لماذا الامام الحسين "ع"؟

 شكرية كوكز السراج

 

لأن سيدنا الحسين ليس رجلا من الماضي، بل مشروع كرامة ممتد إلى كل لحظة نخدش فيها، إلى كل موقف نساوم عليه، إلى كل ساحة يعلو فيها صوت الباطل ويصمت فيها أصحاب الحق.

لماذا الامام الحسين؟

لأننا لا نعرف صمت الذل

ولا نجيد لغة الركوع إلا لله.

لأننا ما تعودنا أن نبايع من قتلوا الأمل،

وما قبلنا أن نكون جوقة تصفق للطغيان باسم الدين.

الحسين "ع" ليس طقوسا، بل موقف.

ليس دمعا، بل سيف مرفوع في وجه الظلم.

ليس مسيرا، بل مسار.

ليس شعارا، بل شرف يختبر حين يسكت الجميع.

لماذا الامام الحسين؟

لأننا حين نذكره، نغتسل من العار،

وحين نمشي إليه، نبتعد عن أولئك الذين يمشون إلى أبواب السلاطين.

لأن سيدنا الحسين لا يعرف الحياد،

ولا يقبل بأنصاف المواقف،

ولا يرتضي أن يذكر على ألسنة من تامروا على مبادئه والبعض منهم يتقمصون دور الضحية ويلبسون سواد النفاق.

خانونا باسم سيدنا الحسين،

نعم… خانونا.

حولوه إلى معبر للكراسي،

وطريق للصفقات،

وخيمة يباع فيها الوطن على دفعات.

لكننا لم نبع،

لأننا أبناء الدم، لا أبناء المذهب.

لأننا تربينا على أن نكون مع سيدنا الحسين، لا عليه.

نُقاتل اليوم بالقلم، كما قاتل هو بالسيف،

نكتب كما نزف،

نهتف كما نصلي،

نعلن أن خط كربلاء لم ينتهِ،

وأن كل ساحة فيها ظالم ومظلوم، هي امتداد لنداء "هل من ناصر"؟

لماذا الامام الحسين؟

لأنّ اسمه طهر،

وصوته ثورة،

ودمه دستور للمساكين الذين لا ظهر لهم إلا الله.

لأن الحسين لا يقابله إلا الأحرار،

أما أنتم… فمن أنتم لتقابلوه؟

يا من تدعون الانتساب إلى الحسين، كذبا وزورا، مهلاً…

الحسين ما رمى أحدا بتهمة، ولا أوغل في عرض بريء،

أما أنتم، فسهامكم لا تصيب إلا صدور الشرفاء، وألسنتكم لا تعرف سوى الوشاية والافتراء.

 

سيدنا الحسينُ إذا خاصم، ارتقى،

وأنتم إذا خاصمتم، انحدرتم.

الامام الحسين قاتل بسيفه في وجه الظالم،

وأنتم تقاتلون بالكلام المسموم في ظهر المظلوم.

سيدنا الحسينُ ضحى بنفسه ليطهر أمةً من النفاق،

وأنتم تبنون منابر من نفاق،

سيدنا الحسين وحد الدم والرسالة،

وأنتم شتتم الكلمة، وفرقتم الصف، وجعلتم من دمه سوقًا لتروجوا بها مصالحكم.

فمن أين لكم أن تشبهوه؟

ومن أين تأتيكم الجرأة أن تتحدثوا باسمه؟

كفّوا ألسنتكم عن الامام الحسين،

فالحسين أطهر من أن يحمل على أكتاف المنافقين،

وأكبر من أن يستخدم سيفًا ضد الأبرياء.