باستشهاد المئات من الفلسطينيين، وطردت اثنين من شركائها في الشهر الماضي)، وأضاف إن (دور مجموعة بوسطن الاستشارية كان أوسع ما أعلنت عنه، إذ استمر المشروع، الذي حمل الاسم الرمزي أورورا أكثر من سبعة أشهر، وبلغت قيمة العقود المتفق عليها أكثر من 4 ملايين دولار)، ولفت إلى (المشروع شارك فيه أكثر من اثني عشر موظفاً من كبار مسؤولي الشركة، منهم رئيسي قسم المخاطر وقسم التأثير الاجتماعي، وتم مناقشة المبادرة على أعلى المستويات داخل المجموعة)، ومضى التقرير إلى القول إن (بوسطن الاستشارية، وضعت نموذجاً مالياً لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، تضمن تقديرات لتكاليف تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، والأثر الاقتصادي لنزوح جماعي بهذا الحجم)، مؤكداً إن (أحد السيناريوهات اظهر أن أكثر من 500 ألف فلسطيني قد يغادرون القطاع مقابل حزم تعويض بقيمة 9 الاف دولار للشخص، ما يعادل نحو 5 مليارات دولار إجمالاً).