الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصة قصيرة جدا جدا

بواسطة azzaman

قصة قصيرة جدا جدا

حسين الجاف

 

 ذهبوا ثلاتتهم فرحين الى المكتب الفخم لصديقهم التقدمي القديم  الواقع في عمارة شاهقة اكثر فخامة..كانوا يعولون على هذه الزيارة  كثيرا لا سيما وانها تحصل بعد اخرلقاء  ايضا لهم معه قبل ماينوف على ثلاثين سنة..كانوا في اشد درجات البهجة والسعادة فمن سيقابلونه وطني كبير يتناول الماركسية مع وجبات طعامه الثلاثة هذا ان وجد لذلك وقتا ليأكل لشدة انشغاله بالتفكير بالمال ووسائل تعظيمه.. كانوا يعولون جدا على هذه الزيارة التاريخية بخاصة اكبرهم سنا (عباس) الذي رسم لنتائجها الكثير من الاحلام الوردية باعتباره اقدمهم علاقة به ..علاقة تعود الى ايام الفقر المدقع للثري حديث النعمة الذي لا يعلم  احد كيف جنى هذه المليارات في وقت قياسى جدا الا الله والراسخون في العلم... وللامانة كان لقاؤه بهم حميميا جدا وحاراجدا   مما رفع سقف التوقعات جدا عند زميلهم (عباس) الذي يعمل من سنين على تزويج ابنه الذي بلغ الاربعين من العمر  وهوموظف بسيط في دائرة المجاري ولا باءة كافية عنده..استقبلهم الثري غير النبيل بوجه باسم جدا وتكلم معهم بحماس عن الايام الخوالي   وهم في عز الشباب وحماسه لتأسيس دولة الاشتراكية والقضاء على الفقر والرأسمالية من على اديم العالم وازالة الفوارق الطبقية من وجه البسيطة..كان الثري يقول هذا دون ان يعطله من النظر باهتمام و في تدقق ملحوظ في محتويات الاضابير التي امامه ويبدو انها كانت لعقود او مشاريع مالية وبمجرد دخولنا غرفته الانيقة الفارهة وضع يده على الجرس ليدخل  نادل وسيم  في غاية الاناقة طالبا منه تضييف اصداقائه القدامى    فقال النادل بصوت خفيض لهم : اساتذة شاي ام قهوة..؟ فطلبنا جميعنا القهوة  وطيلة جلوسنا معه الذي لم يستمر سوى عشرين  دقيقة على اكثر تقدير لم يكف لا موبايله الحديث  جدا  ولا  الهاثف الاحمر  على مكتبه من الرنين ويبدو ان لونه كان اشارة صريحة الى أيام النضال التي  قادته الى عزه الحالي  وبمجرد ان  فرغنا  من تناول قهوتنا وضع يده مرة اخرى على  زرالجرس لتطل علينا    صبيةمن صنف الحور وبالاشارة ابلغها رسالة ... هي الاخرى عظمت سقف التوقعات  المتفائلة جدا عند زميلنا الاكبر سنا عباس وبعد ثوان من الغياب اطلت علينا بحضورها الملائكي وبيدها ثلاث اجندات(مفكرات) بغلاف احمر قان ونفس العدد من المجلات ذات الاغلفة الجميلة الملونة  متكرمة  باعطاء كل واحد منا نسخة من المجلةالتجارية البحته التي تتحدث عن مشاريع وانجازات مؤسسات الثري غير النبيل ومن الاجندة ذات اللون الاحمر الذي فيما يبدوانها كان تأكيدا جديدا منه على انه لازال ملتزما بعهود ايام النضال القديم... وفي ذات الوقت   ابلغت السكرتيرة  في شبه همس مسؤولها الاكبر بأن مجلس ادارة المؤسسة جاهز للانعقاد الان ..  وهي اشارة مضمرة  للضيوف فحواها ..ضيوفنا الاعزاء مع السلامة. فهمنا الاشارة بسرعة وقمنا لنغادر  المكان  وبحرارة  مماثلة لحرارة استقباله لنا في بداية الزيارة خرجنا  من غرفة مجلس الادارة الانيق بسرعة خاطفة باتجاه المصعدالكهربائي  الذي هبط بنا الى الارض يطوي الطوابق الخمسة والعشرين طيا   وسط انهيار احلام زميلنا (عباس) في تزويج ابنه و هو يصرخ باعلى صوته بلهجته البغدادية الاثيرة وعيناه مغرورقتان بالدموع السواخن: مو كالها ابو الحسنين قبل 1400 سن: [لاتطلب الخير من نفوس جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق]

 وتداركا  للامر وضعت سبابتي على  شفتي  بقصد سكوته فقلت؛ لا تحكي تره المصعد عنده اذان.

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 194
الكاتب حسين الجاف
أضيف 2024/08/18 - 5:53 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 5:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 344 الشهر 7878 الكلي 10037601
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير