الحرب السبرانية الساخنة
كمال جاسم العزاوي
من نتائج ثورة المعلوماتية وتطور استخدامات الانترنيت ظهرت على الساحة الدولية قوى معنوية افتراضية خارقة لها تسميات عديدة كالذباب الألكتروني والاختراق السبراني وغيرها تتصنع الأفكار تدغدغ العقول وتعيد صياغة الشعور الفطري للانتماء الوطني والقومي والعقائد وصولاً الى فرض القناعات و التحكم بالسلوك لنقتحم أسوار هذا الحدث ونوضح المضامين والأهداف عبر الفقرات التالية :
صناعة الرأي العام :
يقف انسان اليوم مندهشاً وممتعضاً لما يحدث حوله من تدليس وتزييف وطمس للحقائق بل وخرق للمباديء الايجابية التي تربى عليها هي حرب مفتوحة لا تنشب من الخنادق وساحات الوغى بل من وراء جدر الشاشات الأمينة بتغريدات مسمومة وكلمات تدس بين السطور بكل خبث واصرار غايتها الأساسية تخدير العقول وغسل الأدمغة تمهيداً لصناعة رأي عام جديد
سلاح افتراضي :
سلاح رقمي يزرع الشك ويقتل الأمل بعودة الضمير الحي يشحن القلوب و يؤجج النفوس ويحرض على التمرد و يهيء الأرض الخصبة للانقلاب الفكري وفرض الرؤى المناقضة للحقيقة وبفاعلية أمضى من كل أسلحة الدمار وحاملات الطائرات والقاصفات العملاقة تمهيداً لقلب موازين المواجهة (معنوياً) وفرض واقع جديد يخدم مشاريعها على حساب مصالح الشعوب وحرية الأوطان
خطورة وتهديد :
تكمن خطورة السلاح الجديد في انه لا يستهدف العدو بالقتل والتدمير بل يستهدف الانسانية لضرب العدو انها حرب عالمية غير معلنة لا تنشب من خنادق القتال بل تبدأ بحسابات وهمية ومواقع مزيفة لا تخترق الحدود لكنها تحتل الأوطان دون جيوش بعد كسب الرأي العام لصالحها أو تحييده كما أن أعداد مواقعها الهائلة تروج للأكاذيب والفيديوهات المفبركة غايتها التضليل وخلق رأي مناقض للحق والفضيلة يكون هو البديل للرأي الفطري بناءً على ما تقدم نقول ان خطورة الجيوش السبرانية لا تقف عند تأثيراتها النفسية على الشخصية الانسانية والفكر الايجابي المعتدل حسب بل الخطورة الأكبر تتمثل في ارتفاع نسبة المتقبلين لهذه الموجة قياساً الى عدد الرافضين لها والمتصدين لقرصنتها وهذا يكفي لتغيير كفة الميزان لصالح الشر الذي يمكن أن يجتاح العالم ويرفع صوت الباطل كعملاق منتصر يفرض المواقف ويتحكم بارادة البشر عبر شاشات الحاسوب وعدسات الجوال