البارزاني: نزع سلاح مقاتلي العمال نقطة تحوّل لإستقرار المنطقة

أردوغان يثني على دور العراق ويتعهّد بحوار شامل مع الأكراد

أربيل - فريد حسن

انقرة - ماهر اوغلو

اثنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على دور الحكومة العراقية والمسؤولين في إقليم كردستان في دعم عملية السلام التاريخية التي تشهدها تركيا، والمتمثلة بخطوة نزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل بداية فصل جديد من الحوار البناء والأمل في إنهاء سنوات الصراع. وقال اردوغان أمام تجمع جماهيري في أنقرة أمس إن (لا يقتصر وجود الشعب الكردي على تركيا فقط، بل يشمل العراق وسوريا أيضًا)، مشيرًا إلى (أهمية معالجة قضايا الأكراد في هذه المناطق من خلال حوار شامل يضمن الحقوق ويحقق الاستقرار)، مشدداً على إن (دعم العراق والاقليم، كان حاسمًا في هذه المرحلة)، معربًا عن (عزمه مواصلة الحوار مع جميع الأطراف لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.( وشدّد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، على أهمية الخطوة التي شهدتها المنطقة بنزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن هذه المبادرة تمثل نقطة نحو تثبيت مسار السلام في تركيا والمنطقة بشكل عام. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (البارزاني استقبل وفداً من رئاسة حزب الشعوب الديمقراطي، وجرى تأكيد إن السلام يصب في مصلحة جميع الأطراف وتركيا والمنطقة بأكملها)، وشدّدا على (ضرورة أن يحظى هذا المسار بدعم ومساندة شاملة)، معربين عن أملهما في إن (تمضي العملية خطوات إضافية إلى الأمام في المرحلة المقبلة)، وقدم الوفد (شكره للبارزاني ورئاسة الاقليم، على كل ما قُدّم من دعم وتسهيلات لإنجاح مراسم نزع السلاح). فيما أكد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، إن عشر سنوات من الحوار خير من ساعة حرب. جاء ذلك خلال استقباله في مصيف صلاح الدين بمدينة أربيل وفداً رفيع المستوى من حزب الشعوب الديمقراطي وعدداً من الشخصيات السياسية، الذين عبّروا عن شكرهم وامتنانهم للبارزاني على (دوره الوطني والاستراتيجي في دعم مسار السلام في تركيا، وطلبوا منه الاستمرار في هذا الدور التاريخي في مختلف مراحله)، وأضاف البيان إن ( الوفد نقل رسالة ورغبة من عبد الله أوجلان، ودعوه لزيارة الأخير)، وشدّد البارزاني على (أهمية الخطوات التي تم اتخاذها في مسار السلام)، مؤكداً إنها (تحركت في الاتجاه الصحيح)، مشيراً إلى إن (العملية تتطلب مزيداً من الصبر والدقة للوصول إلى نتائج إيجابية)، وأوضح البيان إن (المشكلات لا تُحلّ عبر الحرب والعنف، بل يجب أن تُبنى على أسس النضال السياسي والحوار والقبول المتبادل والدبلوماسية)، مجدداً (التزامه بدعم عملية السلام، وإنه لن يتردد في بذل كل ما في وسعه لإنجاحها).

وأقدم عشرات المقاتلين من حزب العمال ومن كلا الجنسين النساء والرجال، على إضرام النيران بأسلحتهم في كهف جاسنة بين قضاء دوكان ومدينة السليمانية كخطوة أولية نحو نزع سلاح الحزب، وإنهاء العمليات العسكرية، والتوجه نحو العمل السياسي في تركيا.

وقال عضو السلام لقضايا الشرق الأوسط وأحد الذين حضروا مراسم إلقاء السلاح مولا نادر أمس إن (30 مقاتلاً من الحزب تقريباً نصفهم رجال والنصف الآخر نساء قاموا بإضرام النيران والقاء أسلحتهم فيها أمام الحاضرين). وكان زعيم حزب العمال عبدالله أوجلان قد قال الأربعاء إن (الحزب قد تخلى عن مفهوم تشكيل الدولة القومية للاكراد في تركيا)، وأضاف في رسالة عبر تسجيل فيديو من داخل السجن في تركيا إن (التخلي عن السلاح انتصار تاريخي، ومعه بدأت مرحلة ممارسة القانون والسياسة)، ولفت إلى إن (السياسة والسلام المجتمعي، أمر مهم مقابل حمل السلاح).