الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التاريخ لا يموت.. الشواهد الحضارية  ناطق مخوّل باسم الأصالة

بواسطة azzaman

التاريخ لا يموت.. الشواهد الحضارية  ناطق مخوّل باسم الأصالة

عادل سعد

 

بين التاريخ وفلسفته يتقاسم الباحثون تعريفات عديدة عن هذين المجالين ويظل للعرب دالات متميزة في تاشيرهما ، منها ما ذهب اليه ابن خلدون الباحث السوسيولوجي المتميز  الذي اخذ  الأوروبيون عنهُ ايضاحات على درجة  من الرصانة  الانجازية ، والدكتور عبد الرحمن بدوي الاكاديمى  المصري الذي اغنى الثقافة العربية بالمزيد من الاجتهادات الفلسفية الرائدة ،واذا كانت عبقرية المكان  مصدر الالهام  وفق ما اشار اليه الباحث الدكتور جمال حمدان يظل على مسؤولية التاريخ وفلسفته مغذيات عقلية ووجدانية  عديدة .

لقد اهداني صديقي الاستاذ الدكتور ماجد الخطيب كتابه الجديد الذي يصب بهذا الاتجاه  وقد شاركه  في التأليف المدرس المساعد  حيدر أحمد عبد الله الياسري  ،عنوان الكتاب ذو دلالة استدراكية   (التاريخ لا يموت ،دراسة عن مسؤولية الانسان في تدميرالارث الحضاري والثقافي ، العراق أنموذجا).   

الكتاب بسبعة فصول ، تجيب على أسئلة تتعلق •بالإنسان والتاريخ  ،مفهوم التراث الثقافي والمسؤولية الاخلاقية والانسانية في حمايته  • حماية اماكن العبادة والاعمال الفنية •العنف البيئي • نشأته • جذوره • العوامل المؤثرة فيه 1-العامل العسكري 2-العامل الاقتصادي3-عامل السياسات الادارية والحكومية 4-عامل النقل الحضري لتحقيق سهولة الوصول5 -عامل الوعي البيئي الحضاري 6-العوامل الاجتماعية•المعطيات التاريخية لبلاد ما بين النهرين 1-العصر السومري ( فجر السلالات)2-العصر الاكدي3 -العصر السومري الاخر4-العصر البابلي القديم 5-العصر البابلي الوسط 6-العهد البابلي الحديث • اثر الحروب والاحتلالات على حضارة العراق  • الاعتداء على المعالم الاثرية اثناء الحرب العراقية الايرانية(  1980-1988) •  الاعتداء على المعالم الاثرية اثناء حرب الخليج الثانية1990 والحصار الاقتصادي  •الاحتلال الامريكي للعراق عام2003وما تلته من احداث1-المواقع الاثرية والتاريخية2-المواقع الدينية3-المواقع الثقافية   •اهمية التشريعات والاتفاقيات الدولية في حماية الممتلكات الثقافية • اتفاقية لاهاي لعام1954 • اتفاقية لندن لعام 1969   •  اتفاقية باريس عام1970  •اتفاقية باريس عام1972•إتفاقبة يونيدورا(UNIDROII) ،المعهد العالي لتوحيد القانون الخاص • المنظمات الدولية المعنية بالممتلكات والاعيان الثقافية 1- اللجنة الدولية للصليب الاحمر2- منظمة اليونسكو3- منظمة الايكوموسICOMOS •المواثيق والمؤتمرات الدولية الاخرى المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي• واقع التراث الثقافي والحضاري في الوطن العربي•مؤتمرالقاهرة عام 1937•مؤتمر دمشق عام 1947 •ميثاق الوحدة الثقافية العربية ،بغداد عام1964• المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الالكسو)  •لماذا لايموت التاريخ • العراق في كل بقعة أثر ومَعلَم • دروس وعبر • لماذا يدمرون الاثار ويسرقون التاريخ •  الاحجار الناطقة • القانون وتجريم العابثين وسراق الممتلكات الثقافية • ضياع الممتلكات الثقافية…أنهيارٌ للقيم الوطنية

مع إتساع مضامين العناوين اتسعت ايضا الشواهد التي جعلت من هذا الكتاب  وثيقة معرفية استدراجية تضع القارئ امام منصة تطالب بالوعي للمدافعة عن حقوق الارث الثقافي الذي نملكه وذلك ان الاثار والمعالم الثقافية والحضارية والعمرانية انما هي  ناطق مخول  و شاهد مبجل على انجازات الانسان والشعوب ،وابداعتها .

فالمسؤولية الاخلاقية والدولية عن حماية التراث والمحافظة عليه تقع على عاتق جميع الناس ، ذلك ان حماية التراث ليست قضية ثقافية فحسب كما فالت المدير العام لليونسكو (ايرينا بوكوفا ) ، بل هي ضرورة أمنية لا تنفصل عن مسألة حماية البشرية ،وان تدمير التراث بشكل متعمد هي جريمة حرب فالتراث هو الهوية وهو الانتماء .(إن مايبعث على الشعور بالالم والخسارة الانسانية والتاريخية ذلك السلوك البشري المعادي للتاريخ والهوية ، الذي يجعل من منطقتنا العربية التي تقع في قلب العالم أرضاً خصبة للصراعات والحروب التي عرضت المدنيين وتراثهم و هويتهم للخطر .

(لقد اتضح من خلال نصوص و شواهد و دراسات علماء التاريخ ان العراق من بين اكثر البلدان العالم شهرة بمعالمهِ الاثرية ، هو يضم اكبرَ عددٍ من الاثار النفيسة و أعرقها من الناحية التاريخية، ذلك ان بلاد ما بين النهرين كانت قد عرفت وعاشت حضارات متعددة على ارض واحدة بدءاً  من السومريين والبابليين والاشوريين وصولاً الى حضارة العرب المسلمين .

ارث حضاري

لقد تعرض التاريخ العراقي و ارثه الحضاري الى ابشع استهداف عالمي و اقليمي و محلي على مدار عصور لتذويب هويته واضعاف شأنه و دوره ومكانته التي صنعها اهل هذه الارض  وأبطالها وعلماؤها عبر التاريخ الإنساني و الحضاري الطويل على مدى اكثر من سبعة الاف عام مضت ،

لقد شهد العراق حروباً وغزوات ظالمة استهدفت حضارته ومعالمه و هويته الثقافية لتخرب لتفكيك وتفتيت عناصر حضارته .

ان ذلك كله يتطلب منا استعادة وعينا التاريخي المغيب من خلال مراجعة نقدية للتأريخ الثقافي والسلوك المسؤول عن الكثر من ذلك الخراب والتدمير ، وضرورة عمل على تطوير القوانين والتشريعات وسن المزيد منها بما يكفل حماية التاريخ الحضاري و الارث الثقافي ويدعم ويعزز فعالية القانون العراقي للأثار والتراث رقم 55 لسنة 2002 .

بخلاصة تحليلية ، كتاب (التاريخ لا يموت) استدلال مفعم بالعاطفة العلمية التي ينبغي ان تكون مفتاحا للاطلاع على الرصيد الحضاري العراقي، كيف توظيفه خدمة للحاضر والمستقبل ، بل وكيف ينبغي ان تكون هذه المهمة مهمةً وطنية تشارك فيها كل النخب من منطق المفهوم الحراسي ومن خلال استنفار الذاكرة العراقية لأستعادة ما نُهب وكذلك أعادة إستنساخ ما دًمر  وتوظيب النياشين الحضارية


مشاهدات 50
الكاتب عادل سعد
أضيف 2025/04/19 - 12:17 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 2:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 713 الشهر 19370 الكلي 10900017
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير