الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
‬حسين‭ ‬نعمة: جيل الرواد ترك ‬بصمة في تأريخ الفن العراقي

بواسطة azzaman

‬حسين‭ ‬نعمة: جيل الرواد ترك ‬بصمة في تأريخ الفن العراقي

أنا‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬المحظوظين‭ ‬والضحايا‭ ‬والطمع‭ ‬المادي‭ ‬مقتل‭ ‬الفنان

بغداد‭ – ‬هدير‭ ‬الجبوري‭  ‬

الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬يزال‭  ‬رمزاً‭ ‬فنياً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الاغنية‭ ‬العراقية‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬ظهوره‭ ‬كمطرب‭  ‬اواخر‭ ‬الستينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭  ‬ولغاية‭ ‬اليوم‭ ‬،،‭ ‬التقيناه‭ ‬مؤخراً‭ ‬وأجرينا‭ ‬معه‭ ‬هذا‭  ‬الحوار‭ ‬الخاص‭  ‬لجريدة‭ ‬الزمان‭ ‬وقد‭ ‬رحب‭ ‬بنا‭ ‬كثيرا‭ ‬وبكل‭ ‬كادر‭ ‬الزمان‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها‭ ‬وقال‭ ‬انه‭ ‬سعيد‭ ‬لمواجهة‭ ‬جمهوره‭ ‬عبر‭ ‬الصحافة‭ ‬المقروءة‭ ‬وبالاخص‭ ‬جريدة‭ ‬الزمان‭..  ‬وتناول‭ ‬الحديث‭ ‬مواضيع‭ ‬عديدة‭  ‬تشغله‭ ‬وتشغل‭ ‬جيل‭ ‬الرواد‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬احد‭ ‬رموزه‭ ‬البارزين‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ..‬

‭- ‬كيف‭ ‬يرى‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬واقع‭ ‬الفن‭ ‬والفنان‭ ‬العراقي‭ ‬اليوم‭ ‬وماهي‭ ‬رؤيته‭  ‬الشخصية‭ ‬كونه‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الرواد‭ ‬المعروفين‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬وهل‭ ‬رافقتها‭ ‬المصاعب‭ ‬لحين‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬النجومية‭ ‬؟

فعلاً‭ ‬انا‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الرواد‭ ‬وأجد‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬محظوظين‭ ‬وضحايا‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬‭,,‬‭ ‬محظوظين‭ ‬لأننا‭ ‬نلنا‭ ‬محبة‭ ‬جمهورنا‭ ‬العراقي‭ ‬وقدمنا‭ ‬الرصين‭ ‬من‭ ‬القصيدة‭ ‬الغنائية‭ ‬التي‭ ‬ترافقت‭ ‬مع‭ ‬اللحن‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬الاذاعة‭ ‬بادئ‭ ‬الامر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭  ‬الاستوديوهات‭ ‬آنذاك‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬جداً‭ ‬وبدائية‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬غنيت‭ ‬اغنية‭ ( ‬يانجمة‭ ) ‬اواخر‭ ‬الستينات‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1969‭ ‬ونالت‭ ‬شهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬مخرجها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يمتلك‭ ‬الخبرة‭ ‬الكافية‭ ‬والمونتير‭ ‬كان‭ ‬يلجأ‭ ‬لقصقصة‭ ‬الشريط‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬كبيرة‭ ‬بشكل‭ ‬قطع‭ ‬يتم‭ ‬الصاقها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬وبشكل‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬زمننا‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الزحف‭ ‬الالكتروني‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ..‬لكن‭ ‬برغم‭ ‬ماذكرته‭ ‬من‭ ‬بدائية‭ ‬الاجهزة‭ ‬المستخدمة‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شئ‭ ‬ايجابي‭ ‬لطيف‭ ‬جداً‭ ‬وهو‭ ‬ان‭ ‬اغانينا‭ ‬كانت‭ ‬تغنى‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬واجد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الحلاوة‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أصفها‭ ‬بعمل‭ ‬سجادتين‭ ‬احداهما‭ ‬تحاك‭ ‬باليد‭ ‬والاخرى‭ ‬تخضع‭ ‬لنظام‭ ‬حياكة‭ ‬الماكنة‭ ‬‭,,‬‭ ‬فالتي‭ ‬تحاك‭ ‬باليد‭ ‬أكثر‭ ‬حبكة‭ ‬وجودة‭ ‬واستمرارية‭ ‬حيث‭ ‬اجد‭ ‬الحالة‭ ‬مثل‭ ‬حكاية‭ ‬صنع‭ ‬البساط‭ ‬والسجاد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬حيث‭ ‬يلجأ‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬الى‭ ‬صنعها‭ ‬بطريقة‭ ‬يدوية‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬عملها‭ ‬سنوات‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬الربح‭ ‬المتأتي‭ ‬من‭ ‬بيعها‭ ‬يكفي‭ ‬صانعها‭ ‬لسنين‭ ‬عديدة‭ ‬الخ‭ ,, ‬وانا‭ ‬ذكرت‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭ ‬والتشبيه‭ ‬لأصل‭ ‬بك‭ ‬الى‭ ‬وصف‭ ‬حالة‭ ‬المطربين‭ ‬الرواد‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اجهزة‭ ‬متطورة‭ ‬آنذاك‭ ‬لكننا‭ ‬قدمنا‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الغناء‭ ‬الراقي‭ ‬والطربي‭ ‬الاصيل‭ ‬ظل‭ ‬راسخاً‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الجمهور‭ ‬ومن‭ ‬الاسماء‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬معي‭ ‬آنذاك‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬ياس‭ ‬خضر‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وفاضل‭ ‬عواد‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬جاء‭ ‬سعدون‭ ‬جابر‭ ‬وفؤاد‭ ‬سالم‭ ‬وحميد‭ ‬منصور‭ ‬حيث‭ ‬تركنا‭ ‬بصمة‭ ‬اعتبرها‭ ‬كبيرة‭ ‬وجميلة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن‭ ‬العراقي‭ ‬‭,,‬‭ ‬واليوم‭ ‬شبابنا‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬تيسرت‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬المستلزمات‭ ‬فاذا‭ ‬توفر‭ ‬لديه‭ ‬المال‭ ‬الكافي‭ ‬اصبح‭ ‬بامكانه‭ ‬الغناء‭ ‬دون‭ ‬معوقات‭ ‬والمرور‭ ‬باللجان‭ ‬اما‭ ‬نحن‭ ‬عندما‭ ‬اتينا‭ ‬لنغني‭ ‬تم‭ ‬عرضنا‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬كانت‭ ‬صارمة‭ ‬ودقيقة‭ ‬جداً‭ ‬وتعاملوا‭ ‬معنا‭ ‬بقسوة‭ ‬الفنان‭ ‬الحريص‭ ‬وكنا‭ ‬نظن‭ ‬بانهم‭ ‬حاقدين‭ ‬علينا‭ ‬لكن‭ ‬العكس‭ ‬هو‭ ‬الصحيح‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الخرص‭ ‬يومها‭ ‬حرص‭ ‬صادق‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الغناء‭ ‬والمغني‭ ‬والشاعر‭ ‬والملحن‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عالي‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬والفن‭ ‬الحقيقي‭,,‬‭ ‬فالشاعر‭ ‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬القصائد‭ ‬الجميلة‭ ‬والمعبرة‭ ‬والملحن‭ ‬يلحنها‭ ‬بشكل‭ ‬رصين‭ ‬امثال‭ ‬الشعراء‭  ‬زامل‭ ‬سعيد‭ ‬فتاح‭ ‬وعريان‭ ‬السيد‭ ‬خلف‭ ‬وكاظم‭ ‬الركابي‭ ‬وكاظم‭ ‬اسماعيل‭ ‬كاطع‭ ‬وطالب‭ ‬القرغولي‭ ‬ومحسن‭ ‬فرحان‭ ‬ومحمد‭ ‬جواد‭ ‬اموري‭ ‬وجعفر‭ ‬الخفاف‭ ‬واسماء‭ ‬كبيرة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬توفى‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬غادر‭ ‬البلد‭ ‬واصبح‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬الفني‭.. ‬والاغنية‭ ‬العراقية‭ ‬اليوم‭ ‬اصبح‭ ‬معظمها‭  ‬ملائماً‭ ‬للاعراس‭ ‬والمناسبات‭ ‬فهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ايقاع‭ ‬راقص‭ ‬وليس‭ ‬غناءاً‭ ‬طربياً‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬‭,,‬‭ ‬وانا‭ ‬بصراحة‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬مهيأ‭ ‬للاجابة‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬الفن‭ ‬العراقي‭ ‬والطربي‭ ‬الان‭ ‬لكن‭ ‬تجربتي‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬مكنتني‭ ‬من‭ ‬انني‭ ‬استطيع‭ ‬قراءة‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬وحال‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬اليوم‭..‬

‭- ‬تحدثت‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬حال‭ ‬الرواد‭ ‬وبداياتهم‭ ‬الصعبة‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬النجومية‭ ‬وكيف‭ ‬ان‭ ‬الفنان‭ ‬كان‭ ‬يمر‭ ‬بحالة‭ ‬انصهار‭ ‬كاملة‭ ‬ليظهر‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭ ‬الجمهور‭ ‬المتذوق‭ ‬لسماع‭ ‬اغانيه‭ ‬ونعود‭ ‬الان‭ ‬الى‭ ‬الحاضر‭ ‬وسؤالنا‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬الفنان‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬للغناء‭ ‬مجدداً‭ ‬باغاني‭ ‬حديثة‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬احداها‭ ‬وتم‭ ‬بثها‭ ‬بشكل‭ ‬حصري‭ ‬ولاول‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬برنامج‭ ‬ظهيرة‭ ‬الجمعة‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قناة‭ ‬الشرقية‭ ‬فهل‭ ‬ترى‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬كانت‭ ‬رغبة‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬باحياء‭ ‬الاغنية‭ ‬السبعينية‭ ‬أم‭ ‬هي‭ ‬عودة‭ ‬باغنية‭ ‬جديدة‭ ‬ترى‭ ‬انها‭ ‬امتداد‭ ‬للاغنية‭ ‬السبعينية‭ ‬لكن‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة؟

انا‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬ان‭ ‬اسجل‭ ‬اغنيات‭ ‬معينة‭ ‬جديدة‭ ‬ولدي‭ ‬كذلك‭ ‬اغنيات‭ ‬مسجلة‭ ‬سابقاً‭ ‬لكنها‭ ‬غير‭ ‬مصورة‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬بقديمة‭ ‬والسبب‭ ‬الاول‭ ‬والمهم‭ ‬هو‭ ‬ثقتي‭ ‬بنفسي‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬لي‭ ‬وبانني‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬كنت‭ ‬فيها‭ ‬شبه‭ ‬معتزل‭ ‬وبان‭ ‬صوتي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬بألقه‭ ‬السابق‭ ‬‭,,,‬‭ ‬انا‭ ‬أجد‭ ‬ظلماً‭ ‬كبيرا‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانتقاد‭ ‬لاني‭ ‬ارى‭ ‬الحالة‭ ‬مثل‭ ‬وضع‭ ‬الرسام‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬يرسم‭  ‬لآخر‭ ‬يوم‭ ‬بحياته‭ ‬والشاعر‭ ‬يكتب‭ ‬لآخر‭ ‬يوم‭ ‬باستثناء‭ ‬أثنين‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مسيرتهم‭ ‬اللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬وهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرياضي‭ ‬والمطرب‭ ‬لكني‭ ‬ارى‭ ‬ان‭ ‬الوضع‭ ‬يختلف‭ ‬بينهما‭ ‬لان‭ ‬الرياضي‭ ‬عطاءه‭ ‬متعلق‭ ‬بلياقته‭ ‬البدنية‭ ‬المحكومة‭ ‬بتقدم‭ ‬العمر‭ ‬لكن‭ ‬المطرب‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يمرن‭ ‬صوته‭ ‬عبر‭ ‬مصطلح‭ ‬خاص‭ ‬بهذا‭ ‬التمرين‭ ‬هو

‭( ‬صولفيج‭) ‬وهو‭ ‬تدريب‭ ‬الحنجرة‭ ‬وتمرين‭ ‬لها‭ ‬وهذا‭ ‬اشبه‭ ‬بتمرين‭ ‬الرياضي‭ ‬ويتوجب‭ ‬على‭ ‬المطرب‭ ‬ان‭ ‬يبقى‭ ‬متواصلاً‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التمرين‭ ‬واقولها‭ ‬واكررها‭ ‬بضرورة‭ ‬تدريب‭ ‬الصوت‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬كي‭ ‬تتلاشى‭ ‬الحشرجة‭ ‬من‭ ‬الحنجرة‭ ‬ويتلافى‭ ‬المطرب‭ ‬اصابة‭ ‬صوته‭ ‬وحباله‭ ‬الصوتية‭ ‬بالخلل‭ ‬ونحن‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ب‭ (‬العُرب‭) ‬علمياً‭ ‬حيث‭ ‬لايجب‭ ‬ان‭ ‬نكثر‭ ‬منها‭ ‬فذلك‭ ‬خطأ‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح‭ ‬واقصد‭ ‬التقليل‭ ‬منها‭ ‬‭,,‬‭ ‬ونعود‭ ‬الى‭ ‬بداية‭ ‬الكلام‭ ‬انني‭ ‬امتلك‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬والامر‭ ‬ليس‭ ‬عملية‭ ‬سباق‭ ‬وتحدي‭ ‬او‭ ‬انني‭ ‬اريد‭ ‬ان‭ ‬اثبت‭ ‬للاخرين‭ ‬انني‭ ‬مازلت‭ ‬اغني‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬فالموضوع‭ ‬ليس‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬‭,,,‬‭ ‬كانت‭ ‬غايتي‭ ‬ان‭ ‬ابقى‭ ‬متواصلاً‭ ‬مع‭ ‬جمهوري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬اغنيات‭ ‬لم‭ ‬اسجلها‭ ‬سابقاً‭ ‬كي‭ ‬لااترك‭ ‬فراغاً‭ ‬وبعداً‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬الجمهور‭ ‬واريد‭ ‬ان‭ ‬اثبت‭ ‬بذات‭ ‬الوقت‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬انتهي‭ ‬اوتركت‭ ‬جمهوري‭ ‬ولم‭ ‬افكر‭ ‬يوماً‭ ‬بالمكسب‭ ‬المادي‭ ‬لان‭ ‬الفنان‭ ‬والمبدع‭ ‬الحقيقي‭ ‬عندما‭ ‬ياخذه‭ ‬التفكير‭ ‬بكم‭ ‬سيكسب‭ ‬ويجعل‭ ‬الطمع‭ ‬المادي‭ ‬هو‭ ‬غايته‭ ‬ويتجاوز‭ ‬مبادئه‭ ‬فذلك‭ ‬سيؤثر‭ ‬حتما‭ ‬على‭ ‬مسيرته‭ ‬الغنائية‭ ‬ويفسدها‭ ‬‭,,‬‭ ‬اما‭ ‬المبدع‭ ‬فيتوجب‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬منحه‭ ‬الله‭ ‬اياها‭ ‬وان‭ ‬لايخسر‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بالتفكير‭ ‬بالماديات‭..‬

أنا‭ ‬كان‭ ‬هدفي‭ ‬ان‭ ‬اصور‭ ‬أربعة‭ ‬اغاني‭ ‬لكن‭ ‬المخرج‭ ‬الذي‭ ‬استعنت‭ ‬به‭ ‬وهو‭ ‬حاليا‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬استراليا‭ ‬وهو‭ ‬صديق‭ ‬لي‭ ‬اسمه‭ ‬هادي‭ ‬ماهود‭ ‬اعتذر‭ ‬عن‭ ‬استكمال‭ ‬تسجيل‭ ‬الاغاني‭ ‬المطلوبه‭ ‬كونه‭ ‬مخرجا‭ ‬سينمائيا‭ ‬وليس‭ ‬مخرج‭ ‬للاغاني‭ ‬وغيرها‭ ‬ولكنه‭ ‬من‭ ‬محبته‭ ‬لي‭ ‬ابلغني‭ ‬بانه‭ ‬سيخرج‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الاغنيات‭ ‬وهي‭ ( ‬ضيعنا‭ ‬القدر‭) ‬وهو‭ ‬انسان‭ ‬ملتزم‭ ‬وجدي‭ ‬وحريص‭ ‬وهذا‭ ‬ماجعلني‭ ‬الجأ‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬وهناك‭ ‬اشخاص‭ ‬مهمين‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬وتربطني‭ ‬معهم‭ ‬صداقات‭ ‬وطيدة‭ ‬ابلغوني‭ ‬بانهم‭ ‬تأثروا‭ ‬عند‭ ‬سماع‭ ‬الاغنية‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬الشرقية‭ ‬ولمست‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬وجمهوري‭ ‬الصادق‭ ‬تجاهي‭ ‬وانا‭ ‬اعدهم‭ ‬باني‭ ‬ساقدم‭ ‬لهم‭ ‬دائما‭ ‬الفن‭ ‬الرصين‭ ‬الذي‭ ‬يرضيهم‭ ..‬

اريد‭ ‬ان‭ ‬اقول‭ ‬شيئاً‭ ‬مهماً‭ ‬بانني‭ ‬عندما‭ ‬قدمت‭ ‬هذه‭ ‬الاغنية‭ ‬ليست‭ ‬غايتي‭ ‬او‭ ‬هدفي‭ ‬ان‭ ‬اعيش‭ ‬على‭ ‬ذاكرة‭ ‬الناس‭ ‬السابقة‭ ‬لي‭ ‬بل‭ ‬اريد‭ ‬ان‭ ‬اكون‭ ‬موجوداً‭ ‬ومستمراً‭ ‬معهم‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬ذكرى‭ ‬وماضي‭ ‬واغاني‭ ‬سابقة‭ ‬يعرفونها‭ ‬وطالما‭ ‬انا‭ ‬حي‭ ‬وأُرزق‭ ‬ولدي‭ ‬امكانية‭ ‬ان‭ ‬اقدم‭ ‬الجديد‭ ‬لان‭ ‬الحياة‭ ‬متغيرة‭ ‬ومتطورة‭ ‬فساستمر‭ ‬بتقديم‭ ‬ذلك‭ ‬‭,,‬‭ ‬انا‭ ‬غنيت‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كنا‭ ‬فيه‭ ‬نحمل‭ ‬رسالة‭ ‬ونؤدي‭ ‬واجبنا‭ ‬بقدسية‭ ‬وبمبادئ‭ ‬حقيقية‭ ‬لانحيد‭ ‬عنها‭ ‬لكني‭ ‬لااريد‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬خمسين‭ ‬عاماً‭ ‬ان‭ ‬ابقى‭ ‬اتعكز‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬اغنياتي‭ ‬السابقة‭ ‬ويتوجب‭ ‬علي‭ ‬الان‭ ‬ان‭ ‬اقدم‭ ‬شيئاً‭ ‬يتلاءم‭  ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬بفن‭ ‬وغناء‭ ‬رصين‭ ‬واحترام‭ ‬للانسان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أرقى‭ ‬مخلوقات‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬لذلك‭ ‬اؤكد‭ ‬انني‭ ‬كنت‭ ‬ابغي‭ ‬التغيير‭ ‬مع‭ ‬التطوير‭..‬

‭- ‬سؤالنا‭ ‬الاخير‭ ‬للفنان‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الطويلة‭ ‬والمشوار‭ ‬الفني‭ ‬الزاخر‭ ‬بالنجاحات‭ ‬والشهرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬وحب‭ ‬الجمهور‭ ‬لك‭ ‬كفنان‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يود‭ ‬الكثيرين‭  ‬ان‭ ‬يعرفوه‭ ‬عن‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬كأنسان‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخصوصيات؟‭ ‬

هذا‭ ‬اخطر‭ ‬سؤال‭ ‬يوجه‭ ‬لأي‭ ‬انسان‭ ‬كونه‭ ‬شاملاً‭ ‬لكل‭ ‬مسيرة‭ ‬وحياة‭ ‬اي‭ ‬منا‭ ‬ومن‭ ‬الصعوبة‭ ‬ان‭ ‬نختصرها‭ ‬بكلمات‭ ‬عدة‭ ‬واعتبره‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬مشتملة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭.. ‬سيدتي‭ ‬مااستطيع‭ ‬قوله‭ ‬انا‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬لفتة‭ ‬عزيز‭ ‬الميالي‭ ..‬عشت‭ ‬طفولة‭ ‬انا‭ ‬اجدها‭ ‬مدللة‭ ‬ومرفهة‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬اني‭ ‬عانيت‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬ابتعاد‭ ‬والدي‭ ‬ووالدتي‭ ‬عن‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬عشت‭ ‬انا‭ ‬واخي‭ ‬مع‭ ‬امي‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬جدي‭ ‬وكنت‭ ‬صغيرا‭ ‬جدا‭ ..‬وبعدها‭ ‬توفي‭ ‬جدي‭ ‬وجدتي‭ ‬وبقينا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تحكمه‭ ‬التقاليد‭ ‬الدينية‭ ‬الصارمة‭ ‬وتعلمت‭ ‬قراءة‭ ‬وتجويد‭ ‬القرآن‭ ‬وكنت‭ ‬احب‭ ‬سماع‭ ‬صوت‭ ‬وتجويد‭ ‬القارئ‭ ‬عبد‭ ‬الباسط‭ ‬عبد‭ ‬الصمد‭ ‬واصبحت‭ ‬اقلده‭ ‬بالتجويد‭…‬وكنت‭ ‬طالب‭ ‬مجتهد‭ ‬في‭ ‬الابتدائية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬المتوسطة‭ ‬وكونت‭ ‬صداقات‭ ‬عديدة‭ ‬ضمن‭ ‬المحلة‭ ‬او‭ ‬مايسمى‭ ‬ب‭ (‬العكد‭)‬

‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬المدرسة‭ ‬وكان‭ ‬ابي‭ ‬حنونا‭ ‬ومحبا‭ ‬لنا‭ ‬كذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬بانه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بقربنا‭ ‬

‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬جدي‭ ‬ايضا‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬وقبل‭ ‬وفاته‭ ‬يغدق‭ ‬علينا‭ ‬بكل‭ ‬مانتمناه‭ ‬انا‭ ‬واخي‭ ‬الاصغر‭ ‬الوحيد‭ ‬لذلك‭ ‬قلت‭ ‬انني‭ ‬عشت‭ ‬مدلل‭.. ‬والحياة‭ ‬آنذاك‭ ‬كانت‭ ‬جميلة‭ ‬ايضا‭ ‬وهناك‭ ‬اواصر‭ ‬اجتماعية‭ ‬قوية‭ ‬والناس‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬بسيطة‭ ‬وتحب‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ..‬وكنت‭ ‬مع‭ ‬اصدقائي‭ ‬نذهب‭ ‬للتنزه‭ ‬في‭ ‬البساتين‭ ‬القريبة‭ ‬ونقوم‭ ‬بقطع‭ ‬ثمار‭ ‬الاشجار‭ ‬كالرمان‭ ‬والتوت‭ ‬والسدر‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬واحيانا‭ ‬ادعوهم‭ ‬لشرب‭ ‬العصائر‭ ‬واشتري‭ ‬لهم‭ ‬الساندويشات‭ ‬وغيرها‭ ‬لاني‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬كنت‭ ‬امتلك‭ ‬مصروفا‭ ‬يوميا‭ ‬يعطينا‭ ‬اياه‭ ‬جدي‭ ‬بكرم‭ …‬

وكبرت‭ ‬واكملت‭ ‬دراستي‭ ‬وعندما‭ ‬ذهبت‭ ‬الى‭ ‬بغداد‭ ‬قابلني‭ ‬عالم‭ ‬غريب‭ ‬جديد‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬اعرفه‭ ‬في‭ ‬مدينتي‭ ‬المتواضعة‭ ‬الناصرية‭ ‬وواجهتني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والمصاعب‭ ‬باشكال‭ ‬والوان‭ ‬عديدة‭ ‬واستمرت‭ ‬مسيرتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬واصبحت‭ ‬ماانا‭ ‬عليه‭ ‬الان‭ ‬والحمدلله‭ ‬اعيش‭ ‬مع‭ ‬عائلتي‭ ‬ولدي‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬الاولاد‭ ‬والبنات‭ ‬هم‭ ‬سعادتي‭ ‬وكذلك‭ ‬احفادي‭ ..‬

ولو‭ ‬اردت‭ ‬ان‭ ‬اتحدث‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتي‭ ‬احتاج‭ ‬الى‭ ‬مجلد‭ ‬وليس‭ ‬لقاءاً‭ ‬صحفياً‭…‬لكني‭ ‬تناولت‭ ‬محطات‭ ‬رئيسية‭ ‬من‭ ‬طفولتي‭ ‬وماتلاها‭..‬

حسين‭ ‬نعمة‭..‬سيرة‭ ‬ومحطات

عاصر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطربين‭ ‬والملحنين‭ ‬الذين‭ ‬تعامل‭ ‬معهم‭ ‬خلال‭ ‬مشواره‭ ‬الفني‭ ‬الطويل‭ ‬وأثمرهذا‭ ‬المشوارنتاجاً‭ ‬فنياً‭ ‬زاخراً‭  ‬بالالحان‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬أُعطيت‭ ‬له‭ ‬وتفوق‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬زملاء‭ ‬مرحلته‭ ‬إنذااك‭ ‬

وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اغانيه‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬راسخة‭  ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬العراقيين‭ ‬واصبحت‭ ‬للفنان‭ ‬بمثابة‭ ‬ارشيفه‭ ‬الخاص،‭ ‬

علما‭ ‬أن‭ ‬صوت‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬العذب‭ ‬قد‭ ‬غنى‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬كل‭ ‬الالوان‭ ‬واطربت‭ ‬اغنياته‭ ‬اجيال‭ ‬عديدة‭ ‬وقد‭ ‬تربت‭ ‬على‭ ‬سماع‭ ‬اغانيه‭ ‬المميزة‭ ‬ورافقت‭ ‬هذه‭ ‬الاغاني‭ ‬قدرته‭ ‬الكبيرة‭ ‬على‭ ‬استعراض‭ ‬الامكانية‭ ‬العالية‭ ‬لصوته‭ ‬العذب‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬كبار‭ ‬الملحنيين‭ ‬والموسيقيين‭ ‬العراقيين‭ ‬بانه‭ ‬من‭ ‬افضل‭ ‬الاصوات‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬القرار‭ ‬الغنائية‭ ‬وبمؤهلات‭ ‬امتعنا‭ ‬فيها‭ ‬كجمهور‭ ‬بين‭ ‬لحن‭ ‬وآخر‭ ‬اكثر‭ ‬منه‭ ‬جمالا‭  ‬في‭ ‬كل‭ ‬اغانيه‭ ‬ولقبه‭ ‬بعض‭ ‬الملحنين‭ ‬العراقيين‭ ‬الكبار‭ ‬بالصوت‭ ‬الحريري‭ ‬الدافئ‭ ‬،،‭ ‬وحسين‭ ‬نعمة‭ ‬كان‭ ‬محباً‭ ‬للمقام‭ ‬العراقي‭ ‬جدا‭ ‬ويجيد‭ ‬طريقة‭ ‬غناءه‭ ‬لكنه‭ ‬فضل‭ ‬ان‭ ‬لايتعدى‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬مطربي‭ ‬المقام‭ ‬واحترم‭ ‬خصوصيتهم‭ ‬بذلك‭ ‬كقراء‭ ‬معروفين‭ ‬للمقام‭ ‬العراقي‭ ‬واكتفى‭ ‬بغناء‭ ‬اغانيه‭ ‬هو‭….‬

لحن‭ ‬له‭ ‬كبار‭ ‬الملحنين‭ ‬العراقيين‭ ‬ومنهم‭ ‬كمال‭ ‬السيد‭ ‬،جعفر‭ ‬الخفاف،محسن‭ ‬فرحان‭ ‬،‭ ‬طالب‭ ‬القره‭ ‬غولي،‭ ‬ومحمد‭ ‬جواد‭ ‬اموري‭ ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬اعلى‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬الملحنين‭ ‬الذين‭ ‬تعامل‭ ‬معهم‭  ‬حسين‭ ‬نعمة‭..‬

اغنيتة‭ ‬الشهيرة‭ (‬يانجمة‭)‬التي‭ ‬لحنها‭ ‬له‭ ‬كوكب‭ ‬حمزة‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬البداية‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٦٩‬‭…‬و‭ ‬المصادفة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬قادته‭ ‬للشهرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاغنية‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬لبى‭ ‬كوكب‭ ‬حمزة‭ ‬دعوة‭ ‬احد‭ ‬اصدقاءه‭ ‬بالذهاب‭ ‬الى‭ ‬الناصرية‭ ‬لحضور‭ ‬حفل‭ ‬تقيمه‭ ‬نقابة‭ ‬المعلمين‭ ‬هناك‭ ‬وكان‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬معلما‭ ‬انذاك‭ ‬ولديه‭ ‬فقرة‭ ‬للغناء‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬المذكور‭ ‬وسمعه‭ ‬كوكب‭ ‬حمزة‭ ‬عند‭ ‬حضوره‭ ‬وأُعجب‭ ‬بصوته‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬التعاون‭ ‬معه‭ ‬بغناء‭ ‬اغنية‭ ‬من‭ ‬الحانه‭ ‬كتب‭ ‬كلماتها‭ ‬الشاعركاظم‭ ‬الركابي‭ ‬فتشكل‭ ‬بذلك‭ ‬ثلاثي‭ ‬متناسق‭ ‬جميل‭ ‬أخرج‭ ‬للجمهور‭ ‬اغنية‭ ‬يانجمة‭ ..‬

وأستمربعد‭ ‬ذلك‭ ‬يقدم‭ ‬اجمل‭ ‬اغانيه‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬السبعينات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬نجومها‭ ‬البارزين‭ ‬برفقة‭ ‬زملاءه‭ ‬سعدون‭ ‬جابر‭ ‬وياس‭ ‬خضر‭ ‬وفاضل‭ ‬عواد‭.. ‬وانتقل‭ ‬بعدها‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬حقبة‭ ‬بعدها‭ ‬حقبة‭ ‬الثمانينات‭ ‬والتسعينات‭ ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬الاغنية‭ ‬فيهما‭ ‬منحى‭ ‬واسلوب‭ ‬جديد‭ ‬وكلمات‭ ‬محدثة‭ ‬ترافقت‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬العديدة‭ ‬في‭ ‬الذائقة‭ ‬السمعية‭ ‬للفرد‭ ‬العراقي‭ ‬واصبحت‭ ‬الاغنية‭  ‬تعبربشكل‭ ‬مغاير‭ ‬عن‭  ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬والمشاعر‭ ‬منها‭ ‬الحب‭ ‬والقلق‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ ‬والمستقبل‭ ‬ومشاعر‭ ‬اخرى‭ ‬قد‭ ‬فرضتها‭ ‬المرحلة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬ترافقت‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬وتلتها‭  ‬مرحلة‭  ‬الحصارالاقتصادي‭ ‬على‭ ‬البلد‭  ‬واتجه‭ ‬الشعراء‭ ‬فيها‭ ‬الى‭ ‬كتابة‭ ‬الاغاني‭ ‬بمفردات‭ ‬جديدة‭ ‬لحب‭ ‬الوطن‭ ‬واختلاف‭ ‬معنى‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحب‭ ‬والعشق‭ ‬واللوعة‭ ‬وانتظار‭ ‬الحبيب‭ ‬فأمتعنا‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ ‬فيها‭ ‬بحبيبي‭ ‬انساني‭ ‬واني‭ ‬انساك‭,, ‬وتحياتي‭ ‬الك‭ ‬وين‭ ‬انت‭ ‬موجود‭ ‬،‭ ‬وانت‭ ‬على‭ ‬راسي‭ ‬

ومكتوب‭ ‬اشوفك‭ ‬من‭ ‬بعيد‭,,‬‭ ‬واشكد‭ ‬صار‭ ‬اعرفك‭ ‬،‭ ‬والله‭ ‬خسارة‭ ‬يازمن‭,,‬‭ ‬وايامنا‭ ‬الحلوة‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬روائعه‭ ‬الاغانية‭ ..‬

حسين‭ ‬نعمة‭ ‬اعتبره‭ ‬البعض‭ ‬امتداد‭ ‬لناصر‭ ‬حكيم‭ ‬وداخل‭ ‬حسن‭ ‬وحضيري‭ ‬ابو‭ ‬عزيز‭ ‬وهو‭ ‬كان‭ ‬سعيدا‭ ‬بهذا‭ ‬الوصف‭ ‬لانه‭ ‬كان‭ ‬متاثراً‭ ‬بالجيل‭ ‬الذي‭ ‬سبقه‭ ‬هم‭ ‬ويهوى‭ ‬سماع‭ ‬اغانيهم‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭….‬


مشاهدات 60
أضيف 2024/10/18 - 11:16 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 3:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 280 الشهر 7814 الكلي 10037537
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير