غض البصر وكتمان السر
حسين الصدر
-1-
هناك شيم حميدة ، وصفات كريمة تُمتدح ويُثنى عليها .
-2-
والاتسام بهذه السمات لا يعني الاّ شيئا واحداً وهو ازدهار الجانب الأخلاقي وبروز قسماته واضحة جلية، وهل ثمة أحسن وأثمن من الاتصاف بتلك المزايا الأخلاقية العالية ؟
-3 –
قال أبو الحسن علي بن الحسن العبدري :
شيمتي أن أغض طرفي في الدارِ
اذا ما دخلتُها لصديقِ
وأصون الحديث أودعه صونيَ
سرّي ولا أخون رفيقي
والسؤال الان :
هل كان الشاعر هنا يقصد أنْ يمدح نفسه ويذكر مناقبه ؟
والجواب :
انه لم يرد الاّ إشعار الناس بأهمية غض النظر وانت تدخل في منزل اخيك،
فمن القبيح ان تظل مشغولاً بالبحث عن منافذ توصلك الى النظر الى من في الدار من النساء .
انّ صيانة النظر عن تعقب الحرائر قيمة أخلاقية مهمة ، وهي مفقودة -للأسف – عند الكثيرين وذلك شيء طبيعي بعد انخفاض المنسوب الأخلاقي ..
وأما ما يدلي به اليك الأصدقاء من أسرار ، فانها لابُدَّ أنْ تبقى محفوظة بعيدة عن الإذاعة والاشاعة وكيف يستطيعُ مَنْ هو ( كالمنخل ) أنْ يُبِقي أسرار صديقه مكتومة ؟
-4-
وهناك من قال :
أنا إبنُ هذي الدار أنظرُ ما بِها
وسوايَ ينظرُ مِنْ شقوق الباب
نعم
هناك من لا يتورع عن النظر من شقوق الباب
وهذا ما دأب عليه البعيدون عن الاخلاق والآداب .