تمارا السعدي تشعل مسارح باريس.. أسطورة (أنتيجون) في عمل يرصد صمت الأطفال

باريس - افراح شوقي

قد تبدو مصادفة غريبة ان  تجتمع معا  أولى نسمات صيف باريس في  بهو احد اهم مسارحها Le théâtre Gérard-Philipe  ( جيرارد فيليب)، في امسية مسرحية اصمت  (Taire) للفنانةً العراقية تمارا السعدي…

قبل الدخول للعرض، لفتني حضور الشباب والشابات، حتى أن المدرجات ازدحمت بهم وهم بأنتظار بدء العرض ! قابلتني وجوه فنانيين عراقيين كبار وهم كل من الاكاديمي  يونس سعدي بحري وصديقه الفنان المسرحي  سمير عبد الجبار  وانضم لهما فيما بعد الفنان والإعلامي طه رشيد ،اي صدفة عظيمة ونحن في حضرة الفن العراقي العظيم..

صاح سمير (خلاص الفرقة كملت)،دقائق لندخل صالة المسرح..المقاعد معبأة بالكامل ورائحة المكان تفوح بعطور كاننا في معبد فتجبرك على الصمت خشوعا…

في هذا العرض، تقوم تمارا السعدي بتأليف نسختها الخاصة من أسطورة (أنتيجون )وتحكي لنا، في شكل مرآة، قصة عدن، الفتاة الصغيرة التي وضعت في  مؤسسات رعاية الطفل!.تمارا  ترصد قضية صمت الأطفال، والفكرة السائدة  بأن أصواتهم غالباً ما يتم انتزاعها من قبل الكبار. استعانت تمارا بفصيل نسوي جمع بين القوة والحنان والدعابة ايضا! أفيش العرض يعلوه اسم تمارا السعدي التي تولت إعداد النص والاخراج والسينوغرافيا ايضا.

الفنان والمسرحي سمير علق قائلا:(عمل تمارة  درس بليغ في فن الاخراج و ادارة الممثل والنساء خصوصا ،كأن  العرض يتنفس كله في رئة واحدة وفي اوكسجين  مشدود في جميع مكوناته ،هذه العراقية رفعت راس الوطن في تأسيس لغة اخراج جديدة تضيفها الى الفن الفرنسي ).

انتهى العرض  ، وقف الجميع ليبدا فصل التصفيق والتفاعل وتحية كادر العمل .. ‎مايذكر ان تمارا السعدي هي كاتبة ومخرجة وممثلة تدربت  على التمثيل قبل الانضمام إلى برنامج الماجستير في التجريب في الفنون والسياسة في معهد العلوم السياسية في باريس. كممثلة، عملت تحت إشراف العديد من المخرجين، بما في ذلك أرنو مونييه، الذي دعاها للانضمام إلى الفرقة الفنية في كوميدي دي سانت إتيان. كمؤلفة ومخرجة، ‎اول اعمالها مسرحية‏(بليس) واهتم باليات الاندماج والهجرة  .