سلامٌ عليك يا أبا الشهداء
حسين الصدر
-1-
أرى التاريخ يمشي مستطيلا
وفوق جبينهِ ألقُ الحُسينِ
تحدّى بالشهادةِ غاصبيه
ووفّى للمكارمِ كلّ دَيْنِ
أبكتني اليوم صورة طفلة صغيرة تبرعت بما جمعته من مال ضئيل إلى موكب من المواكب الحسينية -وما أكثرها-، وهي تحتفي بذكرى أربعين الإمام الحسين (ع).
-2-
حتى هذه الطفلة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها بضع سنوات أحست بالرغبة في المشاركة مع ملايين العشاق والمحبين لرحيانة الرسول (ص) وقرة عين البتول سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (ع).
-3-
يمشي العاشقون وفي غمرة القيظ ومن مسافات بعيدة غير مكترثين بحرارة الجو وهم في لهفة كبرى وشوق شديد للوصول إلى كربلاء المقدسة للسلام على الإمام الحسين (ع) وتجديد العهد له للمضي على دربه اللاحب درب الإباء والرفض المطلق لكل الوان الظلم والانتهاك للحرمات والحريات والحقوق.
-4-
ولم يشهد العالم في تاريخه كله مسيرات مليونية وأمواجاً بشرية متلاطمة كالتي يشهدها في ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع).
إنه مهوى القلوب ومنار الشعوب.
-5-
أكتب هذه السطور بيدي المرتجفة وأنا في المستشفى ويا ليتني كنت مع الجموع المتجهة إلى كربلاء، ولئن حال المرض دون ذلك فإنه لن يحول بأن يكون قلبي مع تلك القلوب.