الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نخيل عراقي تحتفي بالموسيقار الرائد فاروق هلال: النهر النغمي الثالث دليل للأجيال القادمة

بواسطة azzaman

نخيل عراقي تحتفي بالموسيقار الرائد فاروق هلالالنهر النغمي الثالث دليل للأجيال القادمة

 

بغداد - ياسين ياس - محمد اسماعيل

احتفت منظمة نخيل عراقي الثقافية السبت الماضي، بالموسيقار الرائد فاروق هلال، تزامناً مع صدور كتاب (فاروق هلال/ النهر النغمي الثالث) للصحفي والكاتب زيدان الربيعي،بحضور عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين. وقال الربيعي عن الكتاب الصادر عن دار «جلجامش» في بغداد، في مئة وست وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، إستهلت بتقديم كتبه الموسيقار نصير شمه( إن لحظة كتابة الكتاب وجمعه كانت صدفة مباركة ومهمة، استطاع من خلالها توثيق حياة مبدع كبير مثل فاروق هلال، الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى العراقية، موضحا (في إحدى الندوات كان الضيف فاروق هلال تحدث ثلاث ساعات عن الكثير من الأسرار.تم الاتفاق معه لتوثيق هذه الاسرارمن حياته في كتابي هذا)، مشيراً إلى أن (الكتاب يمثل رحلة توثيقية فنية وإنسانية تسلّط الضوء على تجارب هلال الغنية وإسهاماته في بناء المشهد الموسيقي الحديث).

أما هلال فقد عبر عن امتنانه لهذه المبادرة بالقول، إن (هذا الاحتفاء وهذا اللقاء هو لقاء حضاري، وأنا محظوظ أن أحظى في أواخر عمري بهذا التكريم تحت ظلال نخيل عراقي،الذي يعبر عن شهامة الإنسان العراقي وتقديره لمبدعيه). ووصف هلال (الجمهور الذي يتلقى الموسيقى الجيدة ويروّج للأغنية الأصيلة والحب والسلام بأنه بمثابة الماء الذي يمنح الحياة)، مبيناً أن (أي فنان يتمنى أن يحظى بالمقبولية لدى المتلقي العراقي الذي يملك ذائقة رفيعة ووعياً فنياً متجذّراً). وأكد (لقد كانت رحلتي في الموسيقى طويلة وشاقة، لكنها مفعمة بالحب،تعلمت أن اللحن يشبه النهر، لا يتوقف عن الجريان مهما تبدلت المواسم، وما قدمته هو محاولة لأن أجعل للموسيقى العراقية صوتاً عالمياً يحافظ على هويته ويواكب العصر).

واكد هلال (وضعت عنوان لهذه الجلسة (من الليالي المضيئة في حياتي) فانا الان بعمر 89 سنة عندما تكون هذه الليلة في حياتي بهذه الوجوه الفنية والثقافية والاجتماعية)، واضاف (هناك في العراق طاقات صوتية مهمة.كل من ارتوى من ماء دجلة يتجه إلى المقام العراقي امثال محمد القبانجي، يوسف عمر، ناظم الغزالي ومن ارتوى من الفرات ينتمي إلى الأطوار الريفية) مبينا (كان لي تجربة مع الاصوات الواعدة منهم كاظم الساهر وهو من الأصوات التي ارتوت من نهر دجلة وهو أول من غنى القصيدة وكان الجمهور يغني معه بعض المقاطع وهو حقق مايريد).

شهادات ومداخلات

وضمت الجلسة شهادات ومداخلات بحق المحتفى به منها للأكاديمي هيثم شعوبي قائلا (أنا مسرور أن أكون مع هذه النخبة بوجود فاروق هلال بيني وبينه 46 عاما من الفن .محبة فاروق بدأت من ايام معهد الدراسات الموسيقية وهذه الجلسة اليوم تاريخية لهذا الفنان الكبير وانا متواصل معه زرته عندما كان في القاهرة).

وعن ضيف الجلسة تحدث الباحث الموسيقي حيدر شاكر قائلا (في كل الاغاني والألحان يوجد اسم الفنان فاروق هلال .الاغاني والألحان التي قدمها كثيرة عام  1978 قال لي اريد جمع سبع طلاب لعمل فرقة فكان احمد نعمة ومحمود انور وفريدة وكريم هميم.كنا نعزف ايقاع وهو يعزف على العود.وانا اول شخص أقمت ندوة للفنان فاروق هلال في جمعية الثقافة للجميع مع عدد من الفنانين).

واشار المخرج جمال محمد (من ايام الصبا والشباب أحب أغانيه.كنت مخرج في التلفزيون بقسم المنوعات وكانت أكثر اللجان التي شكلت يرأسها الفنان فاروق هلال علاقتي به من الثمانينيات من خلال برنامج اصوات شابة وكنت مخرجا لهذا البرنامج الذي قدم عدد من المطربين منهم كاظم الساهر، احمد نعمة، محمود انور وهلال صاحب منجز تاريخي).

ومن المتحدثين الكاتب حسين الجاف قائلا (هذا اللقاء الثاني مع الفنان فاروق بعد لقاء القاهرة كانت أمسية جميلة حضرت له العديد من الندوات. هو أول  مطرب عربي غنى (للابيضاني) التقينابه اليوم وقلبه مفتوح هذه ميزة الفنان العراقي الاصيل) وقال المصور والمؤرشف علي عيسى (التقيت بالفنان فاروق هلال خلال عملي في دائرة السينما والمسرح هو فنان عراقي وعربي كبير ينبغي أن يكون برعاية الدولة تؤمن له العيش الكريم وكل ما يحتاجه).

وفي ختام الجلسة، قدّمت منظمة نخيل عراقي درع الإبداع للموسيقار هلال، وهو عبارة عن قلادة تحمل وسم أيقونة نخيل عراقي شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، قدمها له رئيس الاتحاد العام للادباء عارف الساعدي ورئيس المنظمة مجاهد أبوالهيل تقديراً لمسيرته الحافلة بالعطاء، مؤكدة استمرارها في تسليط الضوء على رموز الثقافة والفن العراقي.

وعن كتاب (فاروق هلال/ النهر النغمي الثالث) قال الموسيقار هلال (هذا الكتاب هو الباقي بعد موتي، لأنه دليل للأجيال في متابعة الأغاني التي لحنتها لمعظم المطربين العراقيين والعرب، من أجيال متوالية تباعاً، بدءاً من الخمسينات ولغاية الآن، فضلاً عن تلك التي أديتها بصوتي ولقيت إقبالاً ذوقياً على مر العقود من سنوات عمري الفني)، مؤكداً (الفن بحاجة لإعلام رصين ودراسات أكاديمية توثقه تاريخياً وتحلله فنياً؛ كي يسهل على الباحثين والمتذوقين التواصل مع التاريخ الماضي، والتهيؤ للتفاعل مع المستقبل الآتي جيل يسلم معطيات ومفاتيح مرحله للأجيال التالية عليه، وهذا الكتاب الذي أبدع في تأليفه الصحفي زيدان الربيعي، يؤدي تلك المهمة في تاريخ الثقافة بإجادة).

وأستذكر المؤلف الربيعي (حضرت جلسة حوار مفتوحة، في أحد المراكز الثقافية، تطرق خلالها الموسيقار هلال، الى أسرار مهمة موسيقياً؛ تنفع الشباب وتقدم وصفات إجرائية؛ تخدم الموسيقيين الجدد، بإطلاعهم على أداء فاروق هلال تلحيناً وغناءً وإدارة ثقافية، على مدى عقود عدة من سنوات ما زالت خالدة في ذاكرة الفن العراقي والعربي)، لافتاً: ولكي لا يتلاشى هذا السفر آثرت جعلها دائمة الإستمرار بمتناول الجميع، من خلال كتاب، سجلته في ثلاث جلسات، مدة الواحدة منها ثلاث ساعات، عززته بإبتكاراته في إشتملات الموسيقى التي تفرغ لها، من دون أن أغفل فصول الرياضة في حياته كلاعب كرة قدم محترف، وعاشق للخيل).وأفاد( جرت التفاصيل بدقة عالية، تنساب بلغة بليغة على لسانه، مبوباً الكتاب الى فصول عنيت بشؤون خارج الفن، أي «حياته الخاصة» و»الرياضة» و»تلاميذه» مع تكريس الكتاب كاملاً لموسيقاه التي تتوزع بين التلحين للمطربين العراقيين والعرب، والتلحين لنفسه قليل جداً، مع غزارة الشجن المتدفق من جمال صوته).

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 72
أضيف 2025/11/03 - 2:28 PM
آخر تحديث 2025/11/04 - 7:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 222 الشهر 2551 الكلي 12364054
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/11/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير