العميد وحراس الفساد
صلاح الدين الجنابي
يروى ان يوما لا يشبه كل الأيام اعتلت كرسي الفضيلة كعميدة لكلية طب الأسنان في جامعة الــ، ولكن الصراع السلبي كان حاضرا منذ الساعات الأولى لتوليها مهمة الحفاظ على القيم ليتطور الى رفض شبه جماعي من أعضاء الهيئة التدريسية وشكاوى وصلت الى الوزارة تتكلم عن مختلف الخروقات والتجاوزات ووو...... ليأتي رئيس جامعة وينقذ الموقف بنقلها كعميدة الى كلية طب الاسنان الناشئة في جامعته وهو يعلم بسجلها الحافل بالمخالفات واذكاء الصراع السلبي، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع المدمر التي ادت الى تقاعد أكثر من تدريسي (بناء على طلبهم قبل سن التقاعد)، ونقل أكثر من تدريسي الى خارج الجامعة (بناء على طلبهم) بسبب ممارسات التعسف والاجراءات غير القانونية والسلوكيات غير الأكاديمية وصولا الى رفض جماعي من التدريسيين والطلبة لتكرم باجازة طويلة دون تحقيق أو مسائلة، لينتهي بها النجاح السابق الى تكليفها كعميدة في جامعة جديدة (جامعة رقم 3) لتمسك بمقود الأخلاقيات والتوجيه وقيادة القيم التي تتعلق بالسلوكيات المهنية لاطباء الاسنان والحفاظ على حياة الناس بعد رحلة طويلة من الفشل المدمر. المؤسف ان ما مرت عليه عدساتنا كان حقيقيا وكل الفاعلين فيه على قيد الحياة، ولكن منهم من كان مع القيم والأخلاقيات الأكاديمية (الواقفون بوجه الفساد يشعرون بالاحباط وخيبة الأمل ولكنهم مستمرين باداء الرسالة رغم همجية وظلم وسطوة حراس الفساد) ومنهم من كان حارسا للفساد والظلم. # العميد مسؤولية أخلاقية وعلمية ومجتمعية تحتاج الى وعي واداراك ومهارات لسلسلة الاختيار والتعيين وصولا للتقييم والتقويم مرورا برقابة أصحاب المصالح ولا تنتهي بالأثر الأخلاقي والأكاديمي والإنساني، لأن التعليم والشأن العام ومصالح الدولة والأفراد ليست للتدريب أو التجربة أو التسويق للفشل أو لتكريم الفاسدين.# حراس الفساد كل من أيد ورشح، وإختار وكلف، ورأى وتجاهل، وسمع وصمت، وتعامل ولم يُبلغ، وأدرك ولم يستنكر، واذعن وانحنى، ودعم وتخادم، لنصل الى كارثة عدم قدرة الكثير من أصحاب المصلحة (تدريسي، طالب، مهن، مجتمع،.....) التمييز بين الأخلاقي وغير الأخلاقي والأكاديمي وغير الأكاديمي والصالح والطالح والصحيح والخاطئ والمعمر والمدمر.