الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لو إلتقى ترامب وخامنئي

بواسطة azzaman

لو إلتقى ترامب وخامنئي

فاتح عبدالسلام

 

الرئيس الأمريكي ترامب، تاجر وسياسي، متحدان في زعامة القوة الأكبر على الكوكب، لا يمارس الباطنية ويعرف التقية و لا يلجأ الى الالفاظ الملتوية الغامضة، يعلن أهدافه بوضوح ويسعى لتحقيقها، لذلك لا استغرب كلامه أبداَ في انه على استعداد للقاء مع زعيم إيران، اذ لا شيء عقائدياً يعوق جريان السياسة الامريكية، بل هي الحقيقة ذاتها في السياسة الإيرانية أيضاً، بالرغم من كل الدعاية الاستهلاكية الموجهة للجمهور الخاضع للتعبئة.

ترامب التقى مع زعيم كوريا الشمالية في اوج الازمة النووية، في ولايته الأولى، حتى ظهر الزعيمان مثل صديقين، وكذلك تعامله مع الزعيم الروسي الذي يخوض حربا ضد الغرب لكنه يمد بساط الود له في كل مناسبة.

 مصالح الدول تتقدم كل شيء، ونزيد عليها في الدول الشمولية أولوية مصالح الافراد والأنظمة.

أخطر أنواع الحروب إذا وقعت هي تلك التي يقودها التاجر الذي يشعر ان لا بديل له لإنقاذ رأس ماله سوى القتال. والتاجر السياسي الأمريكي هو مؤسسات الاقتصاد الكبرى التي يريد ترامب الخروج بها الى آفاق جديدة بأي ثمن.

وفي نفس الوقت هناك غاية إسرائيلية من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ابعد من تدميرها والخلاص منها، إذ ثمة اهداف تتصل بقوانين الحروب الهجومية الكامنة في العقلية الإسرائيلية، والتي يرى ترامب من خلالها انّ إسرائيل قد تتخذ قراراً بضرب النووي الإيراني بعد الفشل في حصول اتفاق، سواء الضربة مشتركة او منفردة، بالرغم من ان التنسيق الأمريكي الإسرائيلي سيكون حاضراً تحت اية ظروف اذا دقّت ساعة الصفر.

الحرب أو التلويح بها هي لغة أساسية من لغات العصر الاقتصادي الجديد الذي لا تريد الإدارة الامريكية ان تغادر صدارته مهما حدث.

لا أدري، هل يقوم الفريق الرئاسي بترجمة الشعارات الإيرانية ويقدمها لترامب، حول الصفة التي تحملها الولايات المتحدة بوصفها الشيطان الأكبر؟ وماذا يمكن أن يفهم ترامب من وصفه بزعيم دولة الشيطان الأكبر، هل سيعتبرها دعابة أم شتيمة أم دعاية سياسية داخلية تحت سقف الاستهلاك المحلي الإيراني؟ وهل سيتساءل ترامب أو أحد من فريقه عن الفرق بين مقابلة الشيطان وجهاً لوجه أو التعامل معه بالوكالة ومن وراء ستار؟

لا شيء يمكن أن يصغي اليه ترامب أبعد من النجاح في اتفاق ينهي الملف النووي المقلق للأبد، وكذلك اذا صحّت التسريبات في فتح باب الاستثمار بأربعة ترليون دولار امام الولايات المتحدة، وهذا خيار معناه ان البيت الأبيض سيستملك الثروات الإيرانية لربع أو نصف قرن، ذلك انّ إيران لا تملك هذا المبلغ الضخم حاليا، ولو أزيلت العقوبات وعاد المال لخزائنها فإنّ شعبها المنهك بالعقوبات لن يتيح لها فرصة تكديس الأموال، بل صرفها لإعادة اعمار بلاد متعبة.

اذا تريد ايران النجاة من الاستهداف لتفكر جديا بإمكانية اللقاء بين الرئيس الأمريكي ومرشدها الأعلى.

 

 

 

 

 


مشاهدات 66
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/04/26 - 1:01 PM
آخر تحديث 2025/04/27 - 10:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 210 الشهر 30081 الكلي 10910728
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير