المُهاترات بين طلبة الكُليّات الحكومية والأهلية
لينا ياقو يوخنا
لاحظت في الصفحات والمجموعات الخاصة بتجمع طلبة العراق في مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها سواء كانت مجموعات خاصة بطلبة الدراسات الاولية او العُليا, يُلاحظ بأستمرار المهاترات بين الطلبة من الكليات الحكومية والاهلية فكلاً منهما يحاول اثبات انه الافضل علماً ومعرفة لكن بطريقة تبدو غير حضارية وبعيدة كل البعد عن روح المنافسة الايجابية. وفي اعتقادي ان هذه الصفة السلبية اجدها لدى اغلبية طلبة الكليات الحكومية اكثر من اقرانهم في الكليات الاهلية.
ان الجدالات السلبية المستمرة وبأسلوب غير مقبول تدور حول موضوع الرصانة العلمية للشهادة التي حصلوا او يرومون الحصول عليها الطلبة وان خريجي الكليات الحكومية -بحسب اعتقادهم- على يقين تام بأفضلية مستواهم العلمي اكثر من مستوى زملاؤهم في الكليات الاهلية, هذا بالنسبة للدراسات الاولية, اما بالنسبة للدراسات العليا فيعتقدوا اغلبية طلبة الدراسات الحكومية بأنهم الاحق في اكمال الدراسات العليا كونهم ثابروا بالدراسة وحصلوا على شهادة البكالوريوس بجدارة عكس طلبة الكليات الاهلية الذين قضوا اربع سنوات في الترفيه ولم يبذلوا جهداً في الدراسة ولأن اساتذتهم كرماء في تقييمهم واعطاء الدرجات لهم فهذا ما يرجح ارتفاع معدلاتهم مقارنة بالكليات الحكومية, وهذا ما يدفع الكثيرين الى الاعتقاد بأن اكمال الدراسات العليا استحقاق طلبة الكليات الحكومية حصراً.علماً ان كثير من الطلبة الكليات الاهلية تم قبلوهم في الدراسات العليا بعد اجتيازهم للامتحان التنافسي وبجدارة والكثيرين منهم حصلوا على فرصة عمل في سلك التعليم العالي وبالتحديد في الكليات الحكومية واصبحوا اساتذة لطلبة الحكومي. وفي المقابل تصدر احياناً اساءة من بعض طلبة الكليات الاهلية كالاستهزاء بطلبة الحكومية وتشبيههم لجامعاتهم -اي الحكومية- بجامعة «هارفارد», بموضوع الرصانة العلمية التي يعتقد بعض المنتسبين وحتى طلبة الكليات الحكومية بأنها موجودة فقط لديهم ومعدومة في الاهلية.
المهاترات بين الطلبة ناتج عن قلة وعيهم وضعف ثقافتهم, وتتحمل المؤسسات المعنية هذا الخلل في منظومة القيم الاخلاقية فلا اهتمام كبير بهذا الجانب فبعض الاساتذة في الجامعات الحكومية والاهلية ينتقصون من بعضهم البعض للاسباب نفسها, وللحد من هذه الظاهرة يجب ان تعقد ورش وتقام انشطة وفعاليات قائمة على التعاون والتنافس يتشارك فيها طلبة الكليات الاهلية والحكومية لنبذ السلوكيات السلبية وتعزيز الشعور الايجابي القائم على الاحترام وقبول الآخر.