أغصان الزيتون تتوارث التقاليد بتوثيق دخول المسيح لبلدة تاريخية قبل ألفي عام
مسيحيو نينوى يحيون عيد السعّانين بأزياء بلداتهم التراثية
الموصل - سامر الياس سعيد
فيما كان اليهود قبل الفي عام يعانون الامرين جراء الاحتلال الروماني لمناطقهم كان اعتقادهم بدخول المسيح الى بلدة اورشليم كقائد سياسي قادر على تحرير تلك المناطق دون ادراكهم ان المسيح قائد ديني بسبب معاناتهم المريرة جراء ممارسات الاحتلال التي كانت مستشرية انذاك فمثل دخوله واستقبال الناس له بحملهم اغصان الزيتون وسعف النخيل ظاهرة مميزة عرفت منذ ذلك التاريخ بعيد السعانين حيث يحيوها المسيحيون في مختلف انحاء العالم بحمل اطفالهم لاغصان الزيتون وسعف النخل الكبيرة لابراز العيد المذكور.
مسيرات حاشدة
وخلال يومي السبت والاحد كان مسيحيو نينوى على موعد مع احياء العيد حيث شهد عدد من مناطق نينوى المعروفة بتواجد المسيحيين فيها مسيرات حاشدة برزت من خلالها اغصان الزيتون التي حملها الاطفال والكبار اضافة لارتداء الكبار والصغار للزي التراثي الذي تمتاز به تلك البلدات فعلى صعيد بلدة القوش التي تقع شمال محافظة نينوى بمسافة 48كم فقد ارتدى اهلها الزي المميز للناحية المذكورة اما في سهل نينوى الجنوبي والمعروفة ببلدة الحمدانية او قضاء قرقوش فقد شهد مسيرة حاشدة جرى الاعداد لها وتهيئتها من قبل رجال الكنيسة وانطلقت لتشمل مناطق رئيسية بمركز القضاء مارة بعدد من الكنائس وتم استحضار العديد من الرموز التي كانت عليها حادثة دخول السيد المسيح الى اورشليم لاسيما استــــــــخدامه الحمار كوسيلة للركوب حيث مثل من خلال استخدامه التواضع حيث ابى ان يدخل على الحصان لان دخوله بواسطة الحصان سيمثل رمزية كقائد عسكري اما الحمار فهو وسيلة اعتيادية يجري استخدامها من قبل الجميع ويقول الاب فهمي سالم ان عيد السهانين هو اولى الاعياد التي يستذكرها المسيحيون في حادثة الام المسيح قبل الاحتفال بعيد القيامة حيث من المعتاد ان يحل عيد السعانين في السبت او الاحد السابق لعيد القيامة الذي يوافق الاحد التالي وهو مهيا لسلسلة الاحداث التي ترد في الانجيل حيث يحمل العيد رمزية كبيرة فبينما يقوم الناس بالتهيئة لاستقبال السيد المسيح وفرش ملابسهم امامه واستقباله باغصان الزيتون اضافة لترديهم لعبارات الاستقبال المعروفة مثل اوشعنا اوشعنا فنجد ان اغلبية تلك الناس تجدها تطالب بصلب المسيح في الجمعة التالي والمعروفة بجمعة الالام لذلك نجد الرمزية في انقسام الناس على نفسهم ويجب ان نكون موحدين في الاراء مثلما يدعونا العيد المذكور .
ويضيف سالم ان اغلب البلدات وذات التواجد المسيحي الكصيف ارادت ان تمرر لاسالة خلال الاعوام السابقة لاقرانها ممن هاجروا بان الحياة مازالت على وتيرتها في مناطقهم وهي دعوة صادقة من الاغلبية الى من هاجر وترك مناطقه للعودة والمشاركة من جديد لذلك تجد ان الحنين يساور الاغلبية ممن هاجروا في العودة في مثل هذه الايام للمشاركة في الاحتفالات والمسيرة مع احبابهم واسترجاع ذكرياتهم التي ترتبطهم بالمناطق التي تركوها وغادروا الى الدول الاوربية او الى امريكا او استراليا مشيرا بان من بقى مازال لديه هاجس الهجرة والاغتراب برغم ان الظروف الامنية تحسنت لكن هنالك الكثير من التحديات التي تعاني منها مناطق تواجد المسيحيون وابرزها قلة فرص العمل والبــــــــطالة التي يـــــــــعاني منها الشباب مما يجعلهم يواجهون العزوف عن الزواج بسبب الاسباب التي اشرنا اليها .