دور المدرسة في حماية التلميذ المعنف

لينا ياقو يوخنا

يصدف احياناً ان يرى المعلمين او المدرسين الكدمات على جسد تلميذهم الذي تعرض للعنف في المنزل دون قدرتهم على فعل اي شيء لمساعدته والسبب خوفهم من ذويه والإجراءات التي قد يتخذونها قانونياً وعشائرياً بحق المدرسة بحجة تدخلهم بأمور لا تخصهم وتجاوزهم للحدود مع تلامذتهم واعتقادهم بأن دورهم- اي الكادر التربوي- يقتصر على تقديم المادة العلمية فقط.

غالباً ما يكون الجاني من اسرة المجني عليه سواء الاب او الام او زوجة الاب والاخيرة تحتل الصدارة بمعدل تعنيف الصغار وبعض الحالات التي تم رصدها وصلت الى حد الموت بعد مدة زمنية من الأذى الذي تعرض له الفرد, مثلاً امرأة عذبت ابن زوجها الى ان فارق الحياة, واب رفع ابنه بحبل من قدمه واستمر بضربه, وغيرها الكثير من القصص المؤلمة التي لا يمر يوم دون ان نسمع عنها وهي جزء قليل من كثير مخفي عن الإعلام او لا يسلط عليها الضوء. وهؤلاء الضحايا غالباً تلامذة وطلبة يرتادون مدارسهم, لذا من الطبيعي ان ينتبه معلميهم على اثار الكدمات التي تظهرعلى وجوههم وايديهم لكنهم لا يستطيعون فعل شيء بسبب الخوف مما قد يتعرضون له اذا اصبحوا طرف في هكذا موقف او قضية لذا يترددون في تقديم المساعدة لتجنب العواقب التي تقع عليهم نتيجة فعلهم الإنساني تجاه تلامذتهم, بسبب بعض التقاليد الاجتماعية لدى بعض الفئات التي لا يمكن المساس بها والتي لا تمتثل للقانون. لذا التكاتف بهكذا قضايا مسؤولية الجميع من خلال تطبيق القانون ومحاسبة من يمارسون العنف تجاه اولادهم, وهذا سيعطي الثقة والشجاعة للكوادر التربوية لاتخاذ اللازم عند ملاحظتهم لأي علامة  تشير الى العنف من خلال التواصل مع الجهات المعنية مثل اجهزة الامن والشرطة المجتمعية. مع ضمان ان لا يتعرض اي فرد من الكادر التربوي لإساءة من قبل ذوي التلاميذ. كما يجب ان يكون للجانب التثقيفي النفسي لذوي التلاميذ والطلبة اولوية بخطط ومنهاج التربية من خلال تقديم المحاضرات والورش لاولياء امورهم عند اجتماع الكادر التربوي بهم بشكل دوري من اجل تشخيص المشاكل ووضع الحلول للقضاء على ظاهرة العنف ضد الصغار.