الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأهرامات هي آخر  عجائب الدنيا السبع الباقية

بواسطة azzaman

مشاهدات من أرض الكنانة

الأهرامات هي آخر  عجائب الدنيا السبع الباقية

رعد أبو كلل الطائي

 

الأهرامات هي مقابر ضخمة بناها المصريون القدماء للفراعنة والملوك في عصر الدولة القديمة والوسطى وأشهرها، أهرامات الجيزة التي تضم الهرم الأكبر، وهي آخر عجائب الدنيا القديمة الباقية، وكانت مغطاة بالحجر الجيري الأبيض، وتعتبر من أقدم وأكبر الهياكل الضخمة في العالم، ولا تزال الالغاز المستخدمة في بنائها قيد الدراسة والأستكشاف حتى اليوم، كان في تخطيطي أن أقوم برحلة سياحية من مكان إقامتي في الإسكندرية إلى القاهرة، لزيارة أهرامات الجيزة، ومشاهدةُ معالمُها التأريخية وكنوزِها التي لا تقاس بثمن.

اهرامات الجيزة

وفي القاهرة كانت هنالك حفلات تنطلق من ساحة التحرير باتجاه اهرامات الجيزة فركبت الباص، وانطلقت مع الزائرين السواح، بعد أن قطعتُ تذكرة الباص بأتجاه الأهرامات، وأستغرقت رحلتي للوصول إلى الباب الرئيسية لأهرامات الجيزة، قُرابة الساعة، ثم قطعنا تذكرة دخول وعبور بوابة الأهرامات والوصول إلى منطقة أهرامات الجيزة، وكان وقت وصولنا الأهرامات ظهراً وهو يعتبر وقتاً ذهبياً للزيارة، وخلال الزيارة كان مُرشدُنا السياحي يُحدثنا عن هذه العجائب التي نراها أمامُنا، ويُجيبُ عن كُلِ شاردةٍ وواردةٍ من أسئلتِنا، وأجمعَ حديثهُ بالقول :

إن الأهرامات في مصر تمتدُ، من أبو رواش في الجيزة حتى هوارة على مشارف الفيوم، وهي مبانٍ ملكية بناها قدماء المصريين في الفترة من عام  1530 ق.م حتى عام 2630 ق.م، وقد تدرج بناؤها من هرمٍ متدرجٍ كهرم روسر من عام 2611 ق.م حتى عام 3630 ق.م، إلى هرمٍ مائل الشكل، ثم إلى شكل الهرم الكامل المعروف والمتمثل في أهرامات الجيزة، ولقد بُنيتّ لأجل الحفاظ على مومياء فرعون ومساعدتهُ في رحلتهِ الأخيرة وصعودهِ إلى السماء، وقد بنى الملك خوفو الهرم الأكبر لدفنه فيهِ، وكان قدماء المصريين يعتقدون إن روح الملك تظلُ ترعاهُم حتى بعد مماتِهِم، ثم إنها تصعدُ إلى السماء، وتنضم إلى باقي الآلهة ومن ثمَ يُمكنهُ رعاية الأحياء على الأرض بأرسال فيضان النيل والنمو والرخاء، ويمنع عنهم الشر .وبينَ، فخلال الدولة القديمة 1640ق.م _ 2585 ق.م، كان الكهنة والفنانون المصريون ينقشون بالهيروغليفية على جدران حجرة الدفن للمومياء الملكية، نصوصاً عبارة عن تعليمات، وتراتيل يتّلونَها أمام الآلهة عند أنتقالهِ إلى العالم الآخر، وتعاويذ لتحرسهُ في قبره لِما بعد الحياة الدُنيا، وهذه النصوص عُرِفتّ بنصوص الأهرام، وإِبانَ عصر الدولة القديمة بُنيتّ الأهرامات الكبيرة من الحجر، لكن مع مرور الزمن قل حجمُها لأنها كانت مُكلفةً جداً حتى بُنيتّ بعدها الأهرامات اللاحقة كافة أصغر من هرم خوفو، لهذا نجد في الدولة الوسطى 1640ق.م - 2630 ق.م كانت الأهرامات تُبنىّ من اللبنً المصنوع من الطين والقشّ، وكان أصلاح الأهرامات الأربعة تتعامد مع الأهرامات الأصلية الجغرافية الأربعة (الشمال والجنوب والشرق والغرب)، وإن معظم الأهرامات شُيدتّ في الصحراء غربي النيل، إذ خلفُها تغرُبُ الشمس، وكان قدماء المصريين يعتقدون إن روح الملك الميتّ تترُك جسمَهُ لتُسافر في السماء مع الشمس كل يوم، وحينَ تغرُب الشمس ناحية الغرب، تعود الروح الملكية لمقبرتها في الهرم لتُجددّ نفسها، وكانت مداخل الأهرامات في وسط الواجهة الشمالية من الهرم، ويقدرُ عدد الأهرامات في مصر ما بينَ 118 - 138 هرماً وفقاً لمصادر مختلفة، وتشمل أهرامات كبيرة معروفة وأُخرى أصغر حجماً، وعلى مدار ما يقرُب من ألف و500 عامٍ تم تشييد 118 من الأهرامات من قبل 20 ألف إلى 30 ألف عامل مصري في خدمة الفراعنة في مصر القديمة .

أقدم الأهرامات

وكانت منطقة سقارة وهي إحدى القرى التابعة لمركز البدرشين في محافظة الجيزة، والتي يبلغ عدد سكانها حسب أحصاء عام 2006 ميلادية 32 ألف ومائة وأثنتا عشر نسمة، كما يُحدثُنا عنها الباحث والمؤرخ الأكاديمي صديق العمر وزميلي في الدراسة أستاذ التأريخ الحديث الدكتور ظاهر محمد صكر الحسناوي، والتي تقع جنوب القاهرة، مكاناً لمقبرة ضخمة للعاصمة المصرية القديمة (ممفيس)، وهي موطن لأولِ هرمٍ بناهُ المصريون في البلاد، والهرم المُدرج (لزوسر)، هو أكبر مبنىً ضخماً كبيراً في العالم، وتم بناؤهُ من الحجر المنحوت الذي يحتفظ بممرٍ هرميٍ، ويُعدُ واحداً من أفضل الأهرامات المحفوظة في مصر، وتُعدّ سقارة أكبر موقع آثاري في مصر، في حين إن أشهر الأهرامات في مصر تتركز في منطقة الجيزة، كما يقول الأستاذ الدكتور الحسناوي، وتشمل  :

1- هرم خوفو (الهرم الأكبر)، وهو من أكبر الأهرامات وأكثرها شُهرةً، ويبلُغ أرتفاعه الأصلي 146 متراً ونصف المتر، ويُعدُ أطول مبنى في العالم طيلة 3800 عام، وأستغرق بناؤهُ ما بين 10 - 2٠ عاماً، وهو العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدُنيا السبع، ويضُم بداخله ثلاثُ غُرفٍ رئيسية وممرات مُعقدةً .

2- هرم خُفرع، ويُعرفّ أيضاً بهرم (أبي الهول) المصاحب له، ويتميز بوجود جزء من الغلاف الحجري المصقول الأصلي بالقرب من قمتهِ، ويقع خلف تمثال أبي الهول الذي بناهُ الملك خُفرع، وهو ثاني أكبر الأهرامات المصرية العظيمة على هضبة الجيزة .

3- هرم منقرع، وهو ألاصغر بين الأهرامات الرئيسية في الجيزة، فهو أصغر من هرمي خوفو وخفرع، ويعتبر من أهرامات العجائب في الجيزة، وهو أصغر الأهرامات الثلاثة الرئيسية لمجمع أهرامات الجيزة، وهو يقع على هضبة الجيزة في الضواحي الجنوبية الغربية للقاهرة، ويُعتقد انه بُنيَ ليكونَ بمثابةِ مقبرةٍ للفرعون المصري منكاورع أبن الملك خفرع .

وزادَ الأستاذ الحسناوي قوله،  توجد هناك أهرامات أخرى مشهورة منها :

هرم ميدوم وهو من الأهرامات التأريخية التي يُعتقد ببنائهِ في عهد الملك حوني، وأُكملَ في عهد سنفرو، وهرم هوارة والذي يقع في الفيوم، وقد بناه الملك أمنمحات الثالث، ويتمَيزّ بممراتهِ المُتشعبة والمُعقدة، وهرم اللاهون الذي بُنيَ في عهد سنوسرت الثاني، ويقع بالقرب من مدينة الفيوم، و إن هذه الأهرام الثلاثة (هرم ميدوم وهرم هوارة وهرم اللاهون) تُعتبر ضمن أشهر المعالم الآثارية في مصر، والتي تُمثِل مراحلَ مُختلفةً في بناء الأهرامات .

تحت الأرض

وفي ضوء دراسةٍ زعمَ فيها باحثون من أيطاليا وأسكتلندا وجود مدينة ضخمة تحت أرض أهرامات الجيزة، وقالوا  : إن هناك ثمانية هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، فضلاً إلى المزيد من الهياكل غير المعروفة على عمق 4000 قدم، وأشاروا كذلك إلى وجود خمسة مبانٍ مُتطابقة أسفل قاعدة هرم خفرع متصلة بمسارات هندسية يقع أسفلُها، ثمانية آبار أسطوانية رأسية، وزعموا أستخدامهم أجهزة رادار لإنشاء صورَ عالية الدقة في أعماق الأرض، كشفتّ  عن وجود هذه المدينة حسب زعمِهمّ .

واقول في الختام

تتميز الأهرامات المصرية، بدقتِها الهندسية العالية، وتصميمُها المُتقنّ، وكانت الأهرامات في الأصل مُغطاة بالحجر الجيري الأبيض اللامع.

ويضُم كُلَ هرمٍ غُرفةً رئيسيةً، وبِضعةَ غُرفٍ مخفيةٍ، ويُمكن أن نذكُرَ إن بناء الأهرامات في مصر يُعدُ دليلاً على قُدرة وبراعة المُهندسين المصريين القُدماء في الرياضيات والهندسة، إذ تمَ أستخدام العمال المهرة المُجهزينَ لمهام البناء، بدلاً من العُمال العبيدّ، وبلغتّ مُدةَ بِناء كُل هرمٍ من 20 - 30 عاماً، وكان الهدف من بناء هذه الأهرامات، لتكونَ مقابرَ للفراعِنة، وملِكاتِهم لحماية أجسادِهم وضمانَ حياتِهم في الآخرة، وتكمُن عجائب الأهرامات في عظمتِها التأريخية والهندسية، كأثرٍ باقٍ من عجائب الدُنيا السبع القديمة ودقة بناؤها المُذهلة، وحجُمها المائِل، والرمزيةَ الدينيةَ التي تحملُها، وموقعِها الفريدً، وعلى الرغم من تميُزّ مصر في الأهرامات وعددُها المنتشر داخل البلاد، إلا إن السودان متفوقةً على مصر في عدد الأهرامات الموجودة فيها  ويُعتبر مُجمع أهرامات الجيزة وجهةٌ سياحيةٌ مشهورةٌ منذ العصور القديمة، وأكتسبَ شُهرةً واسعةً في العصر الحديث، وهو اليوم العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدُنيا السبع .


مشاهدات 45
أضيف 2025/12/19 - 11:36 PM
آخر تحديث 2025/12/20 - 1:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 65 الشهر 14408 الكلي 12998313
الوقت الآن
السبت 2025/12/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير