قطار العمر
مازن الحيدري
لم نسمع يوما عن طائرة او باص او سيارة العمر،، كما لم يرد في ادبياتنا تعبير باخرة او بلم او بايسكل العمر!! وحده القطار نجح في ربط اسمه بحياة الانسان وهذا مادفعني للبحث في اسباب ذلك!صغارا كنا نُمسك بطرف ثوب الذي أمامنا يشدّنا كف من الخلف ونحن نشكل سلسلة بشرية تتعثر خطواتها في محاولة الركض سوية كقطار نتعاقب على مركز قاطرته تباعا ونحن نردد جوه المكينة جريدي،، طوط طوط او غيرها من أهازيج الطفولة التي تحافظ على الإيقاع دون الخوض في المعنى!! وها نحن اليوم على بعد عقود من قطار طفولتنا وترانا مازلنا نمسك بأطراف ثوب او كف ونمد أيادينا لمن حولنا من الاهل والأصحاب في محاولة لا تتوقف للبقاء ضمن سلسلة بشرية تشبه كثيرا لعبة القطار!!
أتراها كانت البدايات التي جعلتنا نتجنب الوحدة ام انها الروح التي تفقد بريقها حين يتركها قطار العمر وحيدة في عالم لا يعرف الانتظار!!
محطة اخرى تبتدأ هذا الصباح الجميل فلنمد أيادينا ونشبكها مع بعض ونركب قطار العمر الذي لن يتوقف يوما لانتظار من لايجيد الحياة…