الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وفاء (الزمان) وكتاب الصحفي والرئيس

بواسطة azzaman

وفاء (الزمان) وكتاب الصحفي والرئيس

عبدالهادي البابي

 

لقد مضت فترة طويلة - بسبب وضعي الصحي وأنشغالاتي الأخرى - وأنا لم أحظى بزيارة جريدة (الزمان) على الأقل كل شهرين كما كنت سابقاً.. تلك الجريدة المهنية الراقية التي أحتظنت لي  الكثيرمن المقالات والتحقيقات التي لازلت أحتفظ بالعديد من نسخها على مدار 18 عاماً.. ورغم إنقطاعي فترات طويلة من التواصل مع الجريدة وأحياناً لاأستطيع أن أرسل أي مواضيع للجريدة إلاّ أني وكلما تذكرتها وأرسلت لها موضوعاً فأني أراه في صفحاتها في اليوم التالي فيتجدد حنيني وشوقي لها ..فهي صحيفة تنتمي بصدق ووفاء  لكتّابها مهما أنشغلوا أو أبتعدوا عنها.

اليوم الثلاثاء 8 نيسان 2025 كانت لي مراجعة مهمة إلى العاصمة بغداد.. وحينما مررت قرب الشارع الذي فيه مبنى جريدة الزمان شعرت برعشة غريبة تجتاح كل بدني وراحت أقدامي تجرّني نحو بنايتها التي لم أدخلها منذ 2017 .. كان الوقت ظهراً والأبواب شبه مغلقة إلاّ أني طرقت الباب الداخلي ففتح لي الباب مسؤول الإستعلامات وقلت له أريد أن أسلم على الدكتور أحمد عبدالمجيد الخفاجي رئيس تحرير جريدة (الزمان) (طبعة العراق).. فأدخلني مسؤول الإستعلامات إلى غرفة التحرير وكان يتواجد فيها شخص يبدو متعباً جداً قد غيّرت ملامحه الأيام ..فلما سألني من أكون قلت أنا عبدالهادي البابي من كربلاء ..فنهض وهو يبتسم وصافحني بحرارة وقال: أستاذ : أفتقدناك من زمان ، فذكرت له أسباب أنقطاعي ومرضي ..وعندما سألته من يكون فاجآني بإسمه الذي خجلت بإني لاأعرف هذا الإسم الصحفي اللامع في سماء صحافتنا العراقية إنه الناقد والكاتب والصحفي الأستاذ حمدي العطار الذي غيّرت السنين ملامح وجهه حاله حال الكثيرين ممن قدموا الكثير لهذا الوطن ولكن لم يكن لهم نصيب من  راحة البال والسعادة  وطيب العيش ..!!

ومن حسن الصدف أن الدكتور أحمد عبدالمجيد لازال لحظتها متواجداً في الجريدة..فلما دخلت غرفة مكتبه قام من مكانه وأستقبلني بكل حرارة وحفاوة وأشتياق وراح يسأل عن أحوالي وصحتي وأوضاعي وأجلسني بقربه ونهض يقدم لي (جكليت العيد) وأمر لي بالشاي وقال أنه يعلم بوضعي الصحي ولكنه لايتمنى أن تنقطع كتاباتي عن الزمان فهي جريدة عراقية خالصة قد أشرعت أبوابها لجميع الأقلام الوطنية الشريفة، فوعدته بإني سأستمر بالكتابة ماأستطعت ذلك لإن الزمان بالنسبة لي هي المتنفس الذي أجد فيه ماتجيش به مشاعري وتقدح أفكاري وماتمليه علينا مسؤولية أنتمائنا لصحافتنا وثقافتنا ووطننا العزيز..

بعدها قدم لي الدكتور أحمد عبدالمجيد أحد أهم مؤلفاته وهو كتاب (الصحفي والرئيس) ..وهو عبارة عن ذكريات زاخرة بالمواقف الجريئة وحافلة بالأحداث والوقائع المهمة قد  دونّها الدكتور أحمد والتي  حصلت له مع رؤساء جمهورية العراق خلال مراحل مهمة وفترات متباعدة من تاريخ العراق السياسي..

والكتاب صادر من مطبعة الرفاه سنة 2023 ..ويقع ب228 صفحة من النوع المتوسط ..ويشتمل على مقدمة رائعة بقلم القاضي رزكار محمد أمين أحد القضاة الذين تصدوا لمحاكمة أركان النظام البائد بعد 2003 ..ثم مقدمة أخرى صورة قلمية  للكاتب موسى جعفر ..ثم تبدأ فصول الكتاب وهي  10 فصول حيث يبدأ المؤلف بسرد الوقائع والأحداث حسب التسلسل التاريخي لرؤوساء جمهوريات العراق وهم (11) رئيساً من السابقين واللاحقين ..

إن ذاكرة أستاذنا الدكتور أحمد عبدالمجيد هي بمثابة المفتاح الذي فتح لنا به بوابة أسرارهذا الكنز الوطني والأرشيف التاريخي الذي نلج منه إلى  ذكريات هذا الوطن وأحداثه ووقائعه التي لازال بعضها لم يتكشّف بتمامه لهذا الجيل..

 

 

 

 


مشاهدات 52
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2025/04/12 - 2:18 AM
آخر تحديث 2025/04/13 - 4:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 263 الشهر 11833 الكلي 10592480
الوقت الآن
الأحد 2025/4/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير