الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الزواج بعد الستين

بواسطة azzaman

الزواج بعد الستين

آمال المسلماوي

 

الزواج مؤسسة وشراكة بين رجل وإمرأة ويراد منها تكوين اسرة غالبا تكون سعيدة بوجود الأم والاب والأولاد والاحفاد الذين يجعلون الحياة اكثر تألقاَ وبهجة فنراهم يلعبون في حديقة البيت تارة وأخرى في غرفة الجلوس ونرى الجد والجدة يفعلون الممكن وغيره لهولاء الصغار ليغرسوا فيهم بذرة الحب التي يقطفونها إن شاء الله وقت الكِبر حين تكون حاجة الاجداد للأحفاد اكبر ..

وبتقدم العمر وتعداد أفراد الأسرة  يكون هناك إنفراط للعقد الماسي الذي حاول الابوين ان يستمر في بيت العائلة فنرى الاخوة كل يأخذ له بيت ويستقل بحياته وهذه سُنة الحياة في اغلب العوائل.. واحيانا ومع مشاكل الدنيا تحدث الامراض فيصاب ربُ الأسرة بالمرض او تحدث الحروب او الحوادث فيموت الاب او الام ويظل الشريك وحيدا في البيت لكن مشاعر القلب تظل متقدة مادامت العافية بخير  وهذه ايضا سُنة الله في عباده فأغلبهم ملتهبي المشاعر وإن وصلوا لما بعد الخمسين والستين وابعد من ذلك..

فيحتاجون للونيس الذي يؤنس حياتهم بعدما فقدوا شريك العمر وبعدما ذهب الأولاد كل واحد منهم اخذ بيتا له ليؤسس عائلته وهو حق مشروع لهم لا يُنكره احد عليهم..ومن لا يستطيع ذلك من الاولاد نراه مع الاب او الأم في بيت العائلة مع زوجته وأولاده.. منشغلين بحياتهم تارة ضحك وأخرى صراخ وهذا (الصياح) لا يتحمله الذي يتعدى الخمسين والستين من العمر خصوصا مع امراض كإرتفاع ضغط الدم او مرض السكري..

لذلك نرى الأب او الام يبحثون عن شريك لحياتهم يتسامرون معه ويعطي بعضهم البعض العلاج فبعد التقدم في العمر والجهد والعمل على إدامة الأسرة الكبيرة تذهب العافية ولا تقوم الا بالمسكنات ومع ونيس يُعطي للحياة بهجتها مجدداً فبعد التعب على الاسرة ووصول الابناء بر الامان

نرى احد الأولاد او جميعهم يستكثرون على احد الوالدين ان يعيشوا ما بقى لهم من العمر بسعادة مع الانسان الذي يرونه مناسبا لهم.. وربما يهون عليهم ترك الآباء في دار المسنين على ان يكونوا متزوجين مجدداً

ویعیشون حیاتهم بما احل لهم الله.. بحجة ماذا يقول عنا الناس ونحن رجال (مشوربين وأُمنا تتزوج! )

فلا يرحمون الاباء والامهات ويباركون زواجهم.. ولا هم يجعلون لهم غرفة مستقلة في بيوتهم يكونون فيها معززين مكرمين ويقدمون لهم الراحة النفسية باقي حياتهم جزاء تربيتهم التي بذلوا من اجلها راحتهم ايام الشباب والصِبا واعطوا الأولاد ثمرة دنياهم وهم راضين بذلك بل وفرحانين لرؤية الاولاد يكبرون وكل ظنهم إنهم سيبادلونهم المحبة بعطف وإحترام وقت الكِبر(وإخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا).. لكن نرى بعض الأولاد وخصوصا الذكور منهم لا يرحمون الام والاب في بيوتهم ولا يرضون ان يتزوج احد الوالدين ويذهب لمكان جديد يرى فيه زوجا يحترمه ويقدره خصوصا وان القلوب تنبض بالحياة (خضره) كما يقولون مادامت هناك العافية فدعوا آبائكم وامهاتكم يفعلون الجيد لهم مادمتم غير قادرين على حفظ كرامتهم وراحتهم في بيوتهم التي عاشوا فيها

وكانوا يراعون فيها راحتكم وكرامتكم التي فرط فيها بعض الابناء من اجل زوجة تفتقد للتربية وايضا (للزوج الحوك) فنراها تأخذ البيت من اوله لآخره ولا تدع الاب والام او احدهما يأخذون راحتهم ولو حتى في غرفة نوم مغلقة!..

 

 

 

 


مشاهدات 39
الكاتب آمال المسلماوي
أضيف 2025/04/28 - 4:49 PM
آخر تحديث 2025/04/29 - 3:27 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 31117 الكلي 10911764
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/4/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير