هل تجنّب العراق النار حقاً؟
فاتح عبدالسلام
تدور نقاشات في العمق بين النُخب بعد الحرب الخاطفة بين ايران وإسرائيل، كنتاج حربي متصاعد اندلع في السابع من أكتوبر العام 2023. ويتقدم النقاشات بعض الأسئلة منها، هل انتهت المواجهات الحربية التي كانت منتظرة سنوات بين محور ايران وإسرائيل، أم انها ابتدأت اليوم وسوف تعقبها جولات أخرى مادام انّ صفحة السلام غير واضحة في المجال النووي أو سلام الشرق الأوسط؟
غير ان السؤال الاعمق، هو لماذا اشتركت في الحرب المباشرة في خلال اقل من سنتين جميع أعضاء المحور، وتلقوا ضربات مميتة وتاريخية من لبنان الى سوريا واليمن فضلا عن حماس، فيما بقيت التنظيمات الموالية لإيران في العراق خارج دائرة الاستهداف من قبل إسرائيل ، بالرغم من إعلانها المستمر انها جزء قتالي فاعل في المحور ضد إسرائيل؟
هل يمكن تصديق رواية يجري ترويجها بسذاجة حول تكم جهات حكومية من إيقاف الاندفاع الفصائلي في الاشتراك في الحرب لاسيما انها مست قلب المحور؟
لا تبدو الإجابات كاملة او نهائية، كما ان تجنيب جر العراق الى مواجهة مباشرة مع إسرائيل تشبه ما أصاب حزب الله في لبنان خاصة، كان أمراً متوقعا ومفهوماً بسبب عدم توافر الإمكانات القتالية المؤهلة للاشتراك في حرب من ذلك النوع التكنولوجي القوي ، لكن من الصعب توقع انّه في» كل مرة تسلم الجرة «، كما يقول المثل، ذلك انّ هناك قوة مسلحة ذات نفوذ، لها موقف قد لا يخضع للتوافق الحكومي في كل أزمة، وسيكون العراق في قلب العاصفة عند أي خطأ تكتيكي أو انفعالي أو ربّما مبيّت.
ليس دائماً، باستطاعة العراق، تجنيب أرضه وشعبه حروب الآخرين التي تمر من خلاله فكريا وعقائديا او عبر في الأجواء والأراضي ، وهناك مثال قريب ، حين انخرط العراق بشكل غير رسمي عبر فصائل انطلقت وتجهزت فوق ارضه للقتال في سوريا ، وقد تغيّر الحال بحكم سوري جديد ، فيما لا تزال آثار ذلك التدخل العسكري مخيمة على أجواء العلاقات بين البلدين.