من رحلاتي إلى طهران.. باغ كتاب حديقة تنمو فيها المعرفة
طهران - حمدي العطار
في قلب العاصمة الإيرانية طهران، لا تكتفي الحدائق بزهورها وأشجارها، بل تمتد لتزهر كتبا وعلماً ومعرفة. هناك، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالثقافة، تقوم واحدة من أضخم المبادرات الثقافية في العالم: «باغ كتاب»، أي «حديقة الكتاب»، وهي مشروع فريد يدمج بين القراءة والترفيه في فضاء مفتوح يلهم الزوار من مختلف الأعمار.
أكبر مكتبة مفتوحة في العالم
حديقة الكتاب في طهران تعد من أكبر المساحات الثقافية المفتوحة في العالم، وقد أُنشئت بهدف تعزيز عادة القراءة لدى الإيرانيين من الأطفال إلى الكبار، والمساهمة في التنمية المعرفية والمجتمعية.
تمتد الحديقة على مساحة ضخمة وتضم آلاف العناوين من الكتب والمراجع، خصوصا تلك المتعلقة بالشأن الإيراني، وتتيح لزوارها القراءة والشراء والاستمتاع بالأجواء الخضراء في آن معا.
تضم الحديقة أقساما متعددة منها:
• قاعة علمية للأطفال
• قاعة علمية للبالغين
• «سفينة الكتب» التي تقدم تجربة تفاعلية
• قسم المجسمات التعليمية
• مجموعة صالات للسينما والمسرح
كما تم تغطية سطح المبنى بعشب أخضر ليشكل متنفسا للقراء، إلى جانب وجود طاولات مخصصة للطلبة الجامعيين لإنجاز أبحاثهم، ومجموعة مطاعم ومقاه لخدمة الزائرين.
رواج علم النفس... وحضور خجول للأدب العراقي
في لقاء خاص مع أحد العاملين في حديقة الكتاب، السيد برديا تأديب، وهو من أبناء الأهواز، تحدث عن مدى الإقبال على هذا المعلم الثقافي قائلاً:
«الحديقة تشهد إقبالا ممتازا، فهي تستقطب العائلات بأكملها، وتوفر شيئا لكل فرد، مما يجعلها مكانا مثاليا لقضاء وقت ممتع ومفيد».
وعن الكتب الأكثر مبيعا، أوضح أن كتب علم النفس هي الأكثر طلبا، خصوصا من قبل الشباب والفتيات.
وعند سؤاله عن عدد العناوين الموجودة في المعرض، أشار إلى أن المكتبة تضم ما يقرب من 90 ألف عنوان.
أما فيما يخص الروايات العربية المترجمة إلى الفارسية، فقد أكد وجود روايتين عراقيتين فقط، واحدة للروائي عبد الخالق الركابي، وأخرى للكاتب سنان أنطوان، في حين لوحظ حضور أوفر للأدب المصري واللبناني والسوري، أما النصيب الأكبر من الترجمة إلى الفارسية فيبقى للأدب الروسي.
*خاتمة: حيث تزهر الكتب... تنمو الأرواح
«باغ كتاب» ليست مجرد مكتبة، بل فضاء ثقافي يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والكتاب، ويدعو إلى إعادة التفــــــــــــــــكير في كيــــــــــــــــفية نشر المعرفة خارج الإطار التقــــــــــــــــــليدي. إن نموذج طهران هذا يفتح الباب أمام مدن عربية كــــــــــــــثيرة لإعادة إحياء القراءة كفعل جماعي ممتع، مزدهر، ومتاح للجميع.