الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العلاف ولورنس العرب بين التاريخ والدراما

بواسطة azzaman

العلاف ولورنس العرب بين التاريخ والدراما

 

الموصل - نجيب الرمضاني

يشكل اسم توماس إدوارد لورنس المعروف بـ لورنس العرب إحدى أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط فبينما تقدمه الدراما والسينما كبطل أسطوري قاد ثورة العرب ضد العـــــــثمانيين يكشف التاريخ وثائقه أن دوره كان أعقد بكثير مما صورته الروايات الفنية.

أقيمت عصر يوم الاحد الموافق الماضي جلسة الرابطة العربية للاداب والثقافة فرع الموصل بالتعاون مع مؤسسة يوسف ذنون للثقافة والفنون أستضيف فيها الاستاذ المتمرس الدكتور ابراهيم خليل العلاف ومحاضرته الموسومة لورنس العرب بين التاريخ والدراما قدمه الاستاذ الدكتور غسان عزيز الأمين العام للرابطة ، تحدث فيها الدكتور ابراهيم العلاف عن شخصية لورنس في السرد التاريخي.

فترة حساسة

ظهر لورنس في فترة حساسة من تاريخ المنطقة وبالأخص أثناء الحرب العالمية الأولى حين دخلت بريطانيا في صراع جيوسياسي لتقسيم إرث الدولة العثمانية وفي هذا السياق.

كان لورنس ضابطآ في الاستخبارات البريطانية كلف بمهمة دعم الثورة العربية الكبرى عمل قريبآ  من الأمير فيصل بن الحسين ورافق القوات العربية في عملياتها العسكرية كان حلقة وصل مباشرة بين القيادة البريطانية وقيادة الثورة ينقل المعلومات ويخطط للعمليات..

لكن التاريخ يقدم صورة مغايرة عن البطل المنقذ حيث قيل إنه اعتدي عليه جنسيآ من قبل والى درعا التركي الذي قبض على لورنس ويدعى هاشم محي الدين ولكن تم نفي هذه الحادثة من قبل أقرباء الوالى مدعــــــين بعدم وجود مثل هذه العادات لديه وكان رجل معتدل ولكن لورنس لكي يثير الاهتمام ونوع من الشهرة أدعى عليه بهذه الواقعة.

كان للورنس الدول الكبير لبريطانيا في احتلال العراق وأنه كان يحب الملك فيصل

وهناك كتب كثيرة عن لورنس منها كتاب المخفي من حياة لورنس وهو لصحفيان عملا في المنطقة... أنّ دوره لم يكن بدافع التعاطف مع العرب بل جزءًا من مشروع بريطاني أوسع يهدف إلى ترتيب خريطة المنطقة بما يخدم مصالح لندن ولكن هو في قرارة نفسه مخلص للشريف حسين والملك فيصل  والعرب ، وأنه كان عالمآ باتفاقية سايكس – بيكو التي تقاسم فيها بريطانيا وفرنسا المشرق العربي بينما كانت وعوده للعرب بدولة موحدة غير قابلة للتحقيق .

لكن  الصورة السينمائية بالغت في تضخيم دوره العسكري والسياسي وهمشت الدور الحقيقي للقيادات العربية، صاغت حكاية أقرب إلى الأسطورة منها إلى الواقع بما يخدم الخطاب الغربي عن الشرق.

بطلا فرديا

لماذا بقيت صورته مثيرة للجدل؟

لأن لورنس يجسد التناقض بين الرؤية الغربية التي تصوره بطلآ فرديآ صانعآ للحدث الرؤية العربية التي تعتبره أداة في مشروع استعماري كبير وإن كان موهوبآ في قراءة المجتمعات الشرقية والتعامل مع قبائلهاكما أن كتاباته وخاصة أعمدة الحكمة السبعة خلطت بين التجربة الشخصية والسرد الروائي فجعلته أشبه ببطل أدبي أكثر منه شاهدآ دقيقآ على التاريخ.

 □ ماتأثيره على السياسة العربية ؟

مهما اختلفت الآراء حوله يبقى أن لورنس لعب دورآ مهمآ في دعم مسار الثورة العربية عسكريآ رسم ترتيبات ما بعد الحرب رغم أن العرب لم يجنوا منها ما وعدوا به.

فتح الباب لمرحلة جديدة تدخل فيها القوى الكبرى بشكل أعمق في شؤون المنطقة.

لورنس العرب شخصية تقف على خط رفيع بين التاريخ و الدراما.

في التاريخ: ضابط مخابرات بريطاني موهوب وذكي يعمل لصالح بلاده.

في الدراما أسطورة رومانسية تصنعها العدسة وتعيد تشكيلها المخيلة الغربية.

وبين هاتين الصورتين تتشكل الأسئلة الدائمة:

هل كان لورنس صديقآ للعرب أم مجرد أداة استخدمتها الإمبراطورية لصياغة مستقبل المنطقة؟

كان هناك مداخلات من قبل الحضور أغنت الموضوع وإجابات وافية من الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف والذي قال المؤرخ عليه أن يكتب بموضوعية وأن يعيد تشكيل الحدث كما وقع بالضبط كما قال أحد المؤرخين وبدون مجاملات أو محابات شئنا أم أبينا محاضرة كبيرة بعنوانها وشخصيتها وقد أوجز كثيرآ الأستاذ المحاضر لكي لا يثقل على الحضور ....

الشكر والتقدير للاستاذ أسامة يوسف ذنون مدير مؤسسة يوسف ذنون للثقافة والفنون على فتح باب المؤسسة أمام الجميع حبآ بالموصل وأهلها ...


مشاهدات 27
أضيف 2025/11/25 - 3:00 PM
آخر تحديث 2025/11/26 - 1:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 72 الشهر 18766 الكلي 12680269
الوقت الآن
الأربعاء 2025/11/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير