الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
منتجع ومصيف جبل سكران .. جنة الـله على الأرض

بواسطة azzaman

مشاهدات من كردستان (8)

منتجع ومصيف جبل سكران .. جنة الـله على الأرض

المكان وجهة سياحية جديدة تعكس الطابع الفولكلوري

رعد أبو كلل الطائي 

 

في تخوم قضاء جومان وباتجاه ناحية حاج عمران وبين قمم جبال كوردستان الباسقة وقرب الحدود العراقية الإيرانية، يقع منتجع ومصيف جبل سكران والذي يغفو على احدى مرتفعات وسفوح جبل سكران الذي يبلغ أرتفاعه 2115 متراً عن سطح البحر والمنتجع هو أحد المنتجعات المميزة بنظافتها وترتيبها وجمال طبيعتها ومناخها العليل، وبجواره وادٍ متاخمٍ له يتميز بالطبيعة الساحرة ومكسوٌ بالأشجار والأحراش والخضرة من كل جانب، بينما يوجود شلال هو الآخر مجاور للمنتجع يسمى بشلال سكران، وهناك قرية في الجانب العلوي للوادي .

أجمل طبيعة

ويوصف هذا المنتجع بأنه أبعد مصيف وأجمل طبيعة، وجوه بارد ومنعش على مدار الفصول الأربعة، ويرتاده السياح صيفاً وشتاءً، والمنتجع وفرً بيوت وشاليهات بتصاميم تحمل الطابع الكوردي القديم، تأسر الأنظار بمناظرها الرائعة الجمال كما إن المنتجع يعتمد على الكهرباء للأضاءة فقط، مما يوفر فرصة مثالية للخروج إلى عالم الطبيعة الهادئة والفضاء الفسيح والجو الرائع يقول صاحب المشروع السياحي الذي التقينا به في المنتجع :إن الفكرة في بناء المنتجع بدأت بمنزل ذات الطراز الكوردي الفلكلوري وتم بناؤه على رغبة شخصية، لكن مع تزايد الطلب على هذا النوع من المنازل أخذنا على عاتقنا بناء المزيد من المنازل ليصبح الآن 15 منزلاً سياحياً ويبدو إن طبيعة هذه المنازل المبنية بالطابوق والمزودة بمدافئ الحطب التي غالباً ما يعتمدها أهلنا في جبال كوردستان البعيدة في بيوتهم أصبحت تجربة سياحية متميزة في قلب الطبيعة الثلجية في حين أمست هذه المنازل محطة جذب واهتمام للسياح الذين يبحثون عن حياةٍ بسيطة وهادئة بعيدا عن ضوضاء وصخب المدينة .

الإنطلاق إلى المنتجع

انطلاقتنا إلى المنتجع كانت من أربيل بمركبة صالون ومن خلال الطريق السريع الشمالي والذي كان يطلق عليه طريق هاملتون  وهاملتون هو (المهندس الرئيسي لطريق إستراتيجي بنته بريطانيا بين عامي 1928م لغاية 1932م، ويبدأ من أربيل إلى الحدود العراقية الإيرانية ويبلغ طوله بواقع 180كم، والطريق تم شقه وسط الوديان والجبال الصخرية الوعرة والهضاب والمضائق )، وبعد خروجنا من أربيل مررنا بأتجاه نفق بيرمام الذي يخترق جبل بيرمام والذي تقع فوقه ناحية صلاح الدين وبعدها وصلنا إلى مصيف شقلاوة ثم اتجهنا نحو نفق ميراوة حتى كنا أمام عارضة مرتفع جبل سبيلك، وتسلقنا العارضة حتى ناحية خليفان وهي بوابة مضيق كلي علي بيك وبعد أجتياز المضيق أصبحنا عند نقطة محطة بافستيان ثم إلى مركز إدارة سوران ( قضاء ديانا سابقاً )، وبعدها وصلنا إلى قضاء جومان الذي يبعد حوالي 160كم عن مركز محافظة اربيل، ومن جومان استقليتُ مركبة الدفع الدفع الرباعية وهي مخصصة للطرق الجبلية وللمرتفعات الشاهقة، وسرنا متوجهين نحو جبل سكران، وغايتنا هي منتجع ومصيف الجبل، الذي يبعد عن جومان بحدود 20كم، الطريق جبلي بأمتياز، وفيه أشهر جبال كوردستان الشاهقة، وتمتد حتى حاج عمران، من الشرق سلسلة جبال حصاروست، ومن الغرب جبل سير، ومن الجنوب الشرقي جبل كاروخ، ومن نفس الأتجاه جبل كيورش ( الجبل الأسود ) في حين يشق نهر الشيخ الطريق.وسط جومان، والذي يعتبر من أكبر روافد الزاب الأعلى، وسلكنا شوارع جبلية ضيقة تحيطها الأشجار والخضرة، حتى تبدو لك الجبال المرتفعة متلونة بجمال الطبيعة وسحرها، ونسمات الهواء البارد العليل الذي يكسُبك الطاقة الإيجابية يتسلل من النوافذ، وأنا أعجز عن الوصف ولن أتمالك شعوري في قدرتي على أيصال أصل الصورة، وأرى كل هذا الجمال الطبيعي الحقيقي الخلاق وأسمع خرير الماء، وأتخيل تدفق الصخور وصوت النسيم الذي يعزف كمقطوعة موسيقية حلوة وأشعر بوجود الجمال حتى استوعبت المشهد الرائع نعم إنه جنة الله على الأرض .. صُنع الخالق الباري عز وجل، ووسط هذه الطبيعة البكِر والمناطق الخلابة يغفو منتجعنا فوق إحدى سفوح مرتفعات سكران العجيبة وإن معظم بيوت المنتجع كانت مغطاة بالثلوج، مع افتراش الثلوج الجبل والمنطقة المحيطة به مكونةً لوحةً بيضاء زاهية الألوان .

التزلج على الجليد

وبأختصار أقول :

إن هذا المنتجع واحداً من الوجهات السياحية المميزة الحديثة التي تعكس الطابع الكوردي الفلكلوري الأصيل وتدعم وتعزز السياحة في منطقة كوردستان، وتسهم في إبراز التراث الثقافي في المنطقة قاطبةً، كما ويلجأ السياح إلى المنتجع للتمتع بمشاهدة الثلوج التي تغطي الجبل وما حوله وهذه المنطقة هي الأخرى مشتىً جيداً لجذب الباحثين عن رياضة التزلج على الجليد وصالحة لممارسة الهواة هذه اللعبة .

وشاهدتُ بالقرب من المنتجع حفرة كبيرة طولها 350 متراً وعرضها 8 أمتار وتسمى بغرفة الثلج الغامضة لا يوجد لها أي أثر عبر تأريخها، وتمتاز بميزة واحدة جعلتها مميزة تماماً عن بقية الحفر، فهي تقوم بجمع وتخزين الثلج على مدار السنة، لأن الشمس لا تصلها سوى ساعة واحدة في اليوم، وتتميز تربتها من النوع الذي يمتص الماء مما ساعدَ على تكوين ينبوع من الماء يستفيد منه سكان قرى المنطقة في أعمالهم وأحتياجتهم اليومية المتعددة .


مشاهدات 60
الكاتب رعد أبو كلل الطائي 
أضيف 2025/04/20 - 4:09 PM
آخر تحديث 2025/04/21 - 5:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 261 الشهر 21419 الكلي 10902066
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير