الدستور حامي الحريات
مشتاق الربيعي
إن النقد البنّاء والموضوعي الهادف إلى تصحيح المسار يُعد من أهم ركائز الأنظمة الديمقراطية، وهو الأساس الذي يُسهم في تقويم الأداء وتطوير العمل العام. وإن كنا نطمح إلى ديمومة العملية الديمقراطية، فعلينا جميعًا أن نتحلى بثقافة تقبّل الرأي والرأي الآخر، بعيدًا عن التجريح أو التشهير أو الإساءة.وما يجري اليوم من حملة ضد المحتوى الهابط، يجب أن يكون وسيلة لتصحيح المسار الثقافي وتعزيز الأخلاق العامة التي يتميز بها شعبنا، لا أن تُستغل هذه الحملة لأغراض شخصية أو لتصفية حسابات ضيقة. فهدفها الأساس ينبغي أن يكون ترسيخ القيم والمعايير الأخلاقية، بما يليق بتاريخ أمتنا وحضارتنا.لقد عاش العراقيون فرحة كبيرة بعد الإطاحة بالنظام البائد، بسبب ما عانوه من بطش وظلم واستبداد، وما خلفه ذلك من ويلات. ومن هنا تأتي أهمية الالتزام التام بالدستور العراقي، لأنه حامي الحريات وضامن الحقوق، وهو الفيصل في جميع القضايا.أما الاستمرار في تنفيذ حملات اعتقال تطال المدونين والكتاب والصحفيين تحت ذرائع مختلفة، فهو أمر خطير يُفقد الدستور هيبته، ويحوّله إلى مجرد “حبر على ورق”، كما يُفرّغ الديمقراطية من جوهرها، ويقربها من ممارسات الأنظمة الدكتاتورية.
وعليه، فإننا نُهيب بـ:
•مجلس النواب الموقّر، بصفته الممثل الشرعي لكافة أطياف الشعب العراقي.•والرئاسات الثلاث،
•والقضاء العادل.
أن يضطلعوا بدورهم في حماية حرية التعبير، باعتبارها حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي حقيقي. إن سياسة تكميم الأفواه لم تكن يومًا مجدية، ونتائجها حتمًا ستنعكس سلبًا على النظام السياسي والأمن الوطني.لنُحافظ على دستورنا، ولندافع عن ديمقراطيتنا، من أجل غدٍ أفضل لوطن يستحق منا جميعًا الإخلاص والتفاني