22 مليوناً
عبد اللطيف الموسوي
22 مليون زائر، من مسنٍ وشاب وطفل، بين ذكر وأنثى، تجشَّموا عناء السفر الطويل، بهذا الطقس الخمسيني الشديد الحرارة، متحملين شتى أنواع العقبات والمصاعب الأخرى، ليقدموا إلى كربلاء الشهادة والإيثار والبطولة من أجل إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام).
إنّ هذا الرقم الضخم يحمل دلالات ومعاني عديدة، لعل أبرزها هو مقدار الحب الذي يحمله المسلمون في العراق وسائر أنحاء المعمورة لهذا الإمام العظيم، فضلاً عما يقدمه هذا الحدث الروحاني العظيم من دليل ناصع على انتصار الثورة الحسينية وغلبة الدم على السيف.
واللافت أن من بين هؤلاء الزائرين، أكثر من 4 ملايين زائر عربي وأجنبي قدموا من وراء الحدود ليقدموا فروض الحب لكربلاء الحسين والشهادة.
22 مليون زائر يمثّلون ما يعادل نصف عدد سكان العراق تقريباً، من شماله إلى جنوبه. إنه رقم مدهش يؤكد لنا أن أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) ستبقى في طليعة المناسبات الدينية إلى أن تقوم الساعة، وسيبقى ملايين المسلمين، الذين يرون أنها واحدة من علامات المؤمن، يحيونها سنوياً، سيراً على الأقدام أو عبر وسائل النقل، فيما يتزايد سنوياً عدد خدام الحسين وعدد المواكب والحسينيات المنتشرة على الطرق المؤدية للعشق الحسيني، لإيواء ملايين الزائرين وتأمين لهم ما لذّ وطاب من نِعَم الله من طعام وشراب.