الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زينب أحمد تصف الرسم ببوصلة العمارة: الفنّ لغة أصمّم بها عوالم نابضة بالحياة

بواسطة azzaman

زينب أحمد تصف الرسم ببوصلة العمارةالفنّ لغة أصمّم بها عوالم نابضة بالحياة

بغداد - الزمان

في قلب بغداد، وبين جدران الجامعــــــــــــة التكنولوجية، تلمـــــع موهبة معمارية شابة، ترسم طريقها بهدوء وثقة نحو التميّز زينب أحمد محسن، من مواليد عام 2003، طالبة في قسم هندسة العمارة، تجمع بين دقة التصميم وعذوبة الريشة، لتصوغ رؤية معمارية خاصة بها، حيث تلتقي الفكرة بالحسّ، والخطوط بالحياة.

في هذا الحوار، نقترب من زينب أكثر، ونكشف كيف جمعت بين شغفها الفني ودراستها الأكاديمية، لنقف على ملامح تجربة ملهمة تنمو في قلب العراق.

كيف بدأت علاقتكِ بالعمارة؟ وهل كانت خياراً شخصياً أم نتيجة تأثير عائلي؟

- منذ طفولتي، كان يُطلق عليّ (مهندسة المستقبل)، حتى قبل أن أعرف ما تعنيه هذه الكلمة. والديّ كانا يرغبان في أن أكون مهندسة معمارية، وكانت تلك الأمنية بمثابة البذرة الأولى. معلماتي كنّ يشدن بتفوقي، ويصفنني بالمهندسة، وهذه العبارات حفرت أثراً في داخلي.

لكن النقلة الحقيقية جاءت بعد الدراسة الإعدادية، عندما بدأت أبحث عن معنى العمارة، واكتشفت أعمال زها حديد. حينها، فهمت أن العمارة ليست فقط بناءً أو هيكلًا، بل لغة فنية تعبر عن رؤية المصمم، وتجمع بين الجمال والمنفعة.

من الواضح أن لديك خلفية فنية قوية. كيف ساهم الفن في تشكيل هويتك كمعمارية؟

- الفن كان جزءًا من بيئتي منذ الطفولة، فوالداي يمارسان الرسم كهواية، وهذا منحني بيئة غنية بالإلهام. كنت أشارك في معارض مدرسية، وأرسم باستمرار. الرسم لم يكن مجرد تسلية، بل وسيلة للتعبير عن ذاتي.وعندما دخلت عالم العمارة، لم أفصل بينه وبين الرسم، بل دمجتهما. أصبحت أرسم أفكاري أولًا قبل أن أبرمجها. حتى خلال مشاركتي في مؤتمر (نساء الأرض) برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، جسّدت الفن والعمارة معاً في شعار المؤتمر، وكان لي شرف لقاءه، وهي لحظة مفصلية دفعتني لمواصلة هذا الدمج بين الفن والعلم.

كيف تنظرين إلى التصميم من منظوركِ الشخصي؟

- أؤمن أن التصميم ليس فقط تلبية لحاجات وظيفية، بل خلق بيئة تتحدث، تنبض بالحياة التصميم الجيد يروي قصة، ويشعر الإنسان أنه ينتمي للمكان كل مشروع بالنسبة لي هو فرصة لصياغة حوار بصري وإنساني أستلهم من الطبيعة، ومن تفاصيل الجسد الإنساني، من الظلال، ومن الضوء كل خط عندي يحمل شعورًا، وكل تصميم يحمل في طياته إيقاعًا فنيًا.

ادوات هائلة

هل تعتقدين أن المعماري يجب أن يكون رسامًا؟

- ليس بالضرورة، فالتكنولوجيا اليوم تمنح المعماري أدوات هائلة لكن عندما يجيد المعماري الرسم، فإنه يضيف لعمله بُعدًا فنيًا خاصًا الرسم يمنحني حرية التعبير الأولية، ويساعدني على نقل الفكرة من عقلي إلى الورقة قبل أن أذهب إلى البرامج الرقمية.

أنا أبدأ كل تصميم بالورقة والقلم، لأن هذا الاتصال المباشر بين الفكرة واليد لا يمكن تعويضه. الرسم اليدوي، بالنسبة لي، يبث الروح في التصميم.

حدثينا عن مشروعك المعماري الذي تحلمين بتحقيقه؟

- أحلم بتصميم مقهى فني ثقافي، يجمع بين الطابع المعماري والروح الفنية ليس مجرد مكان لتناول القهوة، بل مساحة للإلهام أتصوّر زاوية مخصصة للقراءة، مكتبة صغيرة تحتوي كتباً معمارية، إلى جانب ركن لتقديم أطباق فنية مبتكرة.كما أتمنى أن يكون هذا المكان منصّة لعرض أعمال فنانين شباب، يشاركون فيها إبداعاتهم بعيدًا عن الأطر الربحية المشروع سيكون بمثابة تجربة حسية متكاملة، حيث يتفاعل الزائر مع المكان بكل حواسه، ويكتشف في كل زيارة شيئًا جديدًا.

هل تتّبعين أسلوبًا معماريًا معينًا في تصاميمك؟

لا أؤمن بالانغلاق على مدرسة واحدة. أفضّل الانفتاح والتجريب أستلهم من مختلف الأساليب، وأسعى دائمًا إلى التميز العمارة عندي لا تتقيد بقوالب، بل هي مساحة مفتوحة للتفكير والإبداع، حيث يكون لكل تصميم روحه وشخصيته الخاصة.

كيف تتعاملين مع ضغط الدراسة وندرة الوقت لممارسة الرسم؟

- العمارة تخصص يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، وفعلاً شعرت في البداية أنني ابتعدت عن الرسم. لكن سرعان ما وجدت نفسي أعود إليه كأداة معمارية. أصبحت أمارس مهارة Sketching بشكل يومي تقريبًا، لرسم الأفكار بسرعة.لم يعد الرسم هواية مستقلة، بل أصبح امتدادًا لفكري المعماري. والرسم اليدوي هو ما يجعلني أشعر بالتحكم الكامل في الفكرة قبل أن أنقلها إلى الحاسوب.

وما رؤيتكِ المستقبلية كمحترفة في هذا المجال؟

- لا أطمح فقط أن أكون مصممة متميزة، بل مديرة مشاريع ناجحة. أريد أن أكون قادرة على إدارة عمليات التصميم والتنفيذ بكفاءة، وبنفس الوقت، أطمح أن يكون لي أثر اجتماعي. أتمنى تخصيص جزء من أرباح مشاريعي مستقبلاً لأغراض إنسانية وخيرية، لأن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بما نبنيه، بل بما نتركه من أثر في حياة الآخرين.

في الختام، كيف تلخصين رحلتك حتى الآن؟

- كل مرحلة في حياتي كانت خطوة نحو رؤية واضحة: أن أجمع بين الفن والهندسة، بين الحسّ والوظيفة لم تكن الرحلة سهلة، لكنها كانت صادقة ومليئة بالشغف العمارة بالنسبة لي لم تعد مجرد دراسة، بل أسلوب حياة، أعبّر فيه عن نفسي وأبني به عالمي الخاص.

 

 

 


مشاهدات 72
أضيف 2025/07/05 - 12:44 AM
آخر تحديث 2025/07/05 - 4:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 130 الشهر 2393 الكلي 11156005
الوقت الآن
السبت 2025/7/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير