موعد مع المليون
قيس حسين رشيد
في المجتمعات قديماً .. تولد الأعياد من الحاضنة الدينية او قريباً منها، وقد عرف العراقيون القدماء عدة اعياد من هذا النوع كعيد ( الأكيتو ) للبابليين وعيد ( نوسرديل ) للأشوريين وعيد ( البرونايا ) للمندائيين وعيد ( السرسال ) للأيزيدين وعيد ( النوروز ) للكورد ، وصولاً لأعياد الميلاد للمسيحيين وأعياد الفطر والأضحى والغدير للمسلمين . وفي المجتمعات حديثاً .. تولد الاعياد من الحاضنة المدنية وقد حرصت الدول والمنظمات وفروع الأبداع على ايجاد اعيادها الخاصة ومواسمها المبهجة. وقد اختلف التعبير والاحتفاء بهذه المناسبات قديماً وحديثاً بأختلاف الجماعات المعنية بها ولكنها بالمجمل هي عبارة عن مهرجانات للفرح ومحطات للمحبة وتعميق الاواصر الاجتماعية. وإذا ما بحثنا عن رمز يُحيلنا الى مناسبات الافراح دون مواربة فربما لا نعدو أن نختار ( الشمعة ) ، فهي بإختلاف تواجدها بالمخيال الشعبي تبقى مصدر النور العتيق والإيقونة التي تحمل مع لهبها الأليف فيض الأمنيات المرجوّة وواحدة من مفردات النذور المتوارثة عبر الزمان .
حضور متألق
ومن مفردتي (الشمعة ) و ( الزمان ) نلج هذا الحيز لتقديم أزكى التهاني وأحرّ التبريكات لصحيفتنا الغرّاء ونوقد للأحتفاء بها شموع الفرح الثمانية ألاف بمناسبة إصدار ( الزمان ) العدد 8000 . متمنين لها دوام الحضور المتألق ونحن نطالعها بفخر ومحبة وهي تخطو واثقةً في عالم مزدحم بالأحداث والمتغيرات باقيةً على حرصها وتفانيها في مسايرة إعلام رقمي وورقي متطور ، مُحتضنةً لأقلام وأراء مكونات الوطن من أقصاه الى أقصاه دون محاباة او إنحياز الّا للعراق ، ناقلة لقرائها الخبر الصادق والمعلومة المعرفية الجادة عبر كادرها المائز وقيادتها الرصينة.. فكل عام والقناديل مُضاءة والشموع تحلو .. ولنا موعد مع المليون.